مفتاح لـ (الثورة): ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة لاستلهام الدروس والعبر

 

عضو رابطة علماء اليمن العلامة / محمد أحمد مفتاح لـ (الثورة):

أجرى الحوار/ جمال الظاهري
يعدُّ إحياء مناسبة ميلاد منقذ البشرية الرسول الأعظم محمد(ص) من الأمور التي اعتادها المسلمون منذ قرون عديدة، ولا زالت هذه الذكرى ماثلة وحية في قلوب المسلمين جميعاً، حيث تقام الاحتفالات بهذه اليوم في المساجد والبيوت والساحات العامة وحسب ما تقتضيه الحاجة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وبلدانه، تخليداً لهذا اليوم المبارك، 12 من ربيع الأول من كل عام، مثلهم في ذلك مثل أي أمة تحترم مقدساتها، وتبجل عظماءها وأيامها الكبرى وذكرياتها المجيدة.
وفي هذا أكد ضيفنا العلامة محمد أحمد مفتاح على أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف لما يمثله نبينا الكريم من قدوة في السلوك ولما يكتنف سيرته من قيم ومبادئ وهدى للأمة الإسلامية في هذا العصر الذي نحن فيه أشد حاجة إلى تمثلها والاستعانة بسيرته في مقارعة طغاة اليوم الذين يعملون على تمزيقنا وإخضاعنا لمشاريعهم التسلطية.
وأشار إلى أن ما تعانيه الأمة الإسلامية من ضعف وهوان إنما هو نتيجة لبعد الأمة عن المنهج الحق وعن سيرة نبي الهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأن مشاركة بعض أبناء اليمن من المرتزقة في غزو اليمن إنما ينم عن حالة من قلة وعيهم وفسادهم.
«الثورة» ومن خلال هذا اللقاء المثمر عملت على طرح أكثر من قضية محلية وإسلامية وخرجت بهذه الحصيلة.. نتابع:

بداية ومن حديث الساعة.. ما الذي يعنيه إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام؟
– يعني أننا بإحياء هذه الذكرى نظهر شكرنا وحمدنا وثناءنا لله الذي أنعم علينا بهذه النعمة العظمى بخاتم أنبيائه ورحمته إلى العالمين ونجدد من خلالها ولاءنا له وارتباطنا به ونستذكر نهجه القويم الذي يجب أن نسير عليه ومن خلال إحياء الذكرى يتذكر الغافل ويتعلم الجاهل ويتحقق التواصي بالحق والصبر بين المؤمنين مع منافع جمة لا يتسع المجال لذكرها.
ما الذي تستفيد الأمة المحمدية من إحياء ذكرى المولد الشريف؟
– تستفيد فوائد عظمى من أهمها وأبرزها نشر التوعية التي تهذب النفوس وتزكيها وتخلق الحافز للاقتداء برسول الله والحرص للسعي على نهجه وتستذكر الأمة واجباتها في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر قيم العدل والمحبة والسلام.
تعاني الأمة المحمدية الكثير من المشاكل والصراعات وتتعرض للظلم والاضطهاد من أمم وشعوب وحكومات ودول شتى.. هل لهذا علاقة ببعد الفرد والأمة عن هدي وسيرة نبينا محمد؟
– بالتأكيد فإن الابتعاد عن نهج الحق الذي بعث به الله خاتم أنبياء هو السبب الأساس في كل ما تعانيه الأمة الإسلامية من تشرذم وضعف وهوان.
ما الذي نستفيد كشعب يمني من الاحتشاد والتجمهر وأحياء ذكرى المولد النبوي؟
– نستفيد زيادة الوعي ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة وتقوية الروابط الأخوية بين فئات المجتمع ورفع الروح المعنوية للمجاهدين ومنح المجتمع مساحة من البهجة والسرور من خلال فعاليات المولد المتنوعة والمعبرة عما تكنه نفوسهم من محبة لله ولرسوله وحرص على السير على نهجه.
تعيش اليمن وللعام الرابع على التوالي في ظل أوضاع غاية في الصعوبة والتعقيد وحالة شتات وتمزق وصلت إلى كل أسرة وبيت، هل لهذا الوضع علاقة بالبعد عن هدي نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى اله؟
– في الواقع إن اليمن عاشت وتعيش منذ أربع سنوات ملحمة أسطورية في وجه طغاة العالم وخبثائه وحالة ترابط والتحام شعبي غير مسبوقة في مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية وما تراه ونراه من انخراط مجاميع من مرتزقة اليمن في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني لا يعبر إلا عن قلة وعيهم وفساد أمورهم وكل يوم والحقيقة تتضح لمن كانوا جاهلين ومغفلين ومخدوعين .
هل الخلل فيما وصل إلينا من سرد وتدوين عن السيرة النبوية؟ أم في النهج الذي اختطته الأنظمة والدول؟
– الخلل مركب من مجموعة من العوامل والمؤثرات يمكن اختصارها في ضعف الثقافة الصحيحة وتفشي الثقافات المشوهة وتسلط الأنظمة الفاسدة على الأمة ومقدراتها .
هل نستطيع القول بأن الأمة المحمدية في عصرنا الحالي تعاني من حالة اغتراب وبعد عن النهج المحمدي؟
– هذه هي الحقيقة المرة .
برأيكم هل من الممكن في ظل الأوضاع التي تمر بها الأمة أن يكون هناك تصحيح وإحياء للسيرة النبوية الصحيحة؟
– نعم ممكن وممكن جدا وما يقوم به الشعب اليمني من ملحمة عظمى في وجه فراعنة هذا العصر وطغاة هذا الزمان أبرز تجليات هذه الإمكانية.
ما الذي يتوجب على الفرد والمجتمع المسلم كي يصحح الأخطاء التي وقع فيها؟
– يتوجب على الفرد أن يتجه نحو اكتساب العلم الصحيح وأن يحرص على دينه وقيمه واستقامته وعلى المجتمع أن يجسد قيم التراحم والتعاطف والتسامح والإخاء.
ما الذي تقترحونه.. من أين يجب أن يبدأ التصحيح؟
– من داخل النفوس، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، من المفهوم السلبي إلى الإيجابي ومن السلوك الذميم إلى النهج القويم وسيأذن الله بتغيير الأحوال.
على من تقع مسؤولية تصحيح السيرة النبوية؟
– على العلماء والباحثين والمختصين.
في حال توفرت الإرادة والإمكانيات للتصحيح، أيهما مقدم على الآخر، تصويب العلاقات بين الدول الإسلامية أم التخلص من الشوائب والتي علقت بالسيرة النبوية؟
– يمكن أن يتحرك المساران في نفس الوقت وهو ممكن ومتاح.
كيف تردون على من يقول إن السيرة النبوية تمثل عصر الرسالة والزمن والمجتمعات التي عاشت فيه وان السياسة متطورة ويحكمها المتغير الزمني والمعرفي، وبناء على ذلك فإن ما كان مناسباً قبل 1440 سنة لا يتناسب مع عصرنا الحالي؟
– ندعوه إلى قراءة منصفة وموضوعية لحقائق الدين ووقائع السيرة الصحيحة وهو سيدرك الحقيقة بنفسه وسيدرك أن دين الله ونهج رسوله صالحان لكل زمان ومكان وما كان من ذلك مرنا وموسعا فيه لملاءمة المتغيرات فليس إلا دليلا على عظمة هذا الدين وسموه.
في ظل العدوان .. ما هو الموقف الصحيح والذي يتوجب على أبناء الشعب اليمني ويتسق مع النهج المحمدي والسيرة النبوية الصحيحة؟
– يجب تكثيف الجهود لمقارعة المعتدي وكسر شوكته ودحره ومعاقبته على جرائمه والتراحم والتعاطف وتجنب السلبيات والأخطاء المفتعلة وتوحيد المواقف .
هل من رسالة أو كلمة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
– أوجه تحية الإجلال والتقدير لمجاهدينا الأبطال من مرابطين وأسرى وجرحى وشهداء ولأسرهم الكريمة والنبيلة سائلا من الله النصر والظفر للمرابطين وعاجل الشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والرحمة للشهداء.

قد يعجبك ايضا