المحرر السياسي.. سننتصر..فهذه البلاد ليست مباحاً!
كتب/ المحرر السياسي
وشعبنا اليوم يطوي عاماً رابعاً من المواجهة والتصدي للحرب العدوانية التي شنها تحالف العدوان الخليجي الأمريكي في السادس والعشرين من مارس 2015م ، ومع دخول الحرب عاماً خامساً وحاسماً وبما يستوجبه ذلك من قوة واستبسال وثبات وتضحية في ما يدافع عنه ، ويحميه بالدم والأرواح حتى يتحقق ، فلا القادم أسوأ مما مضى ، وحال المعتدين ليس أفضل اليوم وبعد كسر شوكتهم ، ولنا أن نستذكر حالنا مع اللحظات الأولى لإعلان العدوان وما رافق ذلك من حرب نفسية ومعنوية ، تزامنت مع تكثيف القصف والغارات على المدن والقرى في مختلف محافظات البلاد ، وحالنا اليوم ونحن نحتشد في طول البلاد وعرضها مُهابين محتزمين بأسلحتنا وأحقيتنا وقوة إرادتنا.
لن تستمر هذه الحرب طويلا ، وحصاد الأعوام الأربعة لم تكن لصالحهم ، فلا القصف ولا التجويع أجبر شعبنا على التراجع ، ولا التحالفات الدولية والإقليمية دفعته إلى التخلي عن حقه ، بل عمده بالدم القاني وقوافل الشهداء وآلاف الجرحى وحمل المعاناة ، والشعب الذي قرر منذ اليوم الأول الذود عن أرضه وحقه ، وبمواكب المتطوعين وقوافل الإمدادات بالمؤن الغذائية للمقاتلين في ميادين المواجهة والحرب ومنذ اليوم الأول خاض المعركة ، سيواصل حتى يحقق الانتصار الكبير.
لم تكن الحرب نزاعاً سياسياً ولا طائفياً ولا مذهبياً بين أطراف داخلية وأخرى ، بل عدوانٌ صارخٌ شنه الجيران انطلاقاً من حقدٍ تاريخيٍ دفينٍ مستهدفاً اليمن واليمنيين وبلا استثناء ، ولم تكن القوة العسكرية وحدها سلاح المعركة وأداتها ، فمن بين رهاناتهم مصادرة حقنا في الدفاع عن أنفسنا وبلادنا ، متكئين إلى خدمات العملاء والمرتزقة وحشد المهزومين والمأزومين الذين اصطفوا ضد بلادهم وأهلهم ، ومن خيباتهم أنهم اليوم وبعد أربع سنوات يشاهدون عظمة هذا الشعب المحتشد بعنفوان وصلابة عاجزين وفاقدين لكل شيء ، وبلا شيء.
وما من أحد يريد للحرب أن تستمر ، وما أكد عليه الرئيس مهدي المشاط في لقائه بصحيفة الأخبار اللبنانية يعكس رغبة اليمنيين بلا استثناء ، لكن الحرب ليست قدراً سيئاً بالنسبة لهم ، بل خيار لا بد من خوض غماره ، وهذه الجماهير المحتشدة اليوم في صنعاء وسبع مدن أخرى ليس في وسعها إلا أن تواصل معركة الإرادة والوجود ، وعلى النظام السعودي والإماراتي أن يدركا بأن الدم القاني لن يكون ماءً بل نار انتقام آتية ، وثأر اليمنيين ما يبات.
هُزموا وقد استقدموا الجيوش والمرتزقة من أجناس وبلدان متعددة وعديدة إلى اليمن لكأنها مباحاً ليجعلوها سكناً ومستوطناً لغير أهلها ، لم تسعفهم صفقات الأسلحة الفتاكة والمدمرة التي قصفوا بها المدن والقرى والمنشآت ، ولن تسعفهم للاحتماء أيضا من أسلحة اليمنيين التي طوروها بأنفسهم وخبراتهم وقدراتهم ، وبها قاتلوا وناضلوا وأسقطوا معادلة القوة والمال وتحالفات النفط والدولار ، وسينتصرون بمعادلتهم معادلة الإرادة والقرار والرجال.
أربعة أعوام من معركة الإرادة اتحدنا وصمدنا وانتصرنا ، صنعنا التاريخ وبه سنصنع مجداً يليق بنا ، اليوم أو غداً سيرتدع المعتدي ويلحقه عار الجريمة والهزيمة ، سننتصر بإرادتنا وحقنا فهذه الأرض طيبة ولن تكون إلا لأهلها ، واستباحة الغريب سترتد عليه طوعاً وكرها..وما النصر إلا صبر ساعة