خشــونة الحــــــرب الناعمة !
همـــام ابراهيــم
ترصّدٌ تعجز الأذهان عن إدراك حدوده، وتجّمع للشيطان وجنوده ، ومشروعٍ جلب شذاذ عفونته ومسوخهِ ، وابتدأ بالترويض متدرجا في ظهوره بمجاميعه البشرية المدجنة منظما بضخامة الاستنفار البالغ جنوده وأدواته وعملياته توعد الشيطان لآتيّنهم من بين أيديهم وخلفهم وعن أيمانهم وشمائلهم ومن بين أرجلهم في عمل دؤوب مستمر وسعي حثيث للإفساد في الأرض .
نعومةٌ خبيثة وفي باطنها الخشونة التي تهدّ الجبال صريعة لهول آثارها تتسلل خلسة في المجتمعات العربية المسلمة كخط أولي لمشروع هدام ينخر العقل البشري المسلم ونزع للقيم والأخلاق وحتى الانسانية لتتجرد تلك المفاهيم وتحل في جوارح الانسان الرذيلة والشذوذ والانحطاط والانحلال والانحراف العقلي والنفسي والسلوكي في روح الانسان وواقعه ومواقفه في الحياة .
امتداد تسبب في هبوط آدم من الجنة إلى الارض بسبب عنوان برّاق وخدعة رغم معلوميتها أنها من الشيطان ، وأنّى للشيطان أن يكون من الناصحين للإنسان! !
وكيف يكون النصح مقبولاً و حب الخير من عدو لله للإنسان وقد جاء بيان وإنذار من الله بالإعراض عنه ، فهل نعيش اليوم ذات الوضع والإغواء من أولياء الشيطان تحت عناوين الحرية والتطور والتحضر والانفتاح والحقوق والسلام وفي حقيقتها استمالة للنفس الأمارة بالسوء واستهواؤها وخداعها وتضليلها ليكون مآلها نسخة من مسخ شيطاني وأوليائه فيكون منجذبا ذات الانجذاب لأولياء الشيطان وذات التوجه والسلوك.
عدوان متوعّدٌ لكل يمني وفي مسارين عسكري واستراتيجي يجسد قول الله (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ) ، وتنبيه من الله للمؤمنين أن خطورة الوسيلة للعدو هي في قوله ( ولايخافون في الله لّومة لائم ) إنه اللَوم وخطورته وتخصيصه بذكر الله له والتثبيط والإرجاف لكسر البيئة والمجتمع الحاضن للذين تصدَروا مشهد المواجهة للعدوان وأدواته ، بحرب ناعمة تسللت في الليل غفلة على القوم ، لتغرز إبرها الناعمة فيسري سمها في أجساد النائمين الغافلين عما يعدّه العدوان لهم من الفساد والفوضى العارمة التي ستحل كل بيت وأسرة ليصبح مجتمعا تافها منزوع الغيرة والحمية والعفة والشرف والرجولة والكرامة والعزة والنخوة والمروءة ، لا يحكمه شيء في حياته سوى شهواته وملذاته وغرائزه الحيوانية وبلا توجهات وضوابط ومواقف قرآنية أو حتى فطرية !!
ومن أدوات العدو الشيطاني اجتماعيا ودينيا وسياسيا لتعزيز المناطقية والفئوية والمذهبية والحزبية وصنع حركات دينية تتصدر التشويه الخبيث لصورة الإسلام ، وقنوات دينية تسمع الصوت كله آيات قرآنية تتلى وما تعرضه تلك الشاشة هي أدوية للضعف الجنسي والإجهاض !!
تُبرهن أنها تستهدف غرائز الانسان وشهواته وتشعلها لهدم المجتمعات وإفسادها أينما توجهت ، وبالمقابل استهداف وتشويه لكل من يتصدى لمشروعه الهدام من القوى الوطنية الشريفة في الحين الذي يسوّق للأفكار الهدامة وفي مسلسلاته التي تؤول بالمشاهد في كل منزل أن يتعاطف مع الخائن للعرض والعاهرة وكل عمل دنيء وخسيس وعفن ومنحرف وشاذ حتى وصل إلى زنا المحارم وبرامج متعددة كلها ترويض للمجتمعات للفساد لتتهيأ أن تكون مستعبدة ذليلة ورخيصة بمقدار واقعها الرخيص وإن قيام الساعة لهو أهون من هذا الواقع !!
وإن من مظاهر وأهداف ومخاطر وآثار مشروع الحرب الناعمة لا حدود لها ولا متسع لذكرها هنا ، فالعدو متستر خلف أذرعه وأدواته ومرتزقته الديوثين الذين يرخصون العرض اليمني ، والعدو يركز على ضرب قيمة العرض في نفسية الانسان اليمني ، كونه يدرك قيمة وقدسية العرِض في نفسية الانسان اليمني فهو يمثل شرفه وعفته وطهارته وأصالته ورجولته ونخوته وغيرته وحميته دينيا وأخلاقيا وفطريا .
كل ذلك يوجب الاستشعار بالمسؤولية من كل المجتمع اليمني المسلم الشريف للتوعية الهامة تجاه هذا المشروع الإجرامي الخبيث والدنيء ( مسلسلات – برامج – مواقع الكترونية – منظمات – معاهد خاصة – جامعات والكثير الكثير ) ، وحتى لم يغب الطفل عن المشهد في إجرامهم ، فحينما يقتلون الاطفال في اليمن بالقصف الجوي كل يوم ، كانت الطفولة هدفا عبر مسلسلات الاطفال التي تبث سمومهم الناعمة القاتلة لعقل البراءة الطفولية ومن خلال الإيحاءات الجنسية والتقبل للحالات المثلية الشاذة والسلوكيات المنحرفة والعقائد في حياتهم وهي جريمة بحق الانسان تضاف إلى سجلهم الاسود .
وعي الانسان اليمني لن ينكسر طالما استعان بالله وابتعد عن كل ما يُدنَس نفسيته ويعمل على تزكيتها بالارتباط بالله ، وما كيد الشيطان إلا ضعيف لاقوة له ، وصمود الأبطال في جبهات الشرف ذوداً عن العرض ، الذي هو من أهم مقاصد الشريعة الاسلامية التي جاءت لحمايته ولن يفلح الظالم حيث أتى وإن الله لمع الصادقين .