عولمة المنظومة الدولية

 

د /أنيس الأصبحي

ما تشهده البشرية من تحولات على مستوى سلوكيات المجتمع الدولي لجديدة على الإنسانية فبعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي استفردت الولايات المتحدة الأمريكية كقطبية أحادية تعتبر نفسها قوة عظمى سابحة في الوحدانية وضمانا لاستمرار هيمنتها عبر تحكمها بالمنظومة الدولية.
تقول مادلين أولبرايت “إننا الأمة التي تفتقر إليها كل الأمم وبفضل علونا نستطيع أن نرى أبعد من الآخرين ”
هذا القول إن دل على شيء فإنما يدل على الغرور الأمريكي بتعملقه كما أنها عبارة تمحو شكلها وجوهرها كل المفاهيم والقيم المتفق والمتعارف عليها بين بني البشر والتي سعت الإنسانية جاهدة إلى تحقيقها لإلباس الحياة على الكرة الأرضية نسيجاً محاكاً بالعدالة والحق والتآخي والتشارك والتعارف بين الشعوب، تعارف لا تسوده المصالح ولا الإكراه ولا التنازلات والقرارات الاضطرارية.
لكن المعيار الذي تسوس به الولايات المتحدة الأمريكية الجماعة الدولية هو معيار محطم لمفاهيم القانون الدولي وفرض الهيمنة المحطمة للأنساق القانونية الدولية ووقفت ضد كل الشعوب المدافعة عن التحرير والمصفية للاستعمار.
فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها يعملون على تفريغ الميدان القانوني والشرعي من المعايير الإنسانية وتحويل القانون الدولي إلى وعاء شرعي لمحتوى غير شرعي تفرض الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها تجرعه على الشعوب المستضعفة.

قد يعجبك ايضا