عمران / صفاء عايض
تنطلق اليوم السبت في عموم محافظات الجمهورية الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية والتي تستهدف الاطفال من عمر ستة أشهر حتى خمسة عشر عاما بمن فيهم جميع من سبق تحصينهم بجرعتي لقاح الحصبة.. ففي محافظة عمران تتواصل التحضيرات لتحصين ستمائة الف وستة وأربعين طفلا وطفلة ويجري تدريب الفرق الميدانية وتخصيص 20 سيارة تسير بمكبرات الصوت للتوعية والتحشيد وتهيئة الأطفال ولإقناع الرافضين والوصول الى تغطية كافة الفئة المستهدفة، وغير ذلك من التحضيرات التي نتعرف عليها فيما يلي:
في البداية تحدث الدكتور/محمد الحوثي مدير عام الصحة العامة والسكان في محافظة عمران قائلا: إن الحصبة والحصبة الألمانية مرضان يسببهما فيروسان خطيران وينتقلان عبر الرذاذ المتطاير من فم المصاب أو عبر الملامسة المباشرة مع إفرازات الانف والبلعوم.
وأضاف: أعراض الإصابة تشمل زكاماً شديداً، وسعالاً جافاً ،احمرار العينين، مع طفح جلدي محمر تحدث الوفيات الناتجة عن الحصبة نتيجة المضاعفات التي تشمل (التهاب الرئة ، الاسهالات الحادة والمزمنة ،سوء التغذية ،التهابات الدماغ)، أما مضاعفات الحصبة الألمانية فتكون نتيجة إصابة الأم الحامل بالمرض وينتقل الفيروس إلى الجنين عبر الحبل السري ويسبب موت الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية تسمى متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية التي قد يعاني المولود بها من ( الصمم ،العمى، تشوهات قلبية ،تخلف عقلي أو الوفاة.
استهداف ستمائة الف طفل وطفلة
وتحدث الدكتور /حدي العمدي بالقول: إنه تم استكمال تحضيرات تدشين الحملة في محافظة عمران وأن عدد الاطفال المستهدفين في المحافظة ستمائة الف وستة واربعين طفلا وطفلة وأن عدد الفرق الميدانية الف وتسعة عشر فريقاً وان سن الاطفال الذين سيتم تحصينهم من 6 أشهر حتى عمر خمسة عشر عاماً.
وأضاف: هذا التحصين باللقاح الثنائي المضاد لمرضي الحصبة والحصبة الالمانية يشمل الأطفال بمن فيهم جميع من سبق تحصينهم بجرعتي لقاح الحصبة خلال التحصين الروتيني المعتاد بالمرافق الصحية ومن اصيبوا مسبقا بمرض الحصبة والحصبة الالمانية.ونلاحظ تجاوب الاهالي وخاصة من كان يرفض اللقاح وذلك بعد أن انتشر المرض في الفترات الماضية ومن هنا نقدم رسالة لكل أب ولكل أم بدفع ابنائهم الى اللقاح لأنه الحل الوحيد لهذا المرض.
منوهاً بأن الجهات الداعمة لحملة التحصين ضد مرضي الحصبة والحصبة الالمانية هي منظمتا الصحة العالمية واليونيسف.
إقناع الرافضين
في مسألة توعية الآباء والامهات قال الدكتور/عبدالكريم العمراني مدير التثقيف في المحافظة: دورنا هنا في الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة والحصبة الالمانية هو التهيئة وحشد الجماهير لاستقبال الاطفال المستهدفين باللقاح واقناع الرافضين وصولا الى تغطية كافة الفئة المستهدفة ولدينا اربعمائة متطوعة يقمن بعملية التوعية الميدانية حول مرضي الحصبة والحصبة الالمانية وأهمية التحصين ضدهما.
وأضاف: هذه الحملة من منزل الى منزل وخاصة في 13 مديرية في محافظة عمران ذات خطورة وهي “عمران، عيال سريح، مسور، ريدة، خارف، بني صريم ، حوث، والعشة ،والقفلة ، شهارة ، المدان ، حبور ظليمة ،وجبل عيال يزيد”، ولدينا 20 سيارة تسير بمكبرات الصوت وتعمل على توعية الناس بضرورة التحصين وكذلك عدد 22 مدرساً يتمثل عملهم في التوعية الصحية المدرسية والتهيئة في المدارس لاستقبال الفرق والتعاون معها بجانب نشر التوعية عبر البروشورات واللافتات والمطويات.. ونقول كلمة أخيرة لكل أب وأم هذا مرض خطير جدا ولا سبيل من النجاة إلا بالتحصين لأطفالكم….
إشراف دقيق
الاخت هدى جهلان موظفة بمكتب الصحة قالت: منذ السبعينيات والتحصين في عمران أصبح ولا زال من اهم برامج الصحة.. لوقاية ابنائنا من أمراض الطفولة القاتلة ويسعى برنامج التحصين للتغطية المطلوبة من حيث تحصين الاطفال بجدية وجودة عالية…. وبإشراف دقيق من مختصين وفنيين على جميع فرق التحصين..
وندعو جميع الأهالي للتجاوب مع الفرق بشتى أنواعها الثابتة والمتحركة من بيت إلى بيت وأن ينتهزوا الفرصة حفاظا على سلامة أبنائهم وبناتهم من مرض الحصبة…
دعم قانوني
وتحدث الاستاذ /عبدالله سيف الشرعبي- محام وناشط في حقوق الانسان, قائلاً: ان التحصين هو عملية يتم من خلالها اعطاء الطفل لقاحات خاصة ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض لتحفيز جهاز المناعة لتكوين الاجسام المضادة اللازمة لمقاومة الامراض التي لم يصب من قبل ويتم تحصين الاطفال للوقاية من انتشار الامراض التي كانت شائعة في الماضي وفي الوقت الراهن تكمن أهمية التحصين في انه سبب لإنقاذ حياة الاطفال لا سيما في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد والتي نخسر فيها آلاف الاطفال بسبب القتل والجوع والامراض والأوبئة جراء العدوان والحصار ،كما ان التحصين يوفر اقتصاديا عند تطبيقه في المجتمع في تكاليف علاج تلك الامراض.
وأضاف: من الناحية الفرعية والقانونية فإن قانون الطفل اليمني كان الهدف الاساسي من إصداره هو تحديد حقوق الطفل الشرعية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية والتعليمية والرياضية والثقافية التي يجب ان يتمتع بها جنينا وطفلا منذ ولادته وتحديد واجبات الدولة والمجتمع والاسرة إزاء توفير متطلبات الطفل والتوعية وضمان توفير هذه المتطلبات وبين القانون سالف الذكر ان حق الطفل في الحياة هو حق اصيل لا يجوز المساس به اطلاقا ونص القانون ايضا على حق الطفل في الرعاية الصحية وانه يجب أن يكون لكل طفل بطاقة صحية تسجل بيانات في مكتب الصحة المختص أو الوحدة الصحية المختصة وانه يجب تطعيم الطفل وتحصينه مجانا في مكاتب الصحة والوحدات الصحية وفقا للتنظيم والمواعيد التي تحددها وزارة الصحة وذلك للوقاية من الامراض المعدية والشائعة.
وتابع: نصت المادة 75 من قانون حقوق الطفل اليمني على انه يقع واجب تقديم الطفل للتطعيم على عاتق والديه أو وصيه الذي يكون في حضانة أو دور الرعاية الاجتماعية المعنية برعاية الايتام وهنالك نقطة اخيرة يجب ذكرها وهي ضرورة وجوب مباشرة عملية التطعيم والتحفيز من قبل كادر فني مؤهل مرخص له من وزارة الصحة العامة ،ورسالتي للأهالي ان يتقوا الله في أولادهم وان يحافظوا عليهم ويقوموا بواجبهم في تحصين أطفالهم من اجل ضمان إنقاذ أرواحهم ووقايتهم مما يضرهم وننتمى الصحة لكل اطفال اليمن.
تأييد ديني
من جهته يقول الاخ /حسن المأخذي- عضو رابطة علماء اليمن: لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة واحتدم الجدل عن حملات التطعيم والتحصين لأبنائنا وعن نوعية الدواء المستخدم في هذه اللقاحات، وأقول :
لدينا عباقرة الطب في الوطن العربي في مصر والاردن ولبنان وكذلك اليمن، أيعقل أن لا ينبري أحد لوضح التحاليل اللازمة لمعرفة هوية هذه اللقاحات؟ وهل يعقل أن يقتلوا أبناءهم ومجتمعهم بأيديهم؟ إلى متى سنظل نحلل هذا الدواء وهذا اللقاح كما نحلل القضايا السياسية؟ هذا لا ينفع في شيء.. كما أننا في رابطة العلماء نرى أنه إن كانت هذه اللقاحات تأتينا من دول ليس لديها عداء مع المسلمين وليس لها دور موافق للتوجه الأمريكي والإسرائيلي العدائي والعدواني نحونا فلا بأس بتطعيم أولادنا وإعطائهم هذه اللقاحات.
سبيل نجاة
ومن قطاع التربية والتعليم تحدث الأخ / محمد الورفي قائلا : يقول الله تعالى “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.. لهذا ادعو جميع الآباء والامهات في جميع المحافظات الى الدفع بأطفالهم وتحصينهم ضد مرض الحصبة والتفاعل مع الحملة المجانية التي اطلقها وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، فالوقاية خير من العلاج وهذا واجب ديني وصحي ،اطفالنا اغلى ما نملك، هم فلذات اكبادنا.
وأضاف: تأتي هذه الحملة الوطنية ونحن نعيش حصارا اقتصاديا وصحيا خانقا من قبل دول العدوان لمنع دخول اساسيات الحياه والأدوية، هذا الحصار يسبب كارثة انسانية وصحية، حيث يعاني اطفالنا الكثير من الامراض وسوء التغذية وارتفاع معدل الوفيات وأيضا استخدام العدوان اسلحة محرمة دوليا.. هذا ما تحرص عليه دول العدوان، تجزئة اليمن واستهداف المدنيين لحصد عدد أكبر وإبادتهم، ورسولنا الكريم حريص على حياتنا بقوله (تكاثروا وتناسلوا فإني مباه بكم الامم يوم القيامة).
وتابع: ولمواجهة العدوان السعودي علينا ان نحرص جميعا على تحصين أبنائنا والتفاعل مع هذه الحملة “.
ظروف استثئائية
وتحدثت /الدكتورة /عائشة الشيبري منسقة برنامج تغذية الرضع وصغار الاطفال IYCF ، قائلة: ان مرض الحصبة مرض خطير يهدد حياة الاطفال، وخطورته في سهولة وسرعة انتشاره بين اوساط الاطفال وبما اننا في ظروف حرب وحصار وانعدام أمن غذائي وفقر وجهل وانعدام ظروف المعيشة الآمنة فإننا نواجه انتشار مثل هذه الامراض المعدية، وخير وسيلة هي التحصين للحد من هذه الامراض والتخفيف من معاناة المجتمع.
وتابعت: رسالتي الى كل أم وإلى كل أب وإلى كل فرد من أفراد المجتمع بأن يتوجهوا بأبنائهم إلى المرافق الصحية لتطعيمهم ضد مرض الحصبة وألا يصدقوا للإشاعات الكاذبة.