*النسخة الحالية من الغزاة الاكثر تخلفا وهمجية:
إعداد/إدارة الاخبار
لا يكاد يمضي يوم في جنوب اليمن المحتل منذ العام 2015م من قبل قوى الغزو والعدوان السعودي الاماراتي وحلفاؤهم في دول وانظمة الاستكبار العالمي دون ان تتكرر المشاهد التي شهدتها مختلف مناطق الجنوب اليمني ابان الاحتلال الانجليزي الذي جثم على صدر الوطن منذ العام 1829م واستمر الى ما قبل الـ30من نوفمبر من العام 1967م حيث كان موعد ورحيل آخر جندي بريطاني واعلان الاستقلال المجيد الذي كان تتويجا لمسيرة طويلة من النضال والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني الذي دفع ثمنا باهظا مقابل مكابرته وعناده واصراره على احتلال ارض يابى ابناؤها الضيم والمذلة وكانت في مقدمة تلك الخسائر الكبرى للمحتل ان تهاوت امبراطوريته التي كانت تسمى بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس وصار في وضع هش لم تقم له قائمة بعد هزيمته في اليمن لعقود طويلة.
ويؤكد المؤرخون والباحثون في مسيرة النضال الوطني في اليمن أن مقاومة ابناء اليمن في المناطق الجنوبية من الوطن للمحتل البريطاني ظلت حاضرة في نفوس وقلوب ابناء اليمن قاطبة ولم تخمد أو تفتر يوما رغم آلة القمع الوحشية التي استخدمها المحتلون الذين كانوا في ذروة قوتهم وبأسهم الشديد لكنهم فشلوا اخيرا في اخماد جذوة الثورة واستسلموا للأمر الواقع ورحلوا عن هذه البلاد الابية مصحوبين باللعنات والخزي ابد الدهر.
ويؤكد الباحثون أن المقاومة الوطنية كانت طيلة الاحتلال البريطاني تتعرض لبعض الضعف والتراجع في فترات قليلة لكنها كانت تشتد في فترات أخرى، وقد شبّهها الكثير من المؤرخين “بعملية تخطيط القلب” التي تتخذ مساراً متعرّجاً، وهي حالة صحيّة تعبّر عن الحياة والحيوية لأي مقاومة كانت.
ما بين رفض أبناء اليمن للاستعمار وثورتهم المتواصلة عليه من جهة وتصعيد الضغوط والترهيب ضدهم من جهة أخرى، تمخّضت العديد من حركات التحرر والمقاومة التي أنشأت في صورتها النهائية “الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل”. ومن خلال هذه الجبهة، انطلقت الشرارة الأولى من جبال ردفان إيذاناً ببدء التحرير، لتصل بعد ذلك إلى عدن وتمتد على كامل الجسد الجنوبي.. وصولا الى الانتصار المشهود في الـ30 من نوفمبر 1967م مع خروج آخر جنود الاستعمار وهو المصير الذي بات يؤرق كثيرا عقول المحتلين الجدد من اعراب الصحراء الذين يقدمون من خلال ممارساتهم الاجرامية في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة قواتهم الغازية نسخة أسوأ بكثير من تلك التي جسدها اسيادهم من قبل، لذلك فإن هزيمتهم ستكون الاشد والأنكى والاكثر ايلاما
لقد اصبحت جرائم القتل والتعذيب والاضطهاد في السجون السرية والاخفاء القسري للمواطنين في الجنوب اليمني وخاصة في حضرموت والمهرة وعدن مشاهد يومية تحاكي الى حد كبير ممارسات الانجليز قبل عقود ان لم تكن اسوأ واكثر تخلفا وهمجية رغم تشدقهم عبر ابواقهم الاعلامية ليل نهار بأنهم لم يأتوا الى اليمن إلا من اجل شرعية ورخاء واستقرار اليمن ورفاهية شعبه.
النعيم الموعود
النعيم وجناته الموعودة التي يتغنى بها المحتل السعودي والاماراتي تجسدت على الواقع اليمني في ارض الجنوب خوفا ورعبا لا يبارح انسان تلك المناطق بفعل التعسفات والممارسات الخارجة عن نطاق القوانين الانسانية لقوات الاحتلال الاعرابي القادمين بأطماعهم ومخططاتهم الخبيثة للنيل من اليمن ونهب ثروات شعبه الكريم.
منذ ان وطأت اقدام الغزاة الجدد المتشحين بعباءة “العربي الخليجي “وبقلوب اليهود والنصاري مناطق شاسعة من اراضي الجنوب اليمني وبسطت قوات الغزو والاحتلال السعودي الاماراتي وادواتهما من المرتزقة والعملاء السيطرة على العاصمة الاقتصادية عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية قبل نحو ثلاثة أعوام تحولت تلك المناطق الى اماكن للرعب الدائم وما تلبث تعاني الفوضى والصراع الدموي بين قوي العدوان والاحتلال ناهيك عن الانتهاكات الانسانية الجسيمة بحق اليمنيين من سكان تلك المناطق.
جرائم ضد الانسانية
هذه الجرائم الصارخة بحق الانسان اليمني لم تعد سرا وباتت مكشوفة امام العالم لتعتبرها منظمات حقوقية دولية بأنها ترقى الى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
واتهمت منظمات حقوقية دولية واقليمية ومحلية ومنها منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السعودية والإمارات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، محذرة من أن تراجع الحكومات المدافعة عن حقوق الإنسان يخلف فظائع جماعية.
وبحسب التقارير الدولية فإن القوى الكبرى واصلت دعم التحالف العدواني -الذي تقوده السعودية- المسيء في اليمن كما تطرقت التقارير الى السجون السرية في الجنوب والتي تديرها القوات الاماراتية حيث يتعرض المعتقلون اليمنيون فيها لأقسى انواع التعذيب والاضطهاد ناهيك الى الاخفاء القسري الذي تقوم به القوات الغازية ضد عدد كبير من المدنيين. مطالبة بفتح تحقيقات دولية في تلك الجرائم التي وصفتها بالانتهاكات الافظع لكنها تُرتكب دون ضجيج.
الامر لا يتوقف عند التقارير الدولية التي صدرت طيلة الفترة الماضية ورصدت حالات للانتهاكات الجسيمة في اليمن وانما تعالت مؤخرا دعوات حقوقية في مختلف انحاء العالم تطالب بوقف عمليات القتل والتعذيب التي تنفذها السلطات الاماراتية المحتلة في السجون السرية التابعة لها في اكثر من منطقة يمنية وخاصة في حضرموت والمهرة حيث بات الاحتلال يواجه الاحتجاجات الجماهيرية المتصاعدة هناك بأشد انواع القمع والوحشية في محاولات محمومة لوأد الثورة الشعبية الرافضة لمشاريع التوسع والتمدد لقوى الغزو والاحتلال وهي الثورة المتزايدة التي لاشك لن تخمد حتى تقتلع جذور الغزاة والمحتلين الجدد وترمي بهم الى مزبلة التاريخ ليحاكي مصيرهم مصير اسيادهم الانجليز من قبل ولن يكونوا في مأمن ابدا من بطشة وغضب هذا الشعب اليمني العظيم.
شبكة سجون سرية
السجون السرية اصبحت منتشرة على نطاق واسع في الجنوب اليمني في ظل الاحتلال السعودي الاماراتي ويكشف تحقيق استقصائي لـ”أسوشييتد برس”، أنّ الإمارات ومليشيات مدعومة من قبلها تدير شبكة من السجون السرية بأرجاء جنوب اليمن، إذ اختفى مئات الأشخاص فيما تؤكد منظمات محلية ودولية تعرض المحتجزين فيها لأنواع وحشية من التعذيب وإساءة المعاملة.
من ناحيتها تؤكد منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن الإمارات احتجزت تعسفاً وأخفت قسراً عشرات الأشخاص خلال عمليات عسكرية، لافتة إلى أنها تمول وتسلح وتدرب مليشيات موالية لها تحت مزاعم محاربة الفروع اليمنية لتنظيم القاعدة أو تنظيم “داعش” فيما توجه تلك العناصر المسلحة للتنكيل بالمواطنين وممارسة كل انواع الانتهاكات الانسانية ازاءهم.
ولفتت المنظمة إلى أن الإمارات تدير عدداً كبيراً من مراكزَ الاحتجازٍ غير الرسمي حيث يأمر مسؤولو تلك المعتقلات وفقا لتقارير دولية بالاستمرار في احتجاز الأشخاص رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم كما قاموا بإخفاء الكثير من المواطنين بصورة قسرية كما نقلوا محتجزين آخرين الى خارج البلاد.