بريطانيا تعيد من جديد موقفها العدائي لليمن وتكشف نوايا تصعيد عسكري جديد في الساحل الغربي
80 يوماً من التعنت والمراوغة ، والأمم المتحدة تعجز عن إلزام الطرف الآخر بتنفيذ اتفاقيات السويد
> الغموض يحيط بالملفات الثلاثة للمشاورات، وآلية تنفيذ الاتفاقيات من طرف واحد فقط
> رئيس الوفد الوطني : مبعوث الأمم المتحدة يمثل بريطانيا ولا يمثل الأسرة الدولية خاصة بعد انسجام الموقف البريطاني مع عرقلة الاتفاق
> ناطق حكومة الإنقاذ: تصريحات وزير خارجية بريطانيا من عدن تؤكد دور بلاده القذر في احتلال اليمن
> نائب وزير الخارجية : جاهزون لأي تصعيد عسكري، وتصريحات وزير الخارجية البريطاني مستفزة لمشاعر اليمنيين
> رئيس الثورية العليا: تصريحات “جيرمي” تؤكد النيةَ المبيتة لتكرارِ معركةِ الحديدة
الثورة/ محمد الفائق
يبدو أن اتفاقيات مشاورات السويد مصيرها الفشل نتيجة كيل الامم المتحدة بمكيالين وعجزها عن إلزام الطرف الآخر بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء في ما يخص ملفي الحديدة وتعز ووصولا الى الملف الانساني المتمثل باتفاقية تبادل الأسرى، وانتهاء بالملف الاقتصادي.
ثلاثة ملفات تم التصديق عليها والالتزام بتنفيذها من قبل الاطراف المختلفة في مشاورات ستوكهولم، ولكنها ومع مرور اكثر من 80 يوما لم تجد أي خطوات جادة للتنفيذ من قبل وفد الرياض، على ارض الواقع ، بل مزيدا من التعنت والخروقات والاصرار على اعاقة اجراءات آلية التنفيذ المزمنة، بالمقابل الكثير من التنازلات يقدمها الوفد الوطني، مع الحرص على تنفيذ كل ما تضمنته اتفاقيات السويد وآلياتها التنفيذية في سبيل انجاح خطوات السلام وتجنيب الحديدة أي كارثة انسانية نتيجة التصعيد العسكري والحصار الذي تفرضه قوى الغزاة والمنافقين.
وبين الحينة والأخرى تتكشف النوايا الخبيثة والمبيتة من قبل دول تحالف العدوان، وتتجلى المؤامرة الكبيرة على اليمن، فحين تكيل الامم المتحدة بمكيالين بشأن صمتها وعجزها عن إلزام الطرف المعيق لاتفاقية السويد او إدانته ، تطل علينا تصريحات لمسؤولي دول العدوان على اليمن، هذه الكرَّة جاءت بصورة تهديدات مباشرة وغير مباشره تبناها وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت خلال زيارته امس إلى محافظة عدن، إذ علق الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ الوطني وزير الإعلام ضيف الله الشامي على زيارة وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت إلى مدينة عدن المحتلة، موضحا ” انه وبعد التطبيع المباشر والمعلن في وارسو تبدأ الخطوات العملية لاستعادة الدور البريطاني الخفي لاحتلال اليمن”.
ولفت الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ في تغريدة له على تويتر إلى أن زيارة وتصريحات وزير الخارجية البريطاني من عدن تؤكد بما لا يدع مجالا للشك دور بلاده القذر في احتلال اليمن.
تصريحات وزير الخارجية البريطاني كانت محل سخط واستياء وزارة الخارجية بصنعاء حيث أكّــد نائبُ وزير الخارجية، حسين العزي، أن الشعبَ اليمنيَّ جاهزٌ لأي تصعيد تُقدِمُ عليه قوى العدوان في الحديدة خصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية البريطاني المستفزة لمشاعر اليمنيين.
وقال العزّي في تصريح للمسيرة: “إن تصريحاتِ وزير الخارجية البريطاني تستفزُّ مشاعرَ الشعب اليمني”.. مشيراً إلى أن بريطانيا دعمت العدوانَ ولها دورٌ كبيرٌ في الجرائم والحصار.
وقال نائب وزير الخارجية لـ”هنت” في تغريدات على “تويتر”: “عندما تكون في حضرة اليمن العظيم فعليك أن تنتقي كلماتك جيدا وأن تأخذ مكانك المناسب لإلقاء ما تريد أن تقوله”.
وأضاف “كلامك هذا اليوم من مياهنا في عدن وحديثك بتلك الطريقة عن طرف يستند إلى٢٤مليون يمني من أصل٢٧مليوناً و٣٩حزباً سياسياً من أصل ٤٢حزباً يمنياً هو عمل مستفز للغاية”.
وتابع قائلا: “عليك أن تدرك بأنه لا يهمنا أن نثبت احترامنا لاتفاق ستوكهولم وحرصنا الكبير على تنفيذه إلا أمام جهة واحدة في هذا الكون وهذه الجهة هي شعبنا العظيم فقط”.
وختم العزي بقوله: “أما أنتم وحلفاؤكم فنقول لكم: بيدنا سلام كالنسيم البارد لكل من سالمنا وأراد السلام وبيدنا أيضا الحرب التي لم نستعملها من قبل والخيار لكم”.
وبخصوص اتّفاق السويد أكّــد نائبُ وزير الخارجية أن اتّفاق ستوكهولم واضحٌ والطرفُ الآخر يحاولُ تفسيرَ البنود كما يريدُ، رغم أن الاتّفاقَ ينُصُّ على أن ميناء الحديدة والمناطق التابعة للمجلس السياسي الأعلى لا تتبعُ الطرفَ الآخر.
وأضاف: “الاتّفاق وُجِدَ لتعزيز أمن الحديدة وهذه مهمةٌ تفوقُ قدرةَ الطرف الآخر بدليل الفوضى في المناطق المحتلّة.
ولفت نائبُ وزير الخارجية إلى أن القوى الوطنية نجحت في فضح الطرف الآخر ووافقت على اتّفاق ستوكهولم وبادرت بتنفيذ المرحلة الأولى من طرف واحد.
وأشار إلى أن الأممَ المتحدة تواجهُ صعوباتٍ مع الطرف الآخر وهو تراجَعَ حتى عن تنفيذ أولِ مراحلِ الاتّفاق.. مشيراً إلى أن القوى الوطنية أرسلت 8 رسائل للأمم المتحدة وأكّـــدت أنها مستعدةٌ لبدء تنفيذ اتّفاق الحديدة.
وأكّــد نائبُ وزير الخارجية أن الصمتَ ال أممي على التأخّر في تنفيذ الاتّفاق هو محاولةٌ لتغطيةِ عرقلةِ الطرف الآخر.
و أكد نائب وزير الخارجية : أننا “أثبتنا طوال الثمانين يوما الماضية بأننا الأكثر احتراما لاتفاق الحديدة والأكثر ضبطا للنفس أمام خروقات العملاء والغزاة والتي تجاوزت التسعة آلاف خرق بينها عشرات الغارات الجوية ونحن خاطبنا رئيس لجنة الانتشار بجاهزيتنا لتنفيذ المرحلة1 ولو من طرف1”.
ما أورده نائب وزير الخارجية حسين العزي كان معززا للموقف اليمني حيال التدخلات الاجنبية في شؤون اليمن الى جانب فضح الطرف المعيق لاتفاق السويد، وهو ما أكده ايضا رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام قائلا أن من يخالف اتفاق ستوكهولم شكلا ومضمونا وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا احد ركائزها.
وفي تعقيب له على ما صدر من تصريحات منسوبة لوزارة الخارجية البريطانية حول اتفاق ستوكهولم والتي اشارت فيها ” كان يفترض اخلاء ميناء الحديدة من الميليشيا ليكون تحت سيطرة محايدة بداية يناير” أوضح محمد عبدالسلام أن اتفاق ستوكهولم لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى وجود جهات محايدة لا في ميناء الحديدة ولا في غيرها، مضيفا ” يكفينا وضوحا أن من يخالف اتفاق ستوكهولم شكلا ومضمونا وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا أحد ركائزها الأساسية وأن المشكلة ليست في رؤساء لجان التنسيق وإعادة الانتشار وانما هم كما يبدو يتلقون التوجيهات من دول العدوان .
وأشار إلى أن الاتفاق ينص على خطوات من كل الأطراف وخاصة إعادة الانتشار والمطالبة بإعادة الانتشار لطرف دون طرف ليس انحيازاً فحسب بل كذب وخداع ومغالطة لاتفاق معلن وسمع به كل من يتابع القضية .
وقال محمد عبدالسلام” قبولنا في الأساس بدور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة هو لإنهاء ذرائع ومبررات الطرف الآخر ومن يقف خلفهم وليس على أساس تسليمه للطرف المعتدي فهذا لا يسمى حوارا ولا نقاشا في العرف الإنساني والعالمي والسياسي فلو كان المطلوب تسليمه للطرف الآخر لما كانت حاجة لوجود الأمم المتحدة أصلا.
وأكد أن تصريحات بريطانيا لا تعتبر مفاجئة أو غريبة فهي مع العدوان وهي تعترف بذلك وتعلنه مرارا ، ولهذا لسنا ملزمين بتبيين هذا الجانب ولا نتعاطى معها كوسيط ولكن الملفت في الأمر أن مبعوث الأمم المتحدة كما يبدو لنا ليس مبعوثا لهيئة الأمم المتحدة وانما مبعوث انجليزي يمثل بريطانيا خاصة بعد توضيح وزارة الخارجية البريطانية أهدافها وموقفها بوضوح والذي ينسجم مع عرقلة الاتفاق .
وأضاف ” أكدنا مراراً أننا مستعدون لإجراء إعادة الانتشار في الخطوة الأولى التي تم التوافق عليها مع رئيس اللجنة حتى من طرف واحد ولكن هم من يرفض هذا التنفيذ لأنهم لا يريدون أن ينكشف الطرف الآخر ويصبح في موقف محرج ومن أجل الا يفقد ذرائع ومبررات استمرار العدوان على الساحل الغربي بل تبقى قائمة لأنها مرتكزة على اكذوبة التهريب في ميناء الحديدة وجمع الإيرادات ولهذا فتهربهم من استعدادنا لإعادة الانتشار من موانئ الحديدة المشار اليها في الخطة الأخيرة والمقرة يثبت عمليا انهم هم من يعرقل الاتفاق ويعرقل مسار المساعدات الإنسانية بل ويعرقل الحل السياسي والسلمي في اليمن .
كما أوضح محمد عبدالسلام أن الطرف الآخر يحاول عرقلة الحل في الحديدة بادعاء ضرورة الاتفاق على القوات المحلية وبالرغم أن هذا مخالف للاتفاق فلم ينص على التوافق على أي سلطة او قوات محلية فإننا رغم هذا أكدنا استعدادنا لتنفيذ الخطوات الأولى كونها إنسانية بحتة تساعد على تشغيل الميناء ودخول المساعدات وإزالة الاحتقان وتخلق تقدماً في الاتفاق ومن ثم لا نمانع أن نذهب لنقاش أي تفصيل او تفسير للاتفاق اذا لزم ذلك .
وتابع القول” إشارة الى بعض ما ورد من تصريحات في بعض وسائل اعلام العدوان منسوبة لوزير الخارجية البريطاني خلال لقائه معنا طرح فيها موضوع حزب الله والتحذير منه ـ وعلى افتراض صحة تلك التصريحات المنسوبة ـ نوكد انها غير صحيحة جملة وتفصيلا ولم يذكر موضوع حزب الله لا من قريب ولا من بعيد لا تصريحا ولا تلميحا لا سلبا ولا إيجابا ولم يطرح بالأساس هذا النقاش.
رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام أكد الالتزام باتفاق السويد وما نتج عنه من تفاهمات والاستعداد لتنفيذ ما علينا من التزامات ، مجددا الإشارة الى اننا مستعدون لتنفيذ الاتفاق بما فيها الخطوة الأولى حتى من طرف واحد ، ونؤكد ان تهرب الأمم المتحدة من المضي في التنفيذ حتى من طرف واحد يضعها امام حقيقة واضحة انها لا تتحرك وفقا لمصالح الحل وبعيدا عن حسابات دول الاستكبار وفي مقدمتها بريطانيا التي كشفت بشكل واضح انها تدير عملية عرقلة الاتفاق عبر مبعوثها الى اليمن تحت غطاء الأمم المتحدة .
من جانبه اعتبر رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي أن تهديدات وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت بعودة الحرب التي لم تتوقف تؤكد النيةَ المبيتة لتكرارِ معركةِ الحديدة.
وقال رئيس الثورية العليا في بيان صادر عنه أمس الاثنين، تلقى موقع أنصار الله نسخة منه” إن تصريحات “جيرمي” ليست اعتباطيةً، فهي إنما تكشفُ عن سياسةِ بريطانيا وأمريكا وتحالفِهما في اليمن، كما قلناه على صفحتنا بتويتر، وتؤكد النيةَ المبيتة لتكرارِ معركةِ الحديدة”.
وأشار إلى أن الوزير البريطاني “يتهمُ الشعبَ اليمنيَ الرافضَ للعدوان بمزاعم غيرِ حقيقية، ليهيئَ الرأيَ العالميَ من جديدٍ للمعركة، وليسوقَ لفشلِ اتفاق ستوكهولم، وللتنصلِ من المأزقِ الإنساني الذي وصلَ إلى المجاعة، متجاهلاً بإصرارٍ مفضوحٍ ما أعلنه قائدُ الثورةِ عن الانسحابِ من طرفٍ واحد، والذي عرّى دولَ العدوانِ وتحالفَهم”.
وأضاف ” إنَّ سياسةَ الكيلِ بمكيالين في الإعلامِ والسياسةِ صفةٌ ملازمةٌ لهذا التحالفِ الذي دَمّر أفغانستانَ والعراقَ وليبيا وسوريا واليمنَ بمبرراتٍ واهيةٍ لا تُخولُه مطلقا إبادةَ شعبٍ وإصابَته بالمجاعةِ وتقتيلَ أطفالهِ ونسائِه ورجالِه، واستهدافَ الأعيانِ المدنيةِ بالضرباتِ المزدوجة، وانتهاكَ القانونِ الإنساني والدولي”.
ولفت إلى أن تحالف العدوان ارتكبَ أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني من أجل إنعاشُ مصانعِ السلاحِ ببريطانيا وأمريكا، وتغييرُ خارطةِ المنطقةِ تنفيذاً لأجندةِ الكيانِ الغاصبِ وهَوَسِ إعادةِ”.
ودعا بيان رئيس الثورية العليا دولَ العدوانِ إلى تنفيذِ اتفاقِ ستوكهولم، ومبادلةِ خطوةِ السلامِ الحقيقيةِ التي أعلنها قائدُ الثورةِ ـ المتمثلةِ بالانسحابِ من طرفٍ واحدٍ ـ بخطوةٍ مماثلةٍ، لِتُثِبَتَ جِديتَها في السلام.
وحمل البيان دولَ العدوانِ الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفاءها باليمن المسؤوليةَ عن أي نتائجَ تترتبُ على رفضِها تنفيذ اتفاقِ ستوكهولم، وعرقلةِ جهودِ المبعوثِ الدولي الذي لم تمنحْه أيَ تجاوبٍ يُفضي إلى نجاحِه.
كما حمل دولَ العدوانِ الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفاءها باليمن المسؤوليةَ عن استمرارِ العدوانِ والحصار على اليمن، وسوءِ الأوضاعِ الإنسانيةِ التي أدت إلى المجاعة.
وأكد البيان أنَّ الحلَّ هو سلميٌ سياسي، وأنَّ استمرارَ العدوانِ والحصار وقطعِ المرتباتِ والحظرِ الجوي ومَنعِ السفنِ من الوصولِ إلى الحديدة ـ كما أشار إلى ذلك “لوكوك” في إحاطتِه الأخيرة ـ لا يخدمُ السلامَ في اليمن، ولن يجنيَ أيَ ثمرةٍ مهما تتطاولَ في إجرامِه، وإنما يؤكدُ الاستمرارُ سياسةً معتمدةً للعدوانِ على اليمن من الرُباعيةِ الأمريكيةِ البريطانيةِ السعوديةِ الإماراتيةِ كمشروعٍ ونهجٍ لا يحتكمُ للقانونِ ولا للنداءاتِ الإنسانيةِ والحقوقية”.