رجاء محمد الخلقي
تتجلى الكلمات عالياً ، ساطعة بالنور في وصف الهادي إلى النور رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي مولده تترنم الأناشيد مبدعة ومتجددة قائلة:
في كل محمود يُرى أولاً وللمعاني في العلا مكمل
مفتاح أقفال الهدى والرضا ما رحمة إلا به تنزل
مغلاق أبواب الهوى والردى أعظم به من آخر أول
من وجهه بدر الدجى مشرق والشمس من أنواره تشعل
كلمات معبرة عن مولده ومنشئه وجهاده فكل كلمة أتت واصفة خير خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، تعد كلمة حق وصدق في الصادق الأمين، فصدح الناشدون بأروع القصائد وأجمل الأبيات.
فعاليات متعددة
الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة عظيمة لإحياء مكارم الاخلاق التي بعث من اجلها رسولنا الكريم، ولليمنيين خصوصية في الاحتفال بالمولد النبوي منذ قرون طويلة، وكأنه ارتباط جذري ترسخ قيميا وشعوريا واحساسيا ، فلطالما نسمع الكثير من التواشيح والمواويل الانشادية في احتفالية المولد النبوي على صاحبها افضل الصلاة وازكى التسليم، سواء في صنعاء او محافظات عدة:
ولعل قصيد الشاعر الكبير أحمد شوقي تعد الأكثر انتشارا واتساعا واستماعا في المولد النبوي :
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
وكانت مدينة صنعاء القديمة تحتضن الكثير من الفعاليات الخاصة بالاحتفال بالمولد النبوي حيث يشير المنشد الكبير عبدالرحمن العمري الى أن احياء المولد النبوي يعد مناسبة عظيمة يلتقي فيها اهالي مدينة صنعاء القديمة الذين يحرصون على احياء هذا اليوم، سواء في الجامع الكبير او في منازلهم.
وقال العمري ان اكثر القصائد التي كانوا يلقونها ممزوجة بالألحان الانشادية في المولد النبوي قصيدة الامام البوصيري.. والتي مطلعها:
كيف ترقى رقيَك الأنبياء
يا سماءً ما طاولتها سماء
إلى أن قال..
وتوالت بشرى الهواتف ان قد
ولد المصطفى وحق الهناء
وغدا كل بيت نارٍ وفيه
كربة من خمودها ووباء،
مَن لحواءَ انها حملت احمد
أو أنها به نفساءْ
يوم نالت بوضعه ابنة وهب
من فخارٍ ما لم تنله النساء
وأتت قومها بأفضل مما
حملت قبلُ مريمُ العذراءُ
وأيضاً تناشد قصيدة
سلوا قلبي غداة سلا وثانيا
لعل على الجمال له عتابَ
إلى أن تصل أبياتها الى نفس موضوع المولد:
ابا الزهراء قد جاوزتُ قدري
بمدحك بيد أن ليَ انتسابَاً
فما عرف البلاغة ذو بيانٍ
إذا لم يتخذك له كتابَاً
مدحتُ المالكينَ فزدتُ قدرا
وحين مدحتك اقتدت السحابَا
في اليمن ، يعد المولد النبوي من اعظم المناسبات الدينية، فتتزين كل الشوارع والمدارس والمنازل، وهذه الايام التي نعيشها ونحن في اقبال كبير للاحتفاء بالمولد النبوي كانت هناك عدد من المدارس والفعاليات التي نظمت احتفالات بالمولد النبوي ، منها مدرسة السمح بن مالك والتي احتفلت بالمولد النبوي وما شد انتباهنا هي تلك القصيدة الجميلة التي انشدها المنشد محمد الجلال في حب الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم تسليما, وتقول القصيدة في مطلعها:
أبا الزهراء قد جاوز قدري
بمدحك بيد ان لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان
إذ لم يتخذك له كتابا
مدحت المالكين فزت قدرا
وحين مدحتك اقتدت السحابا
سالت الله في ابناء ديني
فإن تكن الوسيلة لي إجابا
وما للمسلمين سواك حصن
إذا ما ضر مسهم وانابا
وتتنوع قصائد المديح واعلان الحب المطلق للرسول الكريم من خلال تلك القصائد التي يزهو بها المنشدون اليمنيون في الكثير من الفعاليات المخصصة بالمولد النبوي ، منهم المنشد عبدالعظيم عزالدين وقصيدته المعروفة:
يا رسول الله
أنه الحبيب المصطفى نور عيني واليقين
انه الكريم هكذا قلوب في العالمين
وأنشد آخرون :
فكم انتميت وانتمى كل قوم المسلمين وبك اهتدي في ارتضاء يا امام المرسلين ، اذكر الحبيب المصطفى كل وقت وحين.
ولتأكيد معنى الارتباط العميق والعتيق بين اليمنيين ورسولنا الكريم، تختصر لنا كلمات اوبريت «نبراس الهدى» ذلك الارتباط حيث يقول في مطلعه :
في يومك تفرح اليمن ويشرق بالهدى الوطن
ورايتك التي ارتفعت تقبلها هنا المدن
يحبك كل جندي مضى وبكفه الكفن
يحبك كل مجروح ومن عاشوا ومن دفنوا
تحبك كل أرملة عليها كم جنى الزمن،
يحبك طفل حارتنا وآبائي بها عجلوا
يحبك كل اسرانا ومن فقدوا ومن سجنوا
يمانيون ما ضعفوا ولا انكسروا ولا جبنوا
ولا وهنت عزائمنا إذا أعداؤنا وهنوا.