أفمن يمشي مفاوضاً له قضية وكرامة كمن يمشي مُكِباً على وجهه
امين عبدالوهاَّب الجنيد
“أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِه أهدى”
سنقرأ الآيات التي قبلها والتي تليها قال تعالى (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)..هذا خطاب من الله واستفهام سنقرأهُ اليوم على من يلهثون وراء الدعم والنصر من امريكا وإسرائيل ومَّن تحالف معهم من آل سلول وآل نهيان.
ومن أصدق من الله حديثا.. لن تستطيع أي قوة في العالم تقديم النصر لكم من دون الله وما تحالفكم معهم علينا إلا من باب الغرور لا غير.
وبالتالي من يبحث عن النصر في أحضان هؤلاء فهو كمن قال الله عنهم في الآية التي تليها (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ليس له هدف أو قضية أو مبدأ أو مطلب حق سوى مناصرة أهل الباطل، لذلك أعطاهم الله أبلغ وصف فعبَّر عن حالهم ووجودهم بأنهم يمشون منكسي الرؤوس محملين ومثقلين بالخزي والعار الذي لن ينفك عن ملاحقتهم وملاحقة أسيادهم لمئات السنين.
إلى فريق التحالف المفاوض:
إن سعيكم وراء آل سلول والأمريكان وغيرهم من أعداء الله سيجعلكم تسيرون في طريق أهل الخزي والقبح والفضيحة، فجرائمكم اليومية جعلتكم في قائمة العار والمنشار كقتلة أطفال، بالتالي لن تستطيعوا رفع رؤوسكم من عار الخيانة وبيع الأوطان والعمالة المفضوحة والرخيصة والاستجداء بالخارج والهروب من بعد ما تبين لكم كل شيء .
لقد أصبحت مواقفكم ووطنيتكم ودينكم تاريخاً أسود لا يرفع الرأس سواء في الدنيا أو الآخرة وسيلاحقكم عار ما فعلتم أمام الله والأجيال وأمام أحبائكم وأهليكم وقبائلكم وأحفادكم وسيكتب التاريخ كل خطوة بأنها كانت عاراً وخزياً ستظل أعناقكم ووجوهكم وشخصياتكم ذليلة ، مقهورة ، منبطحة ، في حياتكم وبعد مماتكم وهذا هو المعنى الحقيقي لمن يمشي مكبا على وجهه.
أما أصحاب المبادئ والقيم والتضحيات فستظل هاماتهم شامخة ورؤوسهم مرفوعة في الدنيا والآخرة، ولذلك وصفهم الله في الآية التي تليها حين كان اعتمادهم على الله فأمن لهم الطريق وسيجعل لهم المخرج المشرف كما قال تعالى (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ? فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) فهم متوكلون على الله ولن يستسلموا طالما هذه هي حقيقتهم، وبالتالي ضلالكم الواضح المبين باستجدائكم وتحالفكم مع قوى الشر لن تستطيع فعل شيء لكم أو إعادة شيء مما سلب منكم أو مما تتوهمون وتتمترسون وراءه ( شرعية او وصاية أو نفوذ أو غيره ) .. فالله يقول في ختام هذه السورة (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) أصبحت كل امانيكم وشرعيتكم وتحالفكم غائراً ، مهزوماً ، ضائعاً ، صعب المنال ….لن تستطيعوا له طلبا أو ان تستعيدوا منه شيئاً فشر عيتكم غارت ، وتحالفكم منهار ، وآل سلول قريبا إلى زوال .. وحلفاؤكم الامريكان ليسوا بمعجزي الله ،والله مخزي القوم الكافرين . وفي الختام هذا هو معنى عين على الأحداث وعين على القرآن لقراءة نتائج المفاوضات وخلاصة الحرب والحصار.