أكد موقع ” لوب لوغ ” الأمريكي إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن هي انهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تفوده السعودية والذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين ودفع الملايين منهم إلى حافة المجاعة .
وأشار الموقع المتخصص بتغطية قضايا السياسة الخارجية للولايات الى التصويت التاريخي لأعضاء مجلس الشيوخ الـ 63 والذي اقر المضي قدما في دراسة مشروع القرار الأمريكي بشأن انهاء الدعم للحرب، وما مثله من توبيخ شديد اللهجة لموقف دونالد ترامب بشأن المملكة العربية السعودية ورفضه تحميل ولي العهد محمد بن سلمان مسؤولية القتل الوحشي لخاشقجي.
وذكر الموقع في مقا ل أعدته كل من ” كيت كيزر وليلى عجيلي ” انه بفضل السناتور بيرني ساندرز وزملائه مايك لي، وكريس ميرفي والضغوط الشعبية العارمة والاقتراع الذي يظهر أن غالبية الأمريكيين يريدون إنهاء لمشاركة الولايات المتحدة في الحرب في اليمن، فإن الكونغرس سوف يدرس إنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن .
وتابع ان هذا التصويت التاريخي لا يتعلق فقط بغضب 63 من أعضاء مجلس الشيوخ وتوبيخ ترامب، بل أنه يعد بمثابة إشارة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحلفائهما بأنه إذا لم تتحرك الإدارة لإنهاء الحرب في اليمن، فإن الكونجرس سيفعل ذلك.
واعتبر الموقع التصويت رسالة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بان قدرته على مواصلة الوضع الراهن في اليمن مع دعم الولايات الأمريكية او شكت على الانتهاء، فضلا عن تقويضه الشرعية الممنوحة للتحالف الذي تقوده السعودية عندما بدأت تدخلها في 2015 مارس. وخلافا لتأكيدات ماتيتس وبومبيو ، فإن سحب الدعم الأمريكي من التحالف الذي تقوده السعودية لن يعرقل محادثات السلام في السويد.
وأوضح أن مقتل خاشقجي لفت إلى الوحشية السعودية التي كانت تظهر منذ فترة طويلة في الحرب اليمنية، واذا ما استمر الوضع الراهن فسوف يواجه 14 مليون يمني خطر المجاعة. وأكدت سارة ماردون، مديرة منظمه هيومن رايتس ووتش في واشنطن، ان ” اليمن قد يواجه أسوأ مجاعة منذ مائة عام إذا لم ينته الصراع وأن الاقتصاد مهدد بالانهيار، وهو ما نأخذه بمحمل الجد ونراه احتمالا قويا إذا استمرت الاوضاع ع على ما هي عليه”.
وذكر الموقع ان العديد من المنظمات الإنسانية شددت على أهمية إنهاء الولايات المتحدة مساعدتها للتحالف الذي تقوده السعودية أو تشارك اللوم في المجاعة الجماعية، لكن الجهود المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن توقفت إلى حد كبير. وارجع الموقع الأمريكي سبب ذلك إلى استمرار قصف التحالف الذي تقوده السعودية وحصار المدن اليمنية ورسالة إدارة ترامب بأنها لن تتخذ إجراءات عقابية لإنهاء تصعيد الائتلاف.
ويلفت المقال إلى ان الحاجة الى انهاء الحرب والتي يكررها ترمب في خطاباته يمكن ان تتحقق اذا ما تم أنهاء التدخل السعودي بقيادة السعودية ويمكن أن يتحقق هذا الهدف اذا تم انهاء دعم الولايات المتحدة، وبالتالي سيفقد الائتلاف الذي تقوده السعودية شرعيته الكبيرة والموارد اللازمة لشن تدخله إلى أجل غير مسمى، مما يجبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ووكلائهما على القدوم إلى طاولة المفاوضات.
ويشير الى ان هذا أحد الأسباب التي تجعل تصويت مجلس الشيوخ والأصوات القادمة أمرا في غاية الأهمية، لذا قرر الكونغرس تحويل دعم الإدارة الخطابي لإنهاء الحرب الى استدعائها إلى النفوذ العسكري الذي كانت لا ترغب في استخدامه.
وأضاف بانه وفي أعقاب تصويت مجلس الشيوخ ، خرجت الإدارة بكامل قوتها للدفاع عن الأعمال المعتادة مع المملكة العربية السعودية، وقاد كل من وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس المهمة، وقاموا بتقديم إحاطة لمجلس الشيوخ وأصدروا ملاحظات مليئة بالأكاذيب.
ويذكر المقال على سبيل المثال، زعمهم خطأً أن انسحاب الولايات المتحدة من اليمن من شأنه تمكين إيران والجماعات المتطرفة عندما يكون العكس هو الحال في الواقع، بالإضافة إلى الأنباء التي أفادت أن البيت الأبيض قام بمنع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبل من الإدلاء بشهادته في تقييم وكالة الاستخبارات المركزية بأن مبس امر بقتل خاشقجي، خلال جلسة أحاطة لمجلس الشيوخ حول السعودية.
واعتبر المقال ذلك تغطية شفافة لثني أعضاء مجلس الشيوخ عن العمل من أجل استنكار ولوم ولي العهد، إلاّ أن مجلس الشيوخ لم يستمع لذلك عن طريق مضي القرار قدما، وخلافا لتأكيدات ماتيس وبومبيو، فإن سحب الدعم الأمريكي من التحالف الذي تقوده السعودية لن يعرقل محادثات السلام ، فضلا عن كونه سيجبر المملكة العربية السعودية وحلفاءها على بذل جهد حقيقي لإنهاء الحرب لأن الدعم العسكري والسياسي الأمريكي الذي تعتمد عليه المملكة لم يعد مضموناً.
واكد الموقع على انه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحقيق الهدف المعلن للشيوخ في نهاية المطاف وهو انهاء الحرب في اليمن. وأن الضغط العام الذي ادى إلى اتخاذ مجلس الشيوخ إجراءات بشأن اتخاذ مشروع القرار، يجب ان يستمر الآن، مع تصويت نهائي في مجلس الشيوخ ومناقشة مماثلة في مجلس النواب.
وقال إن مجلس الشيوخ سيواصل مناقشاته هذا الأسبوع التي طال انتظارها بشأن الحرب في اليمن ويعيد تأكيد سلطته في صنع الحرب، ويجب علي الولايات المتحدة في نهاية المطاف وقف جميع الدعم المادي واللوجستي للتحالف الذي تقوده السعودية والتركيز على رفع الضغط الدبلوماسي لإنهاء هذه الحرب المدمرة من خلال دعم محادثات السلام الشاملة في ديسمبر.
Prev Post
Next Post