حروب صليبية

 

د/ أنيس الأصبحي
* على امتداد الحقبة الزمنية المتواصلة منذ ما سميت “حروب صليبية “حتى الآن يبدو دون لبس أن أوروبا الاستعمارية لا تكن للعرب والمسلمين اي تقدير معنوي انطلاقا من إيمانها بمبدأ القوة المخالف لقوة الحق لذلك أصبح “البعد التوراتي “في صميم وجدان شعوبها والشعب الأمريكي الذي حصنها بمؤسسات الدولة فتوصلت للعب الدور الاول على المسرح الأممي من جهة والانتقال بهذا البعد عبر الصهيونيتين: المسيحية واليهودية عبر وعد بلفور لإنجاز المهمة الثانية من (العهد القديم) وتجديده بزرع الصهيونية في فلسطين.
* هذه النزعة الرابطة بالتلازم بين وصول الانجلوسكسون الى” كنعان الجديدة” وإعادة اليهود الصهيانية الى “كنعان القديمة فلسطين ” جردت المجتمع الأمريكي من التعاطف مع غيره من الشعوب الأخرى ويعلل “هاري شوفيلد”فقر المجتمع الأمريكي من القيم الإنسانية بالقول :إن هذا الفقر ينسجم مع التطور التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية ففي أيام التوسع نحو غرب القارة الأمريكية لم يكن هناك ما يلائم الاحتكام إلى القيم المثالية الأخلاقية مثل “لا تقتل” ذلك أن الواقع الذى برز آنذاك هو إما أن يكون الأمريكي قاتلا أو مقتولا ولذلك أصبحت القيم الصائبة هي قتل الهنود الحمر وفى هذه الحالة يكون القاتل افضل من المقتول”.
* ومع الاستدراك أن الأمريكي الأبيض لم يكن مقتولا بل مرحبا به حسب الكثير من الوقائع ومنها واقعة قتل المصليين بمسجدين بنيوزيلندا والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين قتيلاً وعدد من الجرحى يؤكد ما قاله القاتل الإرهابي مستشهدا بترامب وان ما قام به ما هو إلا تأييد لترامب وامتداد لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وأنها حرب صليبية بين الأخيار والاشرار وأنها حرب مقدسة إيمانا بمعركة “هرمجدون” الفاصلة الطاحنة للتعجيل بعودة السيد المسيح وقيام دولة صهيون وإعادة تجميع اليهود حتى يظهر المسيح فيهم.
* وهو لم يكن إلا قاتلا تولت (الصهيونية – المسيحية) أمر تنفيذه باندفاع وتعاون مع (الصهيونية – اليهودية) معا على الخط الواصل ما بين وعد بلفور وقيام الكيان الصهيوني في فلسطين وحتى الآن.

قد يعجبك ايضا