ماذا بعد ادانة ابن سلمان؟!
عبدالله الاحمدي
بالأغلبية أدان مجلس الشيوخ الامريكي المجرم ابو منشار محمد بن سلمان لقتله الصحفي جمال خاشقجي. كما صوت بالاجماع على وقف الدعم الامريكي لدول التحالف العدواني على اليمن. وطالب المملكة بتغيير سياستها الخارجية التي وصفها بالمتهورة.
اربع قضايا تؤرق مضاجع محمد بن سلمان هي: جرائم الحرب في اليمن، ومقتل خاشقجي، وحصار قطر، وقضايا الاعتقالات، وتعذيب الناشطين واغتصاب الناشطات، وحقوق الانسان في بلاد الحرمين.
وكلها جرائم تشدد عليها منظمات حقوق الانسان، وامريكا وبعض دول اوروبا والعالم. المملكة في مأزق كبير لا يمكن الخروج منه إلا بالتغيير في سياسة وآلية النظام.
هناك اتجاه في امريكا لدى مجلس الشيوخ والكونجرس، والإعلام لإزاحة محمد بن سلمان من السلطة في المملكة السعودية، وتحسين وجه النظام المتخلف في المملكة، بحيث يبدو شيئا مقبولا أمام العالم.
كان الامريكان قد صعدوا محمد بن سلمان الى ولاية العهد بديلا عن الامير محمد بن نائف، كرجل اصلاح، لكن جرائمه في الداخل والخارج اقنعتهم ان الرجل لا يمكن التعامل معه كرجل دولة، ورجل اصلاح محسوب على الامريكان. وان ما يقوم به من اعتقالات للمعارضين وقتلهم واشعال الحروب في المنطقة، وارتكاب جرائم حرب وابادة في اليمن لا يؤهله لاستلام الحكم في المملكة والبقاء فيه.
وكثير من اعضاء مجلس الشيوخ والكونجرس صرحوا علنا انهم لن يتعاملوا مع ابو منشار محمد بن سلمان.
لا خلاف بين الادارة الامريكية التي يقودها ترامب، وبين مجلسي الشيوخ والنواب في جوهر الامر، فكلهم ملتزمون بمصالح الشركات الامريكية المسيطرة على الاقتصاد والسياسة في امريكا والعالم، وخاصة شركات النفط والسلاح، فقط هناك نوع من المرونة تمثلها الادارة الامريكية التي يحسبها الاغبياء من عرب النفط خلافا، فيبددون اموالهم في مرضاة الامريكي، كما حدث ويحدث مع ترامب وصهره اليهودي جاريد كوشنر.
المنطقة العربية قادمة على تغيير شاء الاعراب أم أبوا. فالشرق الاوسط الجديد قائم على التفتيت، وسيقوم العرب وبالذات اعراب النفط بتمويل هذه الخطة، وقد بدأ ذلك في ليبيا وكردستان العراق، وسوريا واليمن، والبقية تأتي، لكن التقسيم الاهم سيكون لمملكة داعش الوهابية.
مشروع مستعمرة نيوم الذي يروج له ابو منشار ستكون اراضيه جزءاً من اسرائيل الكبرى، وربما يصل الى المدينة المنورة.
وبحسب الدراسات التاريخية اليهودية فإن ارض مدين والمدينة هي اراض يهودية، فالعبور من مصر كان اليها وليس الى سيناء وفلسطين.
يعرف الامريكان هشاشة النظام السعودي وقد صرحوا بذلك اكثر من مرة، ولولا الحماية الامريكية – كما قال ترامب -لسقط نظام المملكة على يد ايران خلال 12 دقيقة. او كما قال السناتور الامريكي ليندسي لتكلمت المملكة اللغة الفارسية خلال 15 يوما.
النظام السعودي هو نظام وظيفي بالنسبة لأمريكا والغرب، يقوم بوظيفة معينة مرسومة له في الشرق الاوسط، وقد أدى دوره الوظيفي في تدمير المنطقة، وحان موعد مغادرته المسرح، بعد ان اصبح غير مرغوب ببقائه.
اعتقد أن مقتل جمال خاشقجي كان فخا مدبرا للنظام السعودي، وبالذات لمحمد بن سلمان، أدارته المخابرات الامريكية بالتعاون والتنسيق مع المخابرات التركية. وقد كشفت رئيسة المخابرات الامريكية( CIA ) جينا هاسبل امام مجلس الشيوخ محاولات المخابرات السعودية المتعددة لقتل خاشقجي التي جرت في امريكا وبريطانيا، وان المخابرات الامريكية كانت تعلم بالمؤامرة ضد الرجل، ولكنها لم تمنعها.
الامريكان كانوا يريدون استثمار الحدث واستخدامه لابتزاز محمد بن سلمان والمملكة في عديد مهام وقضايا.
مؤشرات ما بعد إدانة ابو منشار تقول بإزاحة ابو منشار، وقد اعد الامريكان والانجليز لذلك.
فقد اعادوا الى المملكة الامير احمد بن عبدالعزيز من لندن بضمانات امنية منهم، وهو المعارض لمحمد بن سلمان.
اعادوه من اجل تجهيزه ليحل بدلا عن محمد بن سلمان، وعن الملك الزهايمر سلمان الذي بلغ من العمر عتيا.
بعدها سيأتي الحساب العسير، فهناك قضايا وملفات كثيرة في انتظار النظام السعودي، واعتقد ان اولها سيكون ملف 11 سبتمبر الذي سيتم تدفيع المملكة بموجبه 9 تريليونات دولار كتعويضات لكل من تضرر من احداث سبتمبر.
الامريكان لم يعودوا بحاجة للنفط السعودي بعد ان أصبحوا مصدرين للنفط الصخري، ومهمة الشرطي في المنطقة ،فشل النظام السعودي في أدائها، كما فشل ابو منشار في تنفيذ صفقة القرن بتصفية القضية الفلسطينية. ولم يعد بيد آل سعود من اوراق يدافعون بها عن بقائهم، او تقديم خدمات للغرب سوى ورقة المال وهذه الورقة سوف تستنزف حتى النهاية.
اعتقد ان معادلة النفط مقابل الحماية قد انتهت، ووجد ترامب بديلها معادلة المال مقابل الحماية. وهذه ربما لن تصمد كثيرا اما مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي ستكون المملكة في قلبه.