قوات خفر السواحل تواصل عمليات البحث عن جثث الشهداء المفقودين
الصيادون اليمنيون .. منسيون في عرض البحر وأهداف مباشرة لطائرات العدوان
> وزير الثروة السمكية: هذه الجريمة ليست الأولى وتأتي ضمن سلسلة المجازر التي تستهدف الصيادين
> رئيس مصلحة خفر السواحل : هناك 50 صياداً يمنياً محتجزاً لدى دول العدوان وما يتعرض له الصيادون لا يمكن السكوت عنه
> رئيس هيئة المصائد البحرية : أكثر من 600 شهيد وجريح من الصيادين منذ بدء العدوان على اليمن
الثورة / محمد الفائق/ أحمد المالكي
تواصل قوات خفر السواحل بحثها عن جثث شهداء مجزرة صيادي جزيرة البضيع في محافظة الحديدة والتي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي فجر الأربعاء الماضي مستهدفا بشكل مباشر قارب الصيد ، وأسفرت عن استشهاد وجرح 15 صيادا 7 منهم مفقودون لا تزال عملية البحث عنهم جارية حتى مساء أمس الخميس.
ولقد قوبلت هذه المجزرة باستنكار شديد وإدانات واسعة حيث أكد وزير الثروة السمكية محمد الزبيري أن استمرار تحالف العدوان في استهداف الصيادين ومصادر أرزاقهم، يعد خرقا لاتفاقية السويد الخاص بالحديدة والتي يشرف على تنفيذها الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن جريمة استهداف الصيادين فجر الأربعاء الماضي والتي راح ضحيتها 15 صيادا بين شهيد وجريح ومفقود، يكشف تعمد دول العدوان في إفشال اتفاق السويد وعرقلة الجهود الدولية لعملية السلام في اليمن واستهتارا بالمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
داعيا فريق الأمم المتحدة المتواجد بالحديدة إلى إعلان موقف واضح إزاء ما يرتكبه تحالف العدوان والمرتزقة من جرائم يندى لها الجبين بحق الشعب اليمني ومنها مجزرة الصيادين.
كما طالب الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية بالاضطلاع بمسؤوليتها في الضغط باتجاه إيقاف العدوان ورفع الحصار.
وحمل وزير الثروة السمكية ، دول العدوان المسؤولية الكاملة إزاء ما يرتكبه من جرائم بحق الصيادين بصورة خاصة وأبناء اليمن بشكل عام .. مؤكدا أنه سيتم مقاضاة دول العدوان بالمحاكم الدولية.
معتبراً أن هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها ، و أنها تأتي ضمن سلسلة من عشرات المجازر التي استهدفت الصيادين في عرض البحر او في موانئهم ومراكز الاصطياد منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م، حتى اليوم، في ظل صمت دولي مريب.
من جانبه أكد رئيس مصلحة خفر السواحل اللواء عبد الرزاق المؤيد إن قوات خفر السواحل لا تزال حتى مساء الخميس تقوم بعمليات البحث عن جثث الصيادين المفقودين والذين تم استهدافهم فجر الأربعاء الماضي بغارة لطائرات العدوان السعودي الأمريكي.
وأشار إلى أن دول تحالف العدوان على اليمن تقوم بجرائم كثيرة بحق الصيادين اليمنيين ، الى جانب الاعتقالات والاختطافات، مشيرا إلى وجود 38 صيادا مفقودا و50 محتجزا لدى دول العدوان ، لافتا إلى أن أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وان جميع دول تحالف العدوان يعملون لصالح إسرائيل التي تسعى للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.
لافتا إلى أن العدوان ارتكب جرائم مروعة بحق الصيادين حيث سجلت مصلحة خفر السواحل خلال العام 2018م مئات الجرائم بحق الصيادين وقوارب الصيد نتيجة الاستهداف المباشر من قبل طيران العدوان ، إذ استشهد 348 صيادا وجرح 303 وهناك نحو 38 صيادا مفقودا ، فيما احتجز العدوان 45 صيادا و77محتجزا لدى اريتريا، ودمر العدوان خلال 2018م 17 قارب صيد و18 محركا واحتجز 19 قاربا ، فيما احتجزت اريتريا 31 قارب صيد، كما وثقنا جريمة اختطاف لصيادين وعددهم 37، كما قام العدوان بـ 33 عملية اعتراض لقوارب الصيد اليمنية .
وقال اللواء المؤيد إن قوات خفر السواحل لها دور كبير في إنقاذ الصيادين الذين يتم استهدافهم وانتشال الجثث وإسعاف الجرحى، كما حصل في الجريمة التي تعرض لها الصيادون في جزيرة البضيع فجر الأربعاء ، حيث هرعت قوات خفر السواحل لإنقاذهم وقامت بإسعاف الجرحى وعددهم 7 وأيضا العثور على جثة واحدة من جثث الشهداء الثمانية واثنين نجيا بأعجوبة، وتم إسعاف الجرحى الى مستشفيات الثورة والعسكري بمحافظة الحديدة.
داعيا في ذات الوقت لجنة المراقبين الأممية إلى تحمل مسؤولياتها وإيقاف هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها قوى العدوان بحق الصيادين والمواطنين من أبناء محافظة الحديدة.. مشيراً إلى أن الآونة الأخيرة تزايدت فيها الجرائم بحق الصيادين وتمادت قوى العدوان في ارتكاب العديد من المجازر.
إلى ذلك أكد عبد القادر الوادعي رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر ل الثورة استشهاد 8 صيادين وجرح 7 آخرين جراء استهداف طائرات العدوان لقارب صيد تابع للمواطن أحمد جتين فجر الأربعاء شمال جزيرة البضيع بمديرية اللحية في مجزرة بشعة يندى لها الجبين.
وأشار إلى أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سلسلة من عشرات المجازر التي ارتكبتها قوى العدوان بحق الصيادين اليمنيين طيلة أربعة أعوام من القتل والتدمير الممنهج للصيادين والثروة السمكية والبحرية بشكل عام.
وأوضح الوادعي أن عدد الاعتداءات المباشرة على الصيادين والقوارب ومراكز الإنزال السمكي بلغ 80 استهدافاً حتى الثالث عشر من فبراير الجاري ، كمما بلغ عدد الشهداء (602) شهيد وجريح .
وقال إن إجمالي خسائر القطاع السمكي في البحر الأحمر التي تمكنا من حصرها نتيجة العدوان السعودي الامريكي على بلادنا والاستهداف المباشر للصيادين وقواربهم ومواني ومراكز الإنزال السمكي حتى نهاية نوفمبر 2018م مبلغ خمسة مليارات و989 مليوناً و291 ألفاً و 201 دولار، منها الخسائر في البنية التحتية الناتجة عن تدمير ميناءي ميدي والحيمة بشكل جزئي وتدمير 11مركز إنزال سمكي بشكل كلي، إضافة إلى الأضرار في مركز الصادرات ومختبر الجودة بمنفذ حرض والتي وصلت إلى مبلغ 13 مليونا و32 الفا و558 دولارا.
وأوضح أن عدد الصيادين الذين فقدوا مصادر دخلهم بلغ 36.688 صيادا ، بينما بلغ عدد من فقدوا أعمالهم من الموظفين 102 رسمي ومتعاقد.، كما بلغ عدد الأيادي العاملة للأعمال المساعدة 21.612 شخصا.
مبينا أن عدد من تسبب العدوان لهم بأضرار مباشرة على مستواهم المعيشي يصل إلى أكثر من (2٫5)مليون نسمة من مواطني المدن والقرى الساحلية على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر.
وأكد الوادعي أن الاستهداف المباشر لقرى وتجمعات الصيادين من قبل طيران وبوارج العدوان تسبب بموجة نزوح كبيرة وكان لها اثر كارثي على النازحين وأسرهم وعلى المناطق التي تم النزوح اليها خصوصاَ، لافتا إلى أن الصيادين هم من أفقر فئات المجتمع لاسيما موجة النزوح الأخيرة من مدينة الحديدة ، مشيرا إلى أن عدد القوارب المدمرة بشكل كلي التي تم حصرها في سواحل محافظتي الحديدة وحجة بلغ 210 قوارب.
مؤكدا أن الهيئة لم تتمكن من حصر القوارب المدمرة في محافظة تعز كونها منطقة مواجهات عسكرية، فيما بلغت الكلفة الإجمالية للقوارب التي دمرت بسبب استهدافها المباشر من قبل طائرات العدوان مبلغ خمسة ملايين و713 ألفاً و653 دولارا.
وبشأن القوارب التي أوقفت نشاطها نتيجة استهداف مراكز الإنزال أو وقوع بعض المراكز في مواقع مواجهات عسكرية، أوضح الوادعي أنها بلغت 5086 قارباً، أغلبها في مديرية ميدي محافظة حجة ومديرية ذباب وباب المندب والمخاء محافظة تعز فاقد إنتاجها بمبلغ مليار و 401 مليون و168 ألفاً و873 دولاراً.
وحسب الوادعي فإن الخسائر المترتبة على توقف تنفيذ المشاريع السمكية في البحر الأحمر بلغت ملياراً و36 مليوناً و384 الفاً و424 دولارا، فيما بلغ إجمالي الخسائر بسبب الاصطياد الجائر غير المرخص تحت حماية سفن العدوان ملياراً و 925 مليون دولارا، في حين بلغ إجمالي تقييم الأثر البيئي الناتج عنه ملياراً و 540 مليون دولار، وبلغت خسائر الصناعات والخدمات المصاحبة للنشاط السمكي مبلغ أحد عشر مليوناً و944 الفاً و977 دولاراً، فيما بلغت الخسائر في الرسوم والعائدات مبلغ 56 مليوناً و46 الفاً و753 دولارا وبلغ عدد المصدرين للأسماك والأحياء البحرية من الشركات والأفراد الذين تأثر نشاطهم 30 .
وأشار الوادعي إلى أن شركة با مسلم للتصدير والاستزراع السمكي المنتجة للجمبري توقفت بشكل تمامَ بسبب الاستهداف المباشر للمزرعة في ساحل اللحية حيث كانت تنتج حوالي (1000) طن سنوياَ، فيما بلغ عدد المصانع التي توقف نشاطها نتيجة انخفاض الإنتاج السمكي ما يزيد عن(50)مصنعاً ومعملاً متنوعة بين مصانع ومعامل تحضير وغيرها.
لافتا إلى تدني نسبة متوسط الاستهلاك من الأسماك سنوياَ للفرد الواحد على مستوى الجمهورية اليمنية، حيث كان متوسط ما يحصل عليه الفرد (14)كجم سنوياَ حتى وصل إلى (2.5)كجم سنوياَ أي بنسبة(85 %).