حوافز المعلّمين ضربة عصفورين بحجر واحدة
أشواق مهدي دومان
أرهقتينا يا _ هذه الأمم المتحدة _ وادّعيت أنّكِ التي تتصدّق علينا بتلك الحوافز التي قرّرتها للمعلمين في حين أنّكِ وبهذه العمليّة تضربين عصفورين بحجر واحدة ، ولك نثبت عنكِ الكذب والتّضليل وإثارة الفتن والتّحريض على حكومة الإنقاذ التي قصقص العدوان جناحيها ثمّ قال لها طيري ، فقد أدرجت تلك المنظمة وهي المنافقة التي أظهرت الإنسانيّة وهي في حقيقة الأمر تبطن العداء لهذا الشّعب وتنتقم من صموده أمام عدوان كافر كانت الأمم المتّحدة هي المشرف على تجويع هذا الشّعب بتآمرها عليه ونقل بنكه من عاصمة اليمن صنعاء إلى حلم بريطانيا ومعشوقتها وبقايا أطلالها وذكرياتها عدن ، والتي أحيا ذلك الحلم قبل أيام قلائل تجوال وزير الخارجية البريطاني يتشدّق ويتفيهق بما لا يعلمه عن رجال اللّه ،مستندا في تشدقّه لضبابية الرؤية القلبية لديه فقد ظنّ أنّ ” كلّ البُرم لسيس ” بمعنى أنّه يعتقد أنّ رجال اللّه ( المناهضين له ووجوده على تراب الجنوب قبل الشّمال ) كأولئك الذين ينثرون الأموال المنهوبة من رواتب هذا الشعب على وتحت أقدام الراقصات وهم سكارى مخمورون ، وما عرف المسكين أنّ رجال اللّه الذين أفقدوه وسيّده الصّواب بثباتهم وأسقطوا أقنعة السعوإماراتيين التي كانوا يضعونها في حفلاتهم التنكرية مما جعل أمريكا وإسرائيل وثالثتهم بريطانيا يفيض ويطفح بها الكيل فتعلنها حربا صهيوبريطأمريكيّة بعد أن انهزمت بقناع الوهابيّة الرّعناء ، وقناع الحداثة الإماراتيّة الجوفاء التي انهارت عسكريّا وأخلاقيا بشهادة سجون عدن الإماراتيّة ، فكان تطبيعهم بوضع خالد التّرامبي بين وزراء خارجيتي أمريكا وإسرائيل بينما تمّ الاحتفاظ بالوزير البريطاني ليتجول في عدن.
نعم كان إعلان تطبيع المرتزقة هو إضفاء الشرعيّة لأمريكا وإسرائيل في حربها وعدوانها على اليمن ، وهو النقطة الأولى لجولة عدوانيّة جديدة التخطيط فرضها الأمر الواقع من صمود شعب اليمن بقيادة قائد المسيرة القرآنيّة ورجاله فما كان إلا ظهور بريطانيا سياسيا في اتجاهين وثالثهما الاقتصادي فقد كان الظهور السّياسي الثّاني هو :
_ المجاهرة بتجول البريطاني في الجنوب وفي هذا رسالة تقول إنّ : الجنوب وعدن لبريطانيا ، بينما كان المقدّم والأول هو :
_ اختيار اللاعب السّياسي الدبلوماسي ( غريفيث )كمبعوث للأمم المتحدة بريطانياً ؛ ليجمع معلومات لتمهيد الظّهور البريطاني من جديد في عدن، وأمّا الجناح الآخر لها فقد كان ذا وجهين كلاهما يشوبه الكذب فهي إنسانيّة واقتصاديّة ممثّلة بالمنظّمات وعملها الناّر في روح وجسد اليمن في محاولة لالتهامه ،،
وهنا نستطيع القول لهذه الأمم المتحدة :
لوكنتم _ يا أمم يا متّحدة _ صادقين وقد رقّت مشاعركم وقلوبكم لمن مات جوعا من أطفال حجّة والحديدة وكلّ اليمن ، فقد كان المفترض بكم كحاخامات تبغي الأجر للمعلّم اليمني المسلم ( وباعتباركم منظمة محايدة جدا وإلى جانب المحتلّ الرّجيم ) وقد رأيتم التآمر الاقتصادي بل وأشرفتم عليه ،
فلماذا _ اليوم والآن _ تصرفون تلك الحوافز لناس من جنب ناس !
بل كيف استيقظ ضميركم لتقرّروا الصّدقة للمعلّم( وحاشاه) وأنتم من نهب راتبه ؟!
ولماذا تضعون أصابعكم في آذانكم حين سمعتمونا نقول :
نحن لسنا بحاجة صدقاتكم فأنتم طرف في العدوان وسبب فقرنا وفاقتنا ، وبإمكانكم أن تصرفوا رواتبنا شهريا فهي محتجزة لديكم ، وهي حقّ لنا ، وقد كانت تصرف للشّمالي والجنوبي دون تفريق ، وتغذية للانفصال قبل نقل البنك اليمني إلى عدن ؟!
فلماذا تفتعلون حركات الإنسانية وأنتم من تقتلونها ؟
يا منظمات المتّحدة : ما دمتم تعترفون بجوع وفاقة هذا الشّعب المظلوم فلماذا: لم تصرفوا حوافزكم المشبوهة لجميع الموظفين بل بغيتم بصرفكم لمعلم من جنب معلم ضرب معنويات من لم يتمّ الصّرف له ، باعتبار المعلّم جبهة يرعبكم صموده جائعا ويرهبكم ثباته وهو يؤدي درسه ويسحق معنوياتكم وأمنياتكم في تجهيل شعب وجيل كامل أصبح يعرفكم بأنكم عدوه الأول ،
فلماذا المعلّم ولماذا تنغيص المعلّم بالذّات ، وقد وجدناكم في تخطيط مسبق وتسويق للفتنة والتّحريض بين اليمنيّين ؛ لتلفتوا الأمّة عن مواضيع الجبهات والانتصارات ؛ ولتسهيل التّضليل وتثبيط المعلّم عن القيام بواجبه ، وعبر محرّضيكم أردتم تفتيت الجبهة التربويّة التعليميّة ولديكم أذرع تتفنّن في الّلعب بعقول من لديهم الاستعداد للمرض وقابلية الانقلاب على القيم والثّوابت الوطنيّة عبر الحقد والعقد المناطقية والمذهبية وعقد الكبت والنقص، والتي غذّيتموها عبر الفكر الوهابي ما يقرب من مائة عام ؟
وربّما يجري تكريم أذرعكم هنا بتذكرة عمرة يتلقون فيها دورات لتعليم زملائهم فنّ الفوضى باسم الإضراب مع أنّ أولئك المرضى على علم بأنّ رواتبهم في أيديكم ، و أنّ حكومة الإنقاذ كحكومة ليست المسؤولة رسميّا عن راتب أنتم من يتلاعب به بل و يختزنه ،
وما على هذه الحكومة فليس إلّا انتصاراً منها للقضايا وتحملاً وفضلاً يجعلها تخطّط لتقديم حلول وسدّ ما خرقتموه لتغرقوا اليمن في بحر لجيّ من جوع وفقر وحصار وظلم تحيكونه لتركيع اليمن بالتّجويع ومن أجل مصالحكم الاستعماريّة.
نعم : أردتم سخط المعلمين المحرومين وهم من ظلمتموهم بتأجيل هذه الحوافز واكتفيتم بمواعدة ، اللّه أعلم تنفذونها أم تعمّقون الشّرخ بها بين من استلم حافزا ومن لم يستلم !!
يا أمم يا متحدة وأنتِ من سكت ‘ كعلامة للرضا ) عن خرق المعتدين لمفاوضات السويد التي كان من أولويات قضاياها المطروحة والموافق على تنفيذها هو إطلاق رواتب كلّ موظف يمني ، لكنّ الاستعمار فيكم فكر وعقيدة خرجت من الباب في 14/ أكتوبر / 1962 بدماء الأحرار الذين أخرجوا بريطانيا منهزمة خائبة من الباب لتعود من النّافذة بأياد قذرة حملت اسم الشّرعيّة لتشرعن الاحتلال بثقافتها الارتزاقيّة الملطّخة بالعبوديّة في 2015 ، في حين تستمرّ نرجسيّة بريطانيا التي اختارت غريفيث ليقوم بالمهمة لتلميع الاحتلال وتسويقه بهدوئه المخابراتي وسيرته ومجيئه الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، فلك : غريفيث :
يا وجه بريطانيا النّاعم وأنت تعرف أنّ صفتك محتلاً سابقاً فهل تأتي اليوم إلّا بمشروع احتلالي مهندم وناعم في محاولة ناعمة لنزع استقرار اليمن، وتلعب بأوتار نقض المفاوضات لغرض إرهاق المشروع الوطني اليمني الاستقلالي السّيادي الذي يقاتل و يضحي ويقدّم أنبل الرّجال في سبيل تثبيت أحقّية اليمني بقراره، ونزع وطرد و ترحيل مشروعك الارتهاني الذي جنّدتم له المرتزقة من كلّ صوب وحدب فكان المؤلم أن تكون نعالكم هم أبناء اليمن الرّاحلين إلى مساقط رؤوسهم الفندقيّة ، وهم من أسماهم التّاريخ : المرتزقة .