مناشدة.. ولكن لمن؟
*فاتن الفقيه
الأعراس..
العزاء..
الأسواق..
زوارق الصيادين..
مخيمات النازحين..
المستشفيات..
المدارس..
وماذا بعد ؟!
ما بين جريمة وجريمة أخرى يرتكبها العدوان تتجلى حقارة مشروعه الدموي والتدميري لليمن أرضا وإنسانا..
جريمة في وضح النهار وبوجود الطالبات في المدرسة يعتبر امراً في غاية الوقاحة ، ويبدو أن تحالف العدوان لم يعد يأبه لأي عرفٍ أو دين .. فما يرتكبه يوميا من جرائم ومجازر ترتقي لما يُطلق عليه جرائم حرب بالنسبة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومع ذلك فصمت مطبق ومخزٍ من الجميع ..
أي إسفاف ودناءة وصلت بتحالف العدوان ووسائله الإعلامية التي تبرر كل مجزرة يرتكبها ؟
بل.. والأدهى من ذلك هو وقوف المرتزقة إلى صف هذا التبرير الخبيث..
هل رأيتم أشلاء الطالبات ؟ هل نظرتم إلى وجوه والداتهن ودموعهن التي تنزل من قلب محروق؟
أرأيتم الأجساد المصفّرة الهشة تهتز خوفا وترتجف كعصفور يجلس بين الصقيع؟
أسمعتم عمن أصبحت تكره الذهاب إلى المدرسة خوفا من صوت الغارة المميتة ؟
إنه عار كبير على من يبقى بين جنبات وزوايا منزله وقد طال العدوان كل شيء ..
الهتافات والتنديدات وانتظار استنكار الأمم المتحدة مجرد اتكال على السراب ..
فالأمم المتحدة ليست إلا راعية لهذه الحرب وتستمتع بكل قطرة دم تراق من اليمنيين ، وهي بدون أدنى شك المظلة التي يستند عليها تخالف العدوان..
لقد تم شراء أصوات الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها بأموال آل سعود ولن نسمع أي شجب أو إدانة لمثل هذه الجرائم ، فأربعة أعوام طالت فيها أيادي العدوان الآثمة كل محرم آخرها مجزرة طلاب ضحيان ، ولم نجد أي موقف للأمم المتحدة فهل ستدين استهداف طالبات سعوان ؟؟
لن ننتظر أي موقف لأي طرف .. ولن نناشد إلا جهة واحدة فقط هي المسؤولة عن التحرك لمواجهة مثل هكذا جرائم ،سأناشد القوة الصاروخية لتقوم بالرد الحاسم والعاجل على دول العدوان باستهداف عواصمها ومنابع النفط ومدنها الاقتصادية ومطاراتها الدولية ومؤسسات تحلية المياه ..
سأناشد كل يمني جرى في دمه استشعار المسؤولية وأخذ على عاتقه الانتقام لدماء الأطفال ودموع الأمهات ليحمل بندقيته ويتوسد غضبه الجارف على خاطفي أرواح الأطفال ..
فو الله لقد تجذر في أعماقنا كره آل سعود وأولاد زايد والأمم المتحدة وكل من وقف مع العدوان على اليمن كائنا من كان، وستأتي الأجيال القادمة لتشهد مجازرهم وجرائمهم وتواصل الثأر لأجدادها، فما فعلوه باليمن واليمنيين ليس بالهين.