ثقافة الحوار والتسامح وتقبل الآخر وحدت أهداف المهرجان ومؤتمر الحوار

لأنها دائما تستحق الأفضل .. ولأنها اليمن .. ولأن أبناءها يكنون لها الحب رغم مايعتقده البعض .. ويشوب النفوس التي مرت بظرف صعب .. إلا أنها تظل هي الأم التي تتمنى من أبنائها البر .. وتتمنى لأبنائها الخير .. اليمن حاضرة التاريخ والمستقبل .. ستظل قلوب كل أبنائها محبة لبعضها .. يرتعش في جوانحها الحب الأكبر للوطن .. وسيكون التسامح على مر الزمان هو العبارة التي تقل الجميع نحو الأمان والإستقرار.. نحو مستقبل أفضل .. حول حب الوطن والتسامح وثقافة الحوار .. تدور رحى مهرجان اليمن الثاني للفيلم .. لتنتج إبداعا خالصا يغمر اليمن وأبناءها بلمسة حب حانية .. يرسمها الجد الأكبر لكل اليمنيين معد بن يكرب .. على كل تلك الوجوه المبدعة .. حول كل ذلك اقتنصنا الفرصة لنحاور الرئيس التنفيذي للمهرجان .. الإعلامي المعروف مروان الخالد.
* مهرجان فيلم .. لأول وهلة تسمع العبارة يتبادرإلى الذهن تللك البلدان التي يقام فيها هكذا مهرجانات .. إلا اليمن .. ورغم حصول مهرجان أول لم يكتب له تلك الضجة الإعلامية التي عادة ماترافق مثل هذه المهرجانات .. فنجد المهرجان الثاني يأتي ليؤكد أن الفكرة كانت جديدة لكنها وجدت على الساحة .. والجميع وبدون استثناء يود أن يعرف كل شيء عن المهرجان كيف توضح ذلك للقارئ¿
– المهرجان في الحقيقة هو مبادرة من مجموعة من الإعلاميين والناشطين الحريصين على تشجيع المبدعين في البلد .. هناك دائما معضلة تتعلق بكيفية إبراز الإبداع في اليمن .. فاليمن مليء بالمبدعين .. لمن ينقصهم من يوصل هذا الإبداع . حقيقة في العام الماضي عندما تم إطلاق المهرجان الأول كانت فكرة ورعاية ودعم مالي مقدماٍ من الأستاذ فارس السنباني- رئيس مجلس إدارة المهرجان .. هو الشخص الذي حرص من البداية أن يكون هناك مهرجان سينمائي يشجع المبدعين وجمع حوله مجموعة من الشباب المتميز والنشط الذين حاولوا جميعا بذل أقصى الإمكانات للوصول إلى نتيجة جيدة في العام الماضي .. والذي رعته في المقام الأول السفارة الإسبانية لأن ظروف البلد حينها لم تكن تسمح لعمله في مكان آخر .. إضافة إلى أنه لوحظ في حينها أن رجال الأعمال والشركات والمؤسسات منشغلة بهمومها الاقتصادية والوضع الاقتصادي السيء في حينها .. وبالتالي تطوعت السفارة الإسبانية وسفيرها آنذاك إلا أن تكون الراعية .. ورعته من خلال إقامة الحفل في مقر السفارة وتقديم الإحتفال .. وقدمت جهدا مشكورا في هذا الإطار .. وفعلا حقق نجاحا في العام الماضي .. حضره نخبة من المثقفين والسياسيين.. لكنه ظل محصورا في إطار أبواب مغلقة . هذا العام قررنا ومنذ وقت مبكربعد المهرجان الأول في العام الماضي أن نقوم بتوسيع العملية ليستطيع أن يشارك فيها الشباب اليمني ويستطيع أن يطلع ويشاهد الأفلام نخبة من اليمنيين المشاركين في مؤتمر الحوار إضافة إلى الجمهور .. كما قررنا هذا العام توسيع المهرجان رغم ضعف الرعاية إلى هذه اللحظة .. كل شيء في بلدنا فيه إبداع .. لا يجد رعاية كافية .. لا شركات لديها الحماس .. ولاجهات مسؤولة لديها الحماس .. للأسف الشديد .. لكننا سنحاول أن نصنع شيئا بمشاركتكم .. بمشاركة الجميع . وبخصوص لجنة التحكيم فقد ضمت نخبة من الشخصيات البارزة إعلاميا وحقوقيا منهم :
* الأستاذ والناشط الحقوقي / خالد الآنسي
* الأستاذ الصحفي الكبير / حسن عبد الوارث
* المخرج اليمني الكبير / جمال الحمادي
* الأستاذة والمخرجة / نادية هزاع – مدير البرامج بالقناة الثانية
* الصحفي الكبير/ عبد الله الصعفاني
* والناشطة السياسية / رانيا نجيب فضل – عضو مؤتمر الحوار الوطني ..
ومايتعلق بأيام المهرجان والوصول إلى الإعلان النهائي سيتم اختيار مائة فيلم من بين الأفلام المقدمة إلى المهرجان ثم من خلال ثلاثة أيام ستقوم اللجنة باختيار عشرين فيلما كتصفية في المرحلة الأولى .. وفي المرحلة الثانية سيشارك في لجنة التحكيم محكمون عرب .. ويتم اختيار سبعة فائزين من العشرين فيلما .. وستفوز أفلام سبعة .. خمسة فائزة وفلمان تشجيعيان.. وستعرض الأفلام الفائزة في الحفل الختامي الذي نتوقع أن يكون برعاية رئيس الجمهورية وشخصيات سياسية في موفمنبيك .. وبالنسبة لمدة استقبال الأفلام فقد تم التمديد حتى العاشر من سبتمبر .. كما تم رفع سقف الجوائز إلى ستة ملايين ريال .
حملة إعلامية
* لاشك أن مارافق المهرجان الأول للفيلم اليمني من تعتيم كان سببه تلك الأوضاع التي مرت بها البلاد مؤخرا وتحديدا قبل سنتين .. وإن كنا نود معرفة الكثير عن ذلك المهرجان .. ولكن ماذا عن المهرجان الثاني .. لماذا اكتفيتم بصفحة على الفيس بوك وأخبار متناثرة هنا وهناك .. لماذا لم تسبقه حملة إعلامية تليق بحدث هام كهذا ¿¿ .. حملة تملأ الشوارع والمقايل .. تغمر الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ¿
– الحملة بحسب الإمكانيات كانت قوية جدا .. في الحقيقة لقد قمنا بطبع مايزيد عن خمسة آلاف بوستر في الأيام الأربعة الأولى .. وقمنا بعمل أكثر من آلاف ومائتي ملصق ولوحات إعلانية موزعة على محافظات الجمهورية .. هناك تسعون ألف رسالة sms .. هناك إعلانات ستنزل في الصحف والوسائل الإعلامية الراعية .. هذا كله رغم عدم وجود ميزانية حقيقية للمهرجان.. نحن نقوم بتمويل المهرجان سواء الاستاذ فارس السنباني أو أنا .. حتى ينجح المهرجان ونصل إلى نتيجة .. نحن نعاني .. بلد لا يستطيع أن يرعى مهرجاناٍ .. ويفترض أن يرعى هذا المهرجان من كافة الأطراف .. لم نستطع للأسف الوصول إلى الرعاية الكاملة .. إلى الآن الراعي الوحيد الذي تكفل بالرعاية الكاملة شركة MTN مشكورة .. ساهمت بالرعاية والمشاركة في الحملة الإعلانية .. بقية الرعاة يتلكأون .. يبحثون عن تخفيض المبالغ بشكل غير معقول .. مترددين .. ينتظرون إلى اللحظة الأخيرة .. وهذا يسبب لنا إحباطاٍ شديداٍ .. لكننا سنستمر .. لا بد أن ننجح.
ثقافة الحوار
* ثقافة الحوار والتسامح وتقبل الآخر وحب الوطن .. هل كان متعمداوضع تلك المحاور لأن البلاد تشهد مخاضا عظيما يسمى مؤتمر الحوار الوطني .. ولما سيتم الإعلان عن الفائزين بالمواكبة مع ختام فعاليات مؤتمر الحوار .. هل تسعون بذلك إلى إكتساب الحضور القوي والرعاية الأقوى .. أم تبحثون عن الدعاية لمهرجانات قادمة ¿
– على العكس هناك بعض الرعاة من الشركات الأجنبية رفض أن يقوم بالرعاية بسبب مهرجان يرتبط بمؤتمر الحوار وإعتبروه إقحاما للسياسة بالإبداع .. فرفضوا المشاركة وخسرنا نحن بالتالي .. وخسر المهرجان الرعاة الأجانب .. والحقيقة أننا اخترنا أن نكون مع مؤتمر الحوار أولا لأن الأمانة العامة لمؤتمر الحوار وأيضا السيد جمال بن عمر وأيضا العديد من القيادات المشاركة في الحوار كانت متحمسة للمهرجان وإنجاز شيء ما يصل إلى الناس .. فجميعهم كانوا مرحبين بفكرة عمل مهرجان متضمنا المحاور الرئيسية للحوار كما تلاحظ أن النقاط الرئيسية أو المحاور تتعلق بفكرة الحوار أساسا . نحن نود من خلال هذا المهرجان أن نستفيد من مؤتمر الحوار وأن يستفيد مؤتمر الحوار من مهرجان الفيلم .. وإعطاء الفيلم صبغة الحوار يعطيه قيمة ودلالة وطنية هامة .. يعتبر فيها الحوار الدينامو والمحرك الرئيسي والطريق المفضي للأمل غدا .. ومؤتمر الحوار يظل مؤتمراسياسيا اجتماعيا ثقافيا .. خليط يحتاج إلى لمسة سيضفيها عليه مهرجان الفيلم بما يحمله من فن وإبداع ورقة في التعامل .. فكل منا يستفيد من الآخر . المهم في الأول والأخير أن يستفيد المبدع اليمني والمتابع اليمني وأن نستطيع أن نصل بهذا المهرجان والمبدعين الذين سيكونون متنافسين فيه إلى مستويات إقليمية وعربية هذا العام .. عندما وضعنا الإعلان في صفحتنا على الفيس بوك وموقعنا على الويب سايد تلقينا العديد من المشاركات وتفاجأنا بوصول المشاركات إلى إثنين وعشرين مشاركة من دول عربية رغم أن المهرجان هذا العام سيكون محليا .. لكن في العام القادم سيكون إقليميا وعربيا .. المشاركات العربية التي جاءتنا في هذا المهرجان شجعتنا أن يكون المهرجان في العام القادم إقليمي وعربي .. من الأفلام اليمنية التي وصلت إلى المهرجان 39 فيلماٍ .. وقد شاهدنا أفلاماٍ رائعة جدا .. أعجبتنا جدا .. في أفلام شفناها نحن والأستاذ فارس وشعرنا بالرضا .. وشجعتنا على الإنفاق على المهرجان لجمال هذه الأفلام وروعتها.
تشجيع المبدع اليمني
* ماهو الهدف من اقتصار المهرجان على الشأن المحلي¿
حتى نستطيع أن نحدد المنافسة في الإطار اليمني لأن هدفنا الأساسي ليس المهرجان فحسب .. ولكن تشجيع المبدع اليمني .. نخشى أن تكون المنافسة العربية مصدر ضغط على الشباب اليمني في هذه المرحلة .. نحتاج أن يتحركوا قليلا .. التقيت بمجموعة شباب كلهم يخاف .. ويعتقدون أن هناك أناساٍ أكثر منهم إمكانيات وقدرة إنتاجية سيفوزون في المسابقة .. نريد أن نزيل الخجل ومهابة الموضوع .. لابد أن يدركوا أن من يفوز هو المبدع وليس المحترف فقط .. ثم بعد ذلك سنقوم بالانتقال إلى الإقليمية بعد أن نكون قد ساهمنا في تحريك الركود .

لماذا تم حصر محاور المهرجان في ثلاثة محاور.. ألا ترى أن ذلك يقيد المبدع¿
– كل مهرجان يتميز بضرورة إيجاد محاور رئيسية له يتم الحراك حولها .. نحن الآن نهتم بأن تكون الأعمال الإبداعية مرتكزة على هذا الموضوع حتى نستطيع أن نتواكب مع المرحلة السياسية حاليا .. هناك مرحلة تتطلب منا جميعا أن نرعى أفكار الحوار .. أن نرعى المبادىء الأساسية التي تحوم حول حب الوطن .. فلو كان حب الوطن هو الأساس لحلت جميع المشاكل .. ماهي المحاور التي يمكن أن يتناولها أي فيلم إنساني .. هي حب الله .. حب الإنسان .. حب الطبيعة .. حب الأشياء من حولنا .. وهذه هي كلها ضمن حب الوطن والمعايير التي ينطوي في داخلها .. الحب بشكله العام .. لكن في هذه الفترة بالتحديد .. نحتاج أن نقولب فكرة حب الوطن بأكثر من دلالة .. المقال الصحفي .. الكتابة الفنية .. القصة التي تتضمن هذه المحاور .. وأيضا الإنتاج الفيلمي . نحن نعلم جيدا أنه لم يعد هناك قدرة على التأثير على الناس إلا من خلال الصحافة المقروءة وبالمقام الرئيسي الصحافة المرئية من خلال التلفزيون والأخبار .. من خلال الأفلام .. هذه إحدى وسائل التعبير .. نود أن نستخدمها لنواكب هذه المرحلة .. لنخدم جميعا مرحلة واحدة تهدف إلى خلق مجتمع يمني مستقر .
الشعار
كيف جاءت فكرة شعار المهرجان¿
– فكرة شعار المهرجان أتت من خلال البحث المتتالي عن صورة رمزية يمكن من خلالها أن نعبر عن الهوية اليمنية وفي نفس الوقت نعبر عن مهرجان أفلام تسجيلية أو سينمائية .. بحثنا عن رموز مختلفة .. وذات يوم صدفة شاهدنا تمثال معد بن يكرب .. هذا التمثال يرمز لرجل محارب .. ملك محارب .. رمز لشخصية يمنية معروفة في التاريخ كشخصية محاربة ومقاتلة حملت السلاح كوسيلة للتعبير عن الذات .. وعن الوطن والمواطنة .. وحققت انتصارات من خلال هذه الرمزية .. القتل والسيف .. فقررنا لماذا لا يعود بشعار آخر .. لقد تعبنا من الموت .. من القتل .. نحتاج إلى حمل مشاعل أخرى .. مشاعل الفن والإبداع والاقتصاد .. نحتاج إلى تغيير الرمزية في الصورة النمطية .. هذا المقاتل يحمل مشعل الإبداع .. وهذه هي الرمزية التي أردنا أن نوصلها للآخرين .. بأن اليمن التي عرفت بالمحاربين والمقاتلين والفاتحين .. الآن هي تحاول الوصول إلى أن تغير من هذه الصورة النمطية .
وأخيرا ماتصورك عن الفيلم اليمني في المستقبل القريب .. هل هناك أمل في الحضور¿ والقوة والتواجد..
في الحقيقة هناك عقلية إبداعية لدى الكثير من الشباب اليمني .. هناك شباب مبدعون أكثر من شباب موجودين في الولايات المتحدة الأمريكية .. المبدع اليمني يحتاج إلى التشجيع .. لكنه موجود .. موجود في الحواري .. في البيوت .. في المدارس .. في الجامعات .. يحتاجون فقط لمن يساعدهم في التعرف على العالم .. وأنا هنا أدعو الجميع للمشاركة كبارا وصغارا .. من المدن والأرياف .. لا يخشى أحد منهم من خوض التجربة .. الإبداع قد يكون ناتج فكرة .. العام الماضي نجحت فكرة صفقنا لها جميعا لربة بيت قامت بقص ورقة على شكل فراشة وتقول في الفيلم ” أود أن أخرج .. أتحرك .. ” فالرمزية في هذا الفيلم حازت على إعجاب الجميع

قد يعجبك ايضا