لقاء الرئيس المشاط بالمثقفين.. ما بين مسؤولية مواجهة العدوان، ومهام توحيد الصف، ورؤية بناء الدولة (1)
عبدالفتاح حيدرة
في البداية سوف أسجل انطباعي الشخصي عن اللقاء الذي تم يوم أمس الأول (السبت) برئيس المجلس السياسي الاعلى، فخامة رئيس الجمهورية اليمنية الاستاذ مهدي المشاط بالمثقفين من أدباء وشعراء وإعلاميين، والحقيقة هي أن اكتشاف الذات لا يأتي إلا عبر مواجهتها بأصوات أدق مشاعرها الشخصية لمن حولها، وهذا الفهم يؤدي إلى اكتشاف حقيقة الآخرين (أيا كانوا وكيفما كانوا) ، وعند اكتشافنا هذه الحقيقة، سوف نجد انفسنا أمام صورة شديدة الوضوح، عن كل تفاصيل الحياة اليمنية اليوم بكل معاناتها وآلامها وأفراحها وانتصاراتها وهزائمها..
يعد اللقاء هو المؤشر الأول الذي يرسم ثلاثة خطوط عريضة واضحة وصريحة لتوجه رأس سلطة القرار السياسي في بلدنا اليمني، وهي أولا : الانتصار والصمود في مواجهة العدوان، ثانيا :توحيد الجبهة الوطنية اليمنية الداخلية لمواجهة العدوان، ثالثا : بناء مؤسسات الدولة اليمنية، وكل هذا في ظل عدوان واحتلال وغزو يعد الاقبح والأحط على مستوى التاريخ البشري، وهذا ما يعد مؤشراً كبيراً على تمكن القيادة اليمنية من رسم مشروع استطاع اخيرا تشخيص واستيعاب عوامل الانتصار اليمني وتماسك الهوية اليمنية والنهضة الحضارية اليمنية ..
اللقاء بفخامة رئيس الجمهورية، ضم نخبة من مثقفي تعميق (الوعي والقيم والمشروع) الوطني اليمني، في زمن انتشار مشاريع التبعية والارتهان والتمزيق والغزو والاحتلال، وهو ما يعد انتصارا يمنيا جديدا، من حيث نظرة رأس القرار السياسي اليمني ممثلا بكلمة رئيس الجمهورية المشاط، حول رؤية صاحب القرار، لدور ومهمة المثقف في زمن العدوان والاحتلال والغزو، واضطلاعه في أداء مهمة العمل على تعزيز الاصطفاف الوطني والتلاحم الشعبي وكشف جرائم العدوان ومخططاته ، بالإضافة إلى تفهم القيادة لدور المثقف في المشاركة والنضال في مواجهة العدوان والاستعمار، وتحمله المسؤولية للقيام بالدور الإيجابي في ترسيخ وحدة الصف الوطني واستنهاض الهمم لدى الشعب اليمني، في ظل شراء تحالف دول العدوان والغزو والاحتلال الخليجي للأصوات والأقلام والعقول والصحف والقنوات لإخفاء الانتصار اليمني وتضحياته وبطولاته وآلامه وجروحه ..
كانت تلك هي النقاط التي اعتبرها الرئيس المشاط بقوله (هذا هو شرف المثقفين والأدباء والاعلاميين) وهنا ومن جهة أخرى وهي الأهم، كانت كلمة اللقاء الترحيبية التي القاها فخامة الرئيس، تحمل تلك النظرة المكسوة بالأمل في ان يتحمل كافة المثقفين والأدباء والاعلاميين اليمنيين المسؤولية اليوم، ويبدأوا العمل بالروح الجماعية لنيروا دروب أبناء الشعب اليمني، وينقلوا له الوعي الكافي لمواجهة العدوان والغزو والاحتلال ، وحث أبناء الشعب على التمسك بالقيم اليمنية التي لا تحتاج من المثقف أو السياسي سوى تنشيط ذاكرته المشبعة أصلا بقيم البطولة والشرف والكرامة والسيادة والاستقلال، ويدعمون ويساندون تنفيذ مشروع بناء مؤسسات الدولة اليمنية القوية والمهابة والعادلة ..
اليوم أجد نفسي وكافة زملائي الذين حضروا هذا اللقاء، مجبرين على تحمل المسؤولية، والتقيد التام بنقل وعي المقاتل اليمني المواجه للعدوان في جبهات العزة والشرف لأبناء الشعب اليمني ، وأجد نفسي ملزما بالتمسك بقيم شعبنا ومجتمعنا اليمني التي توحد صفه الداخلي وجبهته الداخلية، وأجد نفسي مكلفا تكليفا رسميا لدعم ومساندة تنفيذ مشروع القائد اليمني لبناء مؤسسات دولتنا اليمنية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية اليمنية، بناء دولتنا الواعية بمواجهة كل مخططات العدوان، بناء دولتنا التي تمتلك القيم الموحدة لصف جبهة شعبنا الداخلية، بناء دولتنا القوية والمهابة الحرة والمستقلة والرافضة للتبعية والارتهان والوصاية الخارجية.