سياسيون ومراقبون لـ”الثورة”: الرؤية الوطنية لبناء الدولة.. خارطة النهوض اليمني

استطلاع / اسماء البزاز
وضعت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي صدر بها قرارا من رئيس المجلس السياسي الأعلى، 12 محورا للتعاطي مع 39 تحديا تواجه اليمن وتحقيق 175 هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى 2030م وشملت محاور الرؤية الوطنية، المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي ومنظومة إدارة الحكم والبناء الاجتماعي ومحور الاقتصاد والتنمية الإدارية والعدالة وسيادة القانون والابتكار والإبداع والمعرفة والبحث العلمي والتعليم والصحة والبيئة والدفاع والأمن والسياسة الخارجية والأمن القومي وفي كل محور وردت مؤشرات تنفيذ لكل هدف بلغت 408 مؤشرات مع أهم المبادرات المترجمة لكل هدف والتي بلغ عددها 498 مبادرة.. (الثورة) التقت مع سياسيين واكاديميين ومعنيين للتعرف على قراءاتهم لهذه الرؤية الوطنية وخرجت بالحصيلة الآتية:
الأكاديمي إدريس الخطيب قال: إن رؤية بناء الدولة رؤية طموحة تميزت من حيث صياغتها وبنائها وجوهرها ومضمونها واستنادها لأسس ومبادئ صياغة الرؤى والاستراتيجيات الوطنية.
وأضاف: ان المبادئ السبعة التي ارتكزت عليها إن تم العمل وفقها ستحقق الدولة اليمنية الحديثة التي يطمح بها المواطن اليمني
كما أنها تميزت بتحديد الفترة الزمنية باثني عشر عاما وبتحديد أهداف قابلة للقياس ويمكن تحقيقها وتحديد آلية العمل لتنفيذ هذه الرؤية وهذا انجاز بحد ذاته.
إرادة سياسية
وقال الخطيب: إن ذلك يظل حبرا على ورق إذا ما توفرت الارادة السياسية العليا وتم وضع آلية لمراجعة وتدقيق تنفيذها قبل وأثناء وبعد تنفيذها.
متطلعا إلى أن يستمر المجلس السياسي الأعلى في التحرك على نهج وخطى الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله على روحه الطاهرة”.
خارطة طريق
العميد خالد الشايف قال إن “الرؤية الوطنية انبثقت من شعار الرئيس الشهيد صالح الصماد يد تبني ويد تحمي وهي متطلب وطني هام لبناء مستقبل اليمن الذي يهم كل أبناء الشعب اليمني الذين ينظرون إلى الرؤية على إنها الطريق الأمثل لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية لبناء يمن جديد موحد حر مستقل ومعالجة كل ما خلفه العدوان من دمار والسعي إلى تحقيق السلام العادل والمشرف وصولا إلى النهوض والتميز في المراحل اللاحقة”.
وأضاف الشايف ان الرؤية عبارة عن خارطة طريق لبناء الدولة اليمنية الحديثة والتي طالما حلم بها أبناء الشعب اليمني من أجل تحقيق السلام والوئام والعمل من أجل فتح أبواب الغد المشرق المبشر بالخير لكل أبناء الشعب اليمني.
مداميك الدولة
عضو مجلس الشورى نايف حمدان قال إن الرؤية وضعت مداميك أساسية لبناء دولة مدنية حديثة حلم بها الشعب اليمني وقدم تضحيات جسام لأجل تحقيق هذا الحلم.
وأضاف الرؤية نقلة نوعية لتطمين المواطن وكتم أنفاس كل من يزرع الشائعات حول النظام الجمهوري.وأن الثورة خلقت مثل هذه الأفكار والتوجهات التي همها وطن ومواطن بعد أن حرم هذا المواطن من هذه الإهتمامات لعشرات السنين وبعد أن جرد الوطن من كرامته وسيادة لعشرات السنين أيضا.
وتابع حمدان : يكفينا فخرا بهذه الرؤية والتي تشكل عنوانا للدولة اليمنية التي يتآمر عليها العالم أن تأتي في ظل هذه الظروف الصعبة لنثبت إن التوجه ديمقراطي وإن الحكم جمهوري وإن سيادة الوطن لا تفريط فيها.
عدالة وتنمية
من جهته قال الدكتور عبد الوهاب محمد الناشري نائب رئيس مجلس إدارة الشركة اليمنية لصناعة وتجارة الأدوية (يدكو) إن هذه الرؤية قطعت الطريق على كل اذرع الخارج والمتشدقين بالوطنية ووضعت المعالم الشاملة لبناء دولة يمنية حديثة، ديمقراطية مستقرة وموحدة ذات مؤسسات قوية تقوم على تحقيق العدالة والتنمية والعيش الكريم للمواطنين وتحمي الوطن واستقلاله وتنشد السلم والتعاون المتكافئ مع دول العالم.
الحكم الرشيد
الحقوقي مطهر شرف الدين أشاد إلى أن هناك عاملاً مشتركاً بين طبيعة حكم وسيطرة المؤسسة العسكرية وبين الدول الطامعة وهو الاستبداد والعمل على تقيد الحريات ومصادرة إرادة الشعوب وحريتها في اختيار الحكم الرشيد والقيادة السياسية ومؤسساتها السيادية.
وقال من هنا ومنطلقاً من هذه العوامل تأتي رؤية المجلس السياسي الأعلى الرامية إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة ، المجلس نحو تحقيق مبادئ الدولة المدنية التي تقوم على التعايش بين أفراد المجتمع وافشاء السلام والتسامح بين جميع فئات المجتمع والمساواة في الحقوق والعمل على تحسين وتطوير الخطط التنموية وكذلك فرض هيبة الدولة من خلال تطبيق القوانين وعدم انتهاك الحقوق والحريات والقبول بالآخر دون الاعتبار لمذهب أو لحزب أو توجه وما تتطلبه المرحلة بضرورة تفعيل وتطوير مؤسسات وهيئات الدولة ، وكذلك احترام الاستحقاق والنهج الديمقراطي ووجوب التداول السلمي للسلطة وفق القوانين والتشريعات الوطنية.
النهوض بالتعليم
المحامي والحقوقي حميد الحجيلي ركز على محور التعليم في الرؤية وقال : التعليم هو المفتاح السحري للقضاء على الفساد والنهوض بالدولة في كل جوانبها، وأول خطوة لتطور الشعوب، وتقدمها في كثير من المجالات، فالتعليم يخلق مجتمعا منظما، ويبني الثقة بين الأجيال، ويجعل التعاملات بينهم بكل احترام، ويرسخ قبول الرأي الآخر، ويعمق ثقافة الحوار، وتبادل الخبرات للوصول إلى أفضل النتائج التي تسهم في تقدم البلاد وتطورها وتنشئة الاجيال على درجة عالية من العلم والكفاءة حتى تكون قادرة على المساهمة في التقدم ووضع اليمن على طريق المستقبل المزدهر.
وأضاف هذا لا يأتي إلا بإقرار مجموعة من الخطط والبرامج والاستراتيجيات المتكاملة للارتقاء بالمنظومة التعليمية فنيًا وإداريا من خلال تحسين أوضاع المعلم وتطوير المناهج التعليمية وتنمية البيئة المدرسية والصف الدراسي إذا كيف نتكلم عن نهضه بلد وظاهرة الغش بالامتحانات اصبحت امرا طبيعيا والتعليم رديء وحكومة لا تهتم بحقوق المعلم ولا تحاسبه عند تقصيره في اداء عمله وهذا يتطلب صدور قانون حماية التعليم يتضمن محاسبة المعلم في حالة تقصيره في أداء عمله وفي نفس الوقت حمايه المعلم من أي اعتداء عليه أو تدخل في عمله ، تجريم ظاهرة الغش في الامتحانات وانزال العقوبة الصارمة بحق من يخالف.
حاجة يمنية
مدير مكتب لجنة الحقوق والحريات في مجلس النواب كهلان صوفان قال إن رؤية المجلس السياسي الأعلى لبناء الدولة المدنية هي رؤية طموحة تستحق أن يلتف حولها جميع اليمنيين وكافة الأحزاب السياسية لبناء الدولة اليمنية الحديثة
وأضاف هذه الرؤية تمتاز بكونها أتت من رحم المعاناة التي يتجرعها شعبنا اليمني نتيجة العدوان والحصار الذي تجاوز عامه الرابع ولم تأت إملاء من الخارج وبالتالي فقد لامست هذه الرؤية احتياجات شعبنا الحقيقية والواقعية التي يتطلب تنفيذها إرادة صلبة وعزيمة قوية تتحدى كل قوى الظلام التي وقفت مرارا أمام تنفيذ أي توجهات صادقة لبناء اليمن الحديث مدفوعة بأجندات خارجية مشبوهة لا تريد لشعبنا الانعتاق من ثالوث الجهل والفقر والمرض”.
عزيمة التنفيذ
ومضى كهلان يقول : نشد على يد المجلس السياسي الأعلى ورئيسه مهدي المشاط بأن يمضوا في تنفيذ ما اشتملت عليه الرؤية من إصلاحات وتوجهات صادقة، وعدم الالتفات للأصوات النشاز التي تقف عائقا أمامها والذين لاهم لهم إلا مصالحهم الشخصية الضيقة وتنفيذ أجندات الخارج المشبوهة. وعندما يلمس المواطن نتائج تلك الاصلاحات سيلتف حول المجلس السياسي وحول رؤيته لبناء الدولة اليمنية الحديثة وسيكون الشعب هو الراعي والحامي لها.
مصالحة شاملة
من ناحيته قال الكاتب أحمد داوود : إن رؤية بناء الدولة تمثل البداية الحقيقية للنهوض باليمن اذا ما توفرت عدة عوامل لتنفيذها وفي مقدمة ذلك تنفيذ الرؤية على أرض الواقع، بحيث تتحول من نقاط مكتوبة على الورق، الى واقع ينفذ، وهذا لن يكون الا في ظل توقف العدوان على اليمن واندفاع الاحزاب السياسية برمتها نحو المصالحة وطي صفحة الحرب والانخراط في البناء الحقيقي للدولة.. الاطار الزمني لتنفيذ الرؤية يحتاج لاثني عشرة سنة، وهي مدة معقولة لعودة اليمن الى مساره الصحيح اذا ما صلحت النوايا وتوقفت الحروب في كل ربوع الوطن.
وأضاف ترتكز رؤية بناء الدولة على المصالحة الوطنية ومحاربة الفساد وبناء دولة ديمقراطية حديثة مستقلة، وهي أسس ضرورية لبناء أي دولة، اذ أن التدخل الخارجي في الشأن اليمني كان يحول دائما دون بناء دولة يمنية راسخة وسيكون للرئيس الشهيد صالح الصماد الفضل الكبير اذا ما تحققت هذه الدولة خلال السنوات القادمة فهو صاحب شعار ” يد تبني ويد تحمي”، وكل ما نرجوه هو أن يتحول هذا المشروع الى واقع ملموس، والا يتقاعس رفقاء درب الشهيد عنه وينشغلون بأمور أخرى.

قد يعجبك ايضا