الثورة / محمد شرف الروحاني
أربعة أعوام من العدوان ، أربعة أعوام من القتل والدمار والجرائم والخراب والاستهداف، أربعة أعوام من بطش الجبارين وغطرستهم ، يقابلها أربعة أعوام من الصبر والصمود والتحدي والدفاع من قبل اليمنيين ، صمود أسطوري وقصة انتصار كتبها اليمنيون بدمائهم.. (الثورة) التقت بعدد من السياسيين وقادة الأحزاب والعلماء وسألتهم عن سر هذا الصمود الأسطوري للشعب اليمني خلال الأربعة أعوام الماضية وخرجت بالتالي :
* البداية كانت مع الأمين العام لحزب شباب العدالة والتنمية الأستاذ بكيل الحميني والذي يقول : أربعة أعوام منذ انطلاق العدوان على يمن الحضارة والتاريخ ، من عدوان تحالف الشر، أربعة أعوام من القتل والدمار والمعاناة ، أربعة أعوام سطر فيها اليمنيون أروع وأنصع صور البطولة والصبر ومرغوا أنف دول الاستكبار العالمي بالتراب ليعلن الشعب اليمني الأسطوري صموده وثباته على أقذر عدوان وأبشع حرب كونية الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
ويضيف الحميني : نعم سفكت دماؤهم وقتل أطفالهم وهدمت منازلهم وشردت أسر الكثير منهم وحوصر شعب بأكمله، منذ أربع سنوات حصارا بريا وبحريا وجويا في وقت تم تدمير كل البنية التحتية كما استهدف الحجر والشجر على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي، وصمت مخز إزاء ما يرتكبه قوى الاستكبار العالمي على شعب أعزل واستخدم تحالف العدوان كل ما أنتجته الشركات الأمريكية والبريطانية من سلاح فتاك ومدمر ومحرم دوليا حربه على وديان وسهول وأراضي اليمن واستهدف المدنيين ، وكل ذلك موثق ، بالإضافة إلى انقطاع المرتبات فضلا عن أبسط مقومات حياة الشعب اليمني المحروم منها رغم ذلك قابل الشعب اليمني هذا العدوان الكوني بشجاعة واستبسال من قبل الجيش واللجان الشعبية وتم بفضل الله تعالى سحق أكبر ترسانة عسكرية على مستوى العالم وتبخر كل هذا السلاح الفتاك والمدمر تحت أقدام المجاهدين و تمريغ أنوفهم وبأسلحة تقليدية وليس هناك تكافؤ مقارنة بما يملكه العدوان من سلاح مطور لكن المجاهدين لديهم سلاح اكبر مما يمتلكه العدو، ألا هو سلاح الإيمان والعقيدة العسكرية ولديهم هدف وقضية تتمثل في الدفاع المقدس عن الوطن والجهاد في سبيل الله، لذلك النصر سوف يكون حليف هذا الشعب المظلوم الذي تكالبت عليه كل قوى الكفر والانحطاط والرذيلة بأدوات عربية عميلة ممثلة بالنظام النجدي السعودي قرن الشيطان.
عازمون على الصمود
الأستاذ/ فاروق مطهر الروحاني – الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي، أكد على ان الشعب اليمني اكتسب خلال أربع سنوات من العدوان والحرب الظالمة والحصار الجائر الخبرة في كل المجالات وفي مختلف الجوانب والأصعدة على أرقى مستوى لم تزد الأربع السنين الشعب اليمني إلا مزيداً من الخبرة السياسية والعسكرية والأمنية والخبرة في مجال التصنيع فاليوم أصبح اليمن مصنعا للصواريخ والأسلحة وأصبح لدينا الاستعداد للمواجهة لسنوات قادمة ، بما نمتلكه من قدرات متواضعة .
ويضيف الروحاني : العدوان قابله صمود منقطع النظير، فالعالم اليوم يقف مذهولا وحائرا في سر الصمود الأسطوري للشعب اليمني رغم فارق الإمكانيات والعتاد والعدة مقارنة بما يمتلكه العدوان من إمكانيات هائلة، لقد كان صمود الشعب اليمني خلال الأربع سنوات الماضية رسالة ليست فقط لقادة تحالف العدوان وأسيادهم وإنما للعالم بأننا صامدون ومستعدون للصمود لسنوات قادمة فكلما استمر هذا العدوان قابله الشعب اليمني بمزيد من الصمود والصبر والثبات فرهان العدوان على طول أمد العدوان في سبيل إركاع الشعب اليمني، وإخضاعه واستسلامه، واستعباده واستغلاله أرضا وإنسانا رهانٌ خاسر فحربنا لم تبدأ بعد، وسيرون من البأس اليماني مع دخول العام الخامس من العدوان الغاشم الهمجي، الذي تجاوز كل الحدود ، ما لم يروه من قبل، وما لم يخطر على بال. وسيندمون حيث لا ينفع الندم .
ويتابع الروحاني : وسيعلم العالم الصامت المخذول، وصاحب الضمير الميّت، والدم الجامد، وعديم الإحساس، والمتشفّي والمتلذذ بمظلومية الشعب اليمني رجاله ونسائه وأطفاله، وسيعلمون أي قدرات قتالية، وصناعات عسكرية يمنية خالصة يمتلكها المقاتل اليمني اليوم جويّا وبريّا وبحريّا- دفاعية وهجومية وسيتعلم كل مَـنْ لم يحترم أرض اليمن وشعب اليمن كيف يحترم اليمن والإنسانَ اليمني..
ويختتم الروحاني حديثه : بعد أربعة أعوام نستطيع القول بكل ثقة بفضل الله أولاً والرجال الأحرار والشعب العظيم الذي يقف معه ومن وراءه أننا انتصرنا وأنه مهما استمر العدوان فما هي إلا أيام تزيد من تعزيز هذا الانتصار ذلك أن اليمن بشعبه ومقاتليه لا يزال يمتلك معنويات مرتفعة جداً وكأنَّ العدوان بدأ بالأمس، فتوالي أيام العدوان لا تزيده إلا عزةً وصموداً وثقةً وشموخاً وأنه لا يزال في أتم الاستعداد والجاهزية للصمود والصبر وأنه لا يزال بجعبته الكثير من المفاجآت وتنفيذ اختياراته الإستراتيجية لا تزال في بدايتها وبالتالي فإن زمام الأمور والحرب بيده.
أما الطرف الآخر فهو يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة وهو مهزوم نفسياً ومعنوياً وبكل المقاييس فعلى الرغم من كل ما يمتلكه من أموال وإمكانيات هائلة وتواطؤ أممي معه فهو لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي إنجاز وأي هدف بل كل ما يحققه هو الهزائم الساحقة والمتلاحقة في كافة الميادين وعلى مختلف الاصعد وصنعاء بعيدة وأسوارها منيعة وأبوابها موصدة في وجه كل قبيح، والرياض أقرب فعلاً وقريبة جداً وأقرب من أي وقت مضى .
معركة مصيرية
من جانبه يتحدث الأستاذ عبد الوراث صلاح الأمين العام لحزب الوفاق الوطني قائلا : الشعب اليمني بلا شك هو صمام أمان نجاح هذا التصدي للعدوان ولاشك أنه قد قدم الآلاف من أبنائه في كل الجبهات من الشباب المجاهدين في الجيش واللجان الشعبية والمال والسلاح والمواد التموينية لرفد الجبهات وقدمها بسخاء مدركا ما تعني هذه المعركة المصيرية لحرية واستقلال وطننا العزيز. .
لقد حاول العدوان تركيع الشعب اليمني عن طريق مرتزقته الذين باعوا أنفسهم رخيصة للقتال مع التحالف بمبالغ زهيدة مستغلا حالة الفقر وخاصة المجندين في المناطق الجنوبية, استيلاء المرتزقة على سيولة البنك المركزي وامتناعهم عن دفع المرتبات, إضافة إلى ونهب مئات المليارات من العملة التي طبعها البنك في الخارج.
ويضيف صلاح : لقد استطاع العدوان أن يجند بعض العناصر التي كانت تدعي الوطنية لتثير فتنة وبحمد الله تم القضاء على الفتنة في بضعة أيام ولله الحمد, أضف إلى ذلك الأعمال الاستخباراتية التي منها وضع الشرائح والإبلاغ عن إحداثيات تؤدي إلى قتل أكبر عدد من المواطنين المدنيين وتدمير البنية التحتية من قبل طيران العدو.
ويكمل صلاح : أكبر التحديات في مواجهة العدوان تتركز في الجانب الاقتصادي والإنساني, وبالرغم من محدودية الموارد، ما زالت هناك محاولة جادة لصرف ما يمكن من المرتبات للمتقاعدين والمدرسين والكادر الطبي رغم شحة الإيرادات المتاحة, كما أن هناك مؤامرات لمنع وصول الغاز والمشتقات النفطية ومحاولات لإعاقة الخدمات كالاتصالات والكهرباء، الخ, مع ذلك فشلت كل هذه المحاولات بفضل الصبر والإصرار من قبل الشعب الذي لم يبخل في تقديم الغالي والرخيص من أجل الحرية والكرامة.
ويتساءل صلاح: ونحن في نهاية العام الرابع إلى أين يتجهُ العدوانُ؟، ، فعاجلاً أَو آجلاً سيصلُ تحالُفُ العدوان إلى قناعة أنه يخوضُ معركةً خاسرة مع اليمن كدولة لها وجودُها في الخارطة الجغرافية والساحة السياسيّة، وليس مع مَن يسميهم الحوثيين، وإنْ كان لأنصار الله بالفعل شرفُ الصدارة في المشروع الوطني اليوم، تحالُفُ العدوان وخَاصَّــةً الجارة السعوديّة تدركُ أن المرتزِقَ سيظلُّ مرتزِقاً وبالتالي ليس أمامهم إلا مدُّ اليد للتصالح معنا كدولة على النحو الذي تتطلعُ له القيادةُ الثورية والسياسيّة، وفيه الصالحُ العام للشعب، وليس كما يريدون هم، ومَن لا يزال يسخَرُ مِن هذا المنطق، نقولُ له: الأَيَّامُ القادمةُ بإذن الله ستضعُكم أمامَ الكثير.
ملاحم أكثر قوة
العلامة احمد محمد السقاف، عضو رابطة علماء اليمن، يتحدث هو الآخر قائلا : يحزم العام الرابع من العدوان حقائبه الثقيلة السوداء، ويطل علينا عاما خامسا سنسطر فيه ملاحم جديدة أكثر قوة وأكثر عزة وكرامة وشموخاً ، أربعة أعوام من العدوان واليمنيون يذهلون العالم بصمودهم الأسطوري، وينكلون بالعدو في كل الجبهات، ويدسون أنفه في تراب الخزي والعار.
ويتابع السقاف : هناك أبطال تعجز الكلماتُ عن وصف إخلاصهم، وتجف الأقلام عن إدراك عظيم إنجازاتهم ، هم الرجال العظماء الأوفياء لهذا الوطن في الجيش واللجان الشعبية بكل وحداتها وأفرادها. القوة الصاروخية، الاستطلاع الحربي، المدفعية، القناصة، الدفاع الجوي، القوة البحرية، المدد، التصنيع الحربي، جميعهم حققوا هذا الإعجاز الأسطوري في الثبات والصمود والانتصار، إضافة إلى التصنيع في ظل هذا العدوان الكوني، وبأيادٍ يمنية خالصة وهي الجبهة الأكثر استهدافاً وحصارا من قبل العدوان ، فعلى عكس المتوقع يواصل الجيش واللجان الشعبية التقدم في أكثر من جبهة، ويسطر أروع البطولات والملاحم رغم الغطاء الجوي المكثف لطائرات العدوان السعودي الأمريكي والقصف العنيف الذي تتعرض له اليمن بمختلف مدنها وقراها. هذا الصمود والثبات الأسطوري جعل العالم ومن ورائهم المحللون السياسيون والخبراء العسكريون في حالة ذهول.
يدخل العدوان عامه الخامس ولم تتمكن المملكة الحمقاء وحلفاؤها من تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنت عنها قيادة ما يسمى بـ عاصفة الحزم عند بداية العمليات في 26مارس 2015م، فالجيش يسيطر على أغلب المحافظات اليمنية ويتقدم في عشرات الجبهات القتالية المفتوحة.
الجيش اليمني واللجان الشعبية حسب متابعين اتخذوا خطوات مهمة جراء القصف المركز على منشآت الجيش ومقراته، ومن أبرز تلك الخطوات الانتشار والتحول إلى طريقة حرب العصابات، وهو ما نجحت فيه وتنجح اللجان الشعبية الملتحمة مع الجيش في كل جبهات القتال ، وقد أدت هذه الخطوات إلى التقليل من مخاطر القصف الجوي، فاللجان الشعبية ومنتسبوها من كافة أفراد الشعب العظيم يخوضون المعارك القتالية منذ سنوات دون غطاء جوي ولهذا فلم تتغير المعادلة كثيراً رغم التحالف العشري وقوته وعتاده العسكري الفتاك ، ويفسر الجميع فشل قوات التحالف في تحقيق أي تقدم بأنه يعود إلى أسباب عدة أبرزها خبرة المقاتل اليمني في التعامل مع مختلف الظروف ومع متغيرات الواقع إضافة إلى ما يحمله من إرادة وقضية والحاضنة الشعبية التي ساهمت قوات العدوان نفسها في تأكيدها واتساعها فاليمن بطبعه يرفض التدخل الخارجي مهما بلغت حدة الخلافات الداخلية بين المتصارعين المحليين، إلا أن من يلجأ إلى الخارج يصبح في محل اتهام وخيانة أمام المجتمع ككل وأمام التاريخ أيضاً.
ويكمل السقاف حديثه : ورغم تواضع الإمكانيات العسكرية اليمنية في مواجهة العدوان إلا أن ما يمتلكه الجيش واللجان تحديداً واليمن عموماً هي الثروة البشرية والخبرات القتالية للأفراد، فبالرغم من أن الجيش تعرض لتفكيك ومؤامرة خلال السنوات الماضية إلا أنه سرعان ما استعاد تشكيلاته العسكرية ولو بحدها الأدنى في بعض المحافظات وقرر خوض المواجهة بغض النظر عن قوة الطرف الآخر ونجح في ذلك وخرج منتصرا بعد أربعة أعوام من العدوان على اليمن. اضف إلى ذلك أن اللجان الشعبية ساهمت بقوة كبيرة في استعادة الجيش لوضعه القتالي حيث تماهى الجيش مع اللجان في طريقة مواجهة العدوان، حيث أن الحروب التقليدية بين الجيوش النظامية ترجح كفة العدوان غير أن الجيش اليمني استخدم طرقاً جديدة جعلته يخوض حرب عصابات وتمكن من تجاوز مخططات العدوان الهادفة إلى تقطيع أوصاله ومنع الإمدادات.
صمود أسطوري
العلامة علي حسين عبدالله، عضو رابطة علماء اليمن، يتحدث قائلا : على مدى أربع سنوات و نحن نواجه عدواناً كبيراً يقابله صمود أسطوري وثقة وثبات منقطع النظير في مقارعة هذا العدوان وإفشال مخططاته, وكل يوم نكبده خسائر كبيرة في عدته وعتاده.. بل ونتوغل في حدوده وندمر قواته العسكرية بشكل يومي وبوتيرة متسارعة, ونتيجة لذلك سعى العدوان لاستخدام الورقة الاقتصادية والحصار كجزء من التكتيك الحربي, بل إن الورقة الاقتصادية أصبحت أهم أوراقه بعد فشله في الميدان, ويهدف من وراء ذلك الحصول على تسوية سياسية حسب هواه, ولكن هيهات له ذلك مع هذا الصمود الشعبي الذي أذهل العالم .
وعن الدور الشعبي في وأد المؤامرات يقول عبد الله : الشعب اليمني له دور كبير جداً في الصبر على العدوان ومقاومة جميع المؤامرات وهي مؤامرات كثيرة جداً ومتعددة, مؤامرات في الجانب العسكري وهي أكبر المؤامرات, محاولة تدمير البنية التحتية, قتل اليمنيين واستهداف رموزهم وطرقاتهم ومساكنهم ومستشفياتهم ومدنهم وقراهم, وكذلك كانت من مؤامرات العدوان المؤامرة الاقتصادية ومحاولة حصار الشعب اليمني ومنع دخول المنتجات الغذائية والأدوية وغيره, وكذلك التآمر على البنك المركزي ونقله ومحاولة تخريب العملة, هناك مؤامرة سياسية بالحصار السياسي والدبلوماسي على الحكومة اليمنية وعدم مشاركتها في الأمم المتحدة والجامعة العربية وغيرها, هذا جزء من مؤامرات العدوان إضافة إلى محاولتهم خلق فتنة داخلية.
ويتابع عبدالله حديثه : ما زال العدوان مستمراً حتى بعد أن وصل إلى قانعة تامة باستحالة النصر العسكري في اليمن وأصبحت حتى الأمم المتحدة والدول المختلفة الخارجية بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا الجميع يقول إنه لا يمكن تحقيق نصر عسكري وحسم, توجه العدوان إلى المؤامرات الاقتصادية والحصار ونشر الشائعات والفتنة وغيرها من الأشياء في محاولة لإضعاف الشعب اليمني وإجبار الشعب على الاستسلام, لكن هذا الأمر مستبعد إن شاء الله .
ويختتم عبدالله حديثه باستعراض بعض المحطات الهامة التي حاول العدوان فيها إرادة الشعب اليمني بالقول: المحطات كثيرة التي حاول فيها العدوان كسر الإرادة اليمنية ابتداءً من الحصار السياسي بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثم التدخل العسكري المباشر في 26 مارس 2015م وهي أهم وأقوى الحلقات التي لا تزال مستمرة حتى الآن, ولكن صمد الشعب اليمني صموداً كبيرا بحمد الله ثلاث سنوات كاملة, وسيستمر في الصمود إن شاء الله حتى تحقيق النصر, كذلك الحصار الاقتصادي – نقل البنك المركزي التلاعب بالعملة إيقاف رواتب الموظفين في الدولة, هذه كانت من محطات العدوان الكثيرة, وأيضاً محاولة إثارة الفتنة الداخلية وتفكيك المجتمع اليمني والقوى السياسية من الداخل.