محمد صالح حاتم
تحالف العدوان يمارس أقذر وأقبح أنواع الحروب ضد ابناء الشعب اليمني، ومنها الحرب الاقتصادية والتي تمس حياة كافه شرائح الشعب، فعلاوة على الحصار الذي يفرضه هذا التحالف على اليمن برا ًوبحرا ًوجوا ًمن خلال السيطرة على جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية واغلاقها ،باستثناء ميناء الحديدة الشريان الوحيد لليمن ولكن لا يسمح للسفن للوصول اليه الا بعد توقيفها وتفتيشها في جدة وجيبوتي، وهو ما نتج عنه حدوث كارثة انسانية كبرى، واصبح يهدد حياة ملايين اليمنيين بالموت جوعا ًاو الموت على سرير المرض، وكما نعلم جميعا ًان الاقتصاد اليمني اصبح مهدداً بالانهيار جراء ما يقوم به العدو وحكومة هادي من اعمال وقرارات خاطئة ومنها قرار نقل البنك المركزي الى عدن، وامتناع حكومة هادي عن تسليم مرتبات الموظفين في المناطق التي يحكمها المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، أو التي خارج سيطرة قوات الاحتلال السعودي الامارتي، وكذا قيام حكومة المرتزقة بطباعة مئات المليارات من الريال بدون غطاء نقدي وهو ما جعل سعر الريال اليمني يهبط الى ادنى مستوى حيث وصل سعر الدولار الواحد 700ريال،والذي ترتب عليه ارتفاع اسعار المواد الغذائية الأساسية والمشتقات النفطية والأدوية بحيث اصبحت فوق قدرة المواطن، ومع هذا كله رغم التحذيرات الأممية والدعوات العالمية الانسانية والحقوقية بضرورة تحييد الاقتصاد ولقمة العيش عن الصراعات السياسية ،وهو ما دعا اليه وفدنا الوطني المفاوض خلال مشاورات السويد، ولكن وفد حكومة هادي تهرب وتعذر بعدم حضور زمام ومعياد المسؤولين عن الملف الاقتصادي ورفض الخوض في الملف الاقتصادي ،وبعد ان شهد سعر الريال اليمني تحسنا ًبسيطا ًمقابل الدولار في الأسابيع الماضية رغم ان الأسباب التي أدت الى ارتفاعه مازالت موجودة، وهو ما أدى انخفاض بسيط في اسعار المواد الغذائية ، واليوم بعد هذا كله وبعد انتهاء مشاورات السويد والتي كان يأمل عليها المواطن حدوث انفراجة في الملف الاقتصادي ، نفاجأ بوصول كمية من العملة المحلية الى بنك عدن والتي قامت حكومة هادي بطباعتها مؤخرا ًوالتي تقدر بمبلغ 147مليار ريال، وهو ما سيتسبب في انهيار سعر الريال اليمني مقابل الدولار وحسب خبراء اقتصاديين فإن وصول طبعات جديدة سيجعل سعر الدولار يقفز الى فوق 700ريال، وعودة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية الى اسعار خيالية، فوصول هذه الأموال الى عدن وتهرب وفد حكومة هادي ورفضه الحلول للملف الاقتصادي والمرتبات، دليل على ان تحالف العدوان وحكومة هادي لا يزالون يراهنون على الورقة الاقتصادية ويعملون على انهيار الاقتصاد والعملة اليمنية، وان حياة المواطن اليمني لاتهمهم وانهم لا يعيرون الوضع الانساني والاقتصادي أي أهمية.
فالعدو يريد من حربه الاقتصادية ورقة ضغط على المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني ،في المفاوضات القادمة، ليحقق من خلالها مكاسب سياسية، وكذا تركيع واستسلام الشعب اليمني لمخططاته واهداف عدوانه خاصة بعد فشله في تحقيقها عسكريا،ً وكذا فإن العدو بممارساته القذرة والقبيحة تجاه الاقتصاد اليمني يهدف من خلالها انهيار الاقتصاد اليمني بحيث تبقى آثارها ونتائجه موجودة على مدى عقود قادمة حتى بعد توقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال السعوامارتي من اليمن، والتوصل الى حل سياسي بين الأطراف اليمنية، فالكوارث الاقتصادية والأزمات الاقتصادية وانهيار الاقتصاد تحتاج الى عدة سنوات، بل عدة عقود حتى يتعافى الاقتصاد ويعود الى النهوض والاستقرار مجددا ً،وهذا هو ما يسعى ويهدف اليه تحالف العدوان من خلال استهدافه للاقتصاد اليمني والعمل على انهياره.