عدوان وليس حربا اهليه
عبدالله الأحمدي
يطيب للكثير من المروجين والمغالطين والمتسترين على جرائم العدوان وعلى جرائم الخيانة القول ان في اليمن حربا اهلية، بل وطائفية بين ما تسمى السنة والشيعة. والأمانة فإن اليمنيين لا يعرفون سنة ولا شيعة. بل هم مسلمون محمديون منذ أن وصلتهم الرسالة. وقد عاشوا في سلام ووئام وتسامح جيلا بعد جيل، ولم يكونوا يعرفون المذهبية، او الطائفية على الاطلاق إلاّ فيما ندر ومن بعض الحكام المستبدين.
الطائفية هي بضاعة الاستبداد والطاغوت، ومن بابها دخل المستعمرون والغزاة، ومنها ظهرت الأنظمة الظالمة والمستبدة. واليوم تستثمرها الامبريالية والرجعية في تمزيق أواصر الامة، وضرب نسيجها الاجتماعي في سبيل احتلال اراضيها، ونهب خيراتها خدمة للمشروع الصهيوني الشرق اوسطي الذي تروج له امريكا واسرائيل بانشاء ناتو عربي صهيوني لمحاربة الدول والحركات التي ترفض التطبيع، او السير في ركاب المستعمر.
ولم نعرف الطائفية والمذهبية الا حين ظهرت احزاب ليس لها برامج سياسية، وتنشط باسم الدين.وتدعي – كما دول الاستبداد زورا – ان القرآن دستورها.
ما يجري في اليمن ليس حربا دينية او مذهبية، او أهلية، بل عدوان فاجر يستهدف اليمنيين وسيادتهم واستقلالهم، ومنجزاتهم الحضارية وتراثهم التاريخي، وحرية شعبهم ويردم تجزئة واحتلال ارضهم، ونهب ثرواتهم. يعني اقتلاعهم من الوجود. وهذا واضح لليمنيين منذ اليوم الاول لهذا العدوان الدولي الذي تقوده امريكا وبريطانيا وتنفذه ادواتهما في المنطقة، من دول تابعة ومرتزقة مجلوبين من معظم دول العالم، ومغرر بهم من الداخل.
وما ادعاء اعادة ما تسمى الشرعية إلاّ كذبة لتبرير العدوان والاحتلال والضحك على السذج من الناس.
وما يجري في الجنوب، وبالذات في حضرموت والمهرة وسقطرى وبقية الجزر اليمنية يؤكد ان الحرب عدوانية استعمارية بامتياز، وهي غير مقبولة لدى اليمنيين الذين يقاومون هذا الغزو بكل اشكال المقاومة، ويقدمون التضحيات من اجل الدفاع عن منجزاتهم على كل المستويات.
كان الغزاة –ولازالوا- يبررون عدوانهم بدحر ما يسمونه الانقلاب الحوثي واعادة مايسمونها الشرعية، لكن الواقع يفضحهم يوما عن آخر، فالجزر وعلى رأسها سقطرى لم يصل اليها الحوثيون، وحضرموت والمهرة لم يطأها الحوثيون، وهذه الاراضي اليوم تحت سيطرة الاحتلال السعو/ إماراتي، ومواطنوها يقاتلون لإخراج المستعمر وأدواته القذرة من بلادهم.
واذا كانوا حريصين على إعادة لصوص المال العام وسراق الثورة عليهم اعادتهم الى حضرموت او المهرة او مارب التي تنهب خيراتها عصابة الاشرار من أمثال ؛ علي محسن والعرادة وهاشم الأحمر والذين ثأر عليهم اليمنيون وأخرجوهم حفاة الاقدام وبالشراشف.
بكل تأكيد فإن اليمنيين اينما كانوا لن تخدعهم الإمارات، او السعودية بقطم الارز، او علب التونة، او حفنات التمر، فقد جرب ذلك حزب القطم والزبادي لسنوات، لكنه خرج هو الاخر حافي القدمين مستنجدا بشياطين نجد، وبصهاينة ابو ظبي.
الاحتلال وأدواته لن تتحقق مشاريعهم في اليمن مهما دمروا، ومهما قتلوا فمصيرهم إلى مزبلة التاريخ، وهذا قانون تاريخي طال كل المستعمرين، وتعلمه الدول الاستعمارية التي دفعت بأدواتها لاحتلال اليمن والتي لم تع الدرس بعد. أربع سنوات من العدوان، ونكاد ندلف الى الخامسة ولم يحقق العدوان أي إنجاز يذكر سوى قتل الاطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنى التحتية حقدا على صمود اليمنيين. وكلما تجرع هزيمة ذهب إلى قتل المدنيين. وهي علامة فشل وانكسار، وعادة درج عليها العدوان.
نحن اليوم في عصر التحرر والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولن يرضى أي شعب بان تحتل أرضه وتنتهك سيادته، وتسرق ثرواته من أي كان، وعلى ادوات المستعمر ان تقرأ التاريخ جيدا وبالذات تاريخ نضال اليمنيين ومقاومتهم للاستعمار بكل أشكاله. لقد جاء يهود الرياض وصهاينة ابو ظبي في عصر غير عصر الاستعمار، وعليهم ان يصغوا لما تردده نساء عدن والمهرة في مسيراتهن من تنديد بالاحتلال الاماراتي والسعودي ومرتزقتهم.
المهرة فتحت الباب، وأشعلت فتيل الثورة على المحتل، وستتتابع الشرارة حتى تحرق المحتل في كل أراضي اليمن.
ومن المهرة الى حضرموت الى شبوة الى عدن الى الحديدة نار في وجه المحتل ومرتزقته الجبناء، ولن تهدأ ارض اليمن الا بالاستقلال الناجز ورحيل المحتل كما عودها الأجداد.
وغدا ستعلو صرخة المظلومين وستتكلم البنادق – بإذن الله – وان غدا لناظره قريب.