بالمختصر المفيد.. مجزرة طلاَّن وحقارة العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
من مجزرة إلى مجزرة ، ومن مذبحة إلى مذبحة ، هكذا يمضي العدوان السعودي – مع سبق الإصرار والترصد – لإهلاك الحرث والنشل ، من خلال استهداف النساء والأطفال مستقويا بالعصا الأمريكية الغليظة التي يتكئ عليها ، والمواقف الأممية المنحازة والمتناغمة معه ، عشرات النساء والأطفال من أبناء منطقة طلان التابعة لمركز مديرية كشر بمحافظة حجة تعرضن لإبادة جماعية موجهة بدقة بعد عملية رصد ، بعد فرارهن من منزلهن الذي تعرض للقصف ودخولهن منزلاً مجاوراً هرباً من القصف الهستيري الذي أعقب إخماد فتنة دهشوش اللعين ، وإذا بصواريخ طائرات الحقد السلولي السعودي تنهال على المنزل وما جاوره من منازل لتفتك بمن فيه في مجزرة بشعة تضاف إلى سلسلة المجازر والمذابح الوحشية الإجرامية التي ترتكب من قبل ما تسميه الأمم المتحدة قوات التحالف، وسط حالة من اللامبالاة تطغى على مواقف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والأنظمة العالمية التي لطالما تشدقت باسم الحقوق والحريات .
مجزرة طلاَّن كشر التي قالت قناة العهر المسماة العربية وهي الأقرب للعبرية منها إلى العربية – إن الحوثيين حد وصفها، هم من ارتكبها ، في محاولة منها لامتصاص أي ردود أفعال دولية أو حقوقية غاضبة بهدف تمييع القضية وخلط الأوراق بشأنها ، تلك القناة عادت لتعرض لحظات رصد المنزل المستهدف وقصفه بالطيران لتؤكد للعالم المنافق الخانع المرتزق أن الطيران السعودي هو من أقدم على ارتكاب هذه الجريمة والمذبحة البشعة التي يدمى لها جبين الإنسانية ، والتي تكشف وبما لا يدع أي مجال للشك أن التحالف السلولي السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني هو الأكثر وحشية وإجراما وصلفا في التاريخ المعاصر ،وأن السكوت على الجرائم والمذابح التي يرتكبها التحالف خيانة لله ولرسوله وللوطن وللشعب وللتضحيات التي سطرها الشهداء الأبرار، وللمواقف البطولية التي يجترحها الأبطال المغاوير من جيشنا ولجاننا المرابطين في الثغور ويتصدون بكل بسالة وشجاعة وإقدام لكافة مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الإجرامية الشريرة .
العدو ومرتزقته يتمادون في غيهم وإجرامهم ، ولا مجال للتهاون والتساهل إزاء ذلك، وعلينا جميعا شحذ الهمم ، وتكثيف الجهود ، و دعم مسيرة الصمود والثبات في مواجهة العدوان ونحن على أعتاب العام الخامس لهذا العدوان الغاشم والحصار الجائر ، دعم الجبهات وإسنادها بالمقاتلين وقوافل العطاء والمدد ، والاستمرار في الإنفاق في سبيل الله والتسابق إلى رفد الجبهات والمقاتلين فيها بالمال والرجال فذلك سيعجل- بإذن الله وتوفيقه-بالنصر، ويفشل كافة مخططاتهم ومؤامراتهم ، ليذهب اتفاق السويد إلى الجحيم ما دام العدوان لا يتورع عن ارتكاب المجازر والمذابح الوحشية والإجرامية ، السلام لا يصنعه إلا الرجال ، ومن هم في صف العدوان يفتقرون للرجولة ومن المستحيل أن يكونوا صنَّاعاً للسلام ، وقد تمادى العدوان ومرتزقته وآن الأوان كي يخرج الصامتون والمتخاذلون والسلبيون عن صمتهم وتخاذلهم وسلبيتهم وينتصروا لشعبهم ووطنهم ، ويستشعروا المسؤولية المنوطة بهم ويقفوا في وجه العدوان المتغطرس الذي ارتكب كافة المحرمات التي لن يكون آخرها جريمة طلاَّن البشعة التي ستظل وصمة عار في حق الأمم المتحدة والعالم .
بالمختصر المفيد.. مجزرة طلاَّن بمديرية كشر محافظة حجة ، وما سبقها من مجازر ومذابح ارتكبت على مدى أربع سنوات لن تمر مرور الكرام وستكون لها ردود أفعال غاضبة ومزلزلة ، وسيدفع المرتزق العميل فهد دهشوش ومن معه ثمنها غاليا جدا ، ومهما تمادى آل سعود وآل نهيان وتحالفهم السلولي في غيهم وإجرامهم (فما تموت العرب إلا وهيه متوافية ) وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والله حسبنا ونعم الوكيل .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .