يبلغ تعدادها ( 600) مليون من إجمالي الحركة السياحية العالمية :
اهتمت أوروبا بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن في وقت مبكر وتمكنت الشبكة الأوروبية للسياحة المتاحة للجميع من فرض الاتجاه نحو تهيئة البنى الأساسية السياحية لاستقبال هذه الشرائح الإنسانية وتوفير احتياجاتها من الخدمات وتسهيل حركتها واستخدامها لكافة الوسائل المتاحة للانتقال والترفيه والوصول بسهولة ويسر إلى كافة المعالم التاريخية والمواقع الأثرية والترفيهية والمتاحف والمزارات التراثية والثقافية الأخرى لمنح هذه الفئة حقها الطبيعي في قضاء الإجازة وأيام الراحة بشكل اعتيادي مع الاستفادة من الخدمات السياحية، فالسياحة الميسرة نمط من أنماط السياحة تتعدد فيه الاحتياجات التي هي عبارة عن سلسلة مترابطة من الخدمات لا تقبل الانفصال والتمييز أو الإهمال وعدم الاكتراث وبشكل خاص كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى فرط الحساسية والقلب والإعاقة الدائمة والمؤقتة والذين يحتاجون إلى الالتزام بحمية غذائية معينة ومستوى من الخدمات في الإقامة والحركة..
إن السياحة الميسرة أصبحت تشكل أهمية كبرى نتيجة للأعداد المتزايدة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في السوق السياحية الدولية لذلك تعمل المقاصد السياحية الدولية على جذبها واستقطاب الاستثمار السياحي لتوفير احتياجاتها وتهيئة الأجواء المناسبة لها ابتداء من المطار عند الوصول وحتى المغادرة لتمكينها من استغلال زيارتها والاستفادة من أوقات برنامج رحلتها فيما يحقق الغاية من الزيارة وهنا لا تتخذ العلاقة جانب الرأفة والشفقة في تقديم الخدمة بل تأخذ الشكل الطبيعي في أدائها وبالتساوي مع الأشخاص الآخرين بحيث يجنب من الشعور بأنه يعامل على أساس من الشفقة بل بصفته سائحا له حقوقه التي يجب تقديمها له بمسؤولية مقابل أدائه لقيمة البرنامج السياحي، فالعلاقة تصبح عملا تجاريا واستثماريا وفي ظل الاهتمام الأوروبي بالسياحة الميسرة للجميع وأهمية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سياحيا كانت المبادرة الأردنية في التنسيق والترتيب والتعاون مع الشبكة الأوروبية للسياحية الميسرة للجميع لعقد الملتقى العربي الأوروبي الأول للسياحة الميسرة للجميع والذي عقد في العام 2013م وسعى لعقده الأوروبيون منذ سنوات عبر الشبكة الأوروبية التي أنشئت عام 2006م في بلجيكا بعدد أعضاء 9 ليصبح عدد أعضائها حاليا 50 دولة وهي تجد في مسيرتها ليكون لها مركز إقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
تحركات عربية لجذب هذه السياحة
وعقد اللقاء في مدينة العقبة المدينة السياحية الاقتصادية بدلا عن البحر الميت وهو اختيار موفق لما تتميز به هذه المدينة من حركة إنشاء مشاريع سياحية وعقارية وصناعية وتمكن للأردن من تطبيق المعايير والشروط المطلوبة توفرها في جميع المنشآت السياحية والترفيه وفي الأسواق والمواقع الأثرية والبيئية والثقافية والتراثية وفي وسائل المواصلات وليكون بمقدور هذه المدينة المتكاملة استيعاب كبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى ذوي الإعاقة المؤقتة ومن يحتاجون إلى نظام غذائي معين.
ويعرف الدكتور عبدالصاحب الشاكري السياحة المتاحة للجميع بأنها السياحة الإنسانية التي تهتم ببساطة بمجموعة الخدمات والتسهيلات التي بمقدورها أن تمكن الشخص ذا الاحتياجات الخاصة من التمتع بعطلته والوقت الذي يخصصه للترفيه عن نفسه من دون مشاكل وقد يكون الأشخاص ذوو الاحتياجات هؤلاء من المسنين أو من ذوي الإعاقة الدائمة والمؤقتة نتيجة كسر أو عملية مثلاٍ أو ممن يحتاجون لحمية غذائية معينة أو ممن لديهم فرط حساسية ويحتاجون لتسهيلات ومستوى معين من الراحة أثناء تنقلهم، ويشير إلى أهمية التركيز على سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر من غيرهم لحاجتهم الماسة إلى الترفيه وينبغي مساعدتهم ودعمهم للتغلب على التحديات التي تواجههم وكونهم يشكلون قاعدة عريضة من السياحة حيث يقدر عددهم بحوالي ستمائة مليون شخص حول العالم يضاف إليهم من يهتم بهم من أهل وأصدقاء.
محرك رئيسي
فالسياحة الميسرة أحد المحركات الرئيسية للسوق السياحية ومن هنا تدرك أهمية الملتقى في التعريف بالسوق السياحية الميسرة وتعزيز التبادل المعرفي والخبرات في هذا الجانب للدفع نحو الاهتمام بهذا النمط لما يحقق من غايات اقتصادية واجتماعية وثقافية وكنشاط يعتمد على كثافة العمالة التي تولد فرص العمل إلى جانب التوجه نحو دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات في المجتمع وفي إطار الخدمات السياحية والفندقية وتوفير البيئة المناسبة من خلال إعادة التأهيل للمنشآت والاعتماد على التخطيط والتشريع الدائم والحامي لحقوق السياحة والاستثمار على السواء مع التوجه نحو استغلال وتقديم المنتج المتميز والتعامل مع الملتقى كوسيلة للتعليم وتعزيز المسؤولية المشتركة ودعم شواطئ العقبة والبحر الأحمر في إطار من التكامل العربي ومؤشر لاستخلاص ومعايير وشروط نجاح السياحة الميسرة للجميع ابتداءً بتحديد احتياجات الأفراد في المنشآت السياحية والفندقية وتوفير البيئة المناسبة كالتزام أساس لجذب كبار السن وذوي الاحتياجات كما شكل الملتقى دعوة للاهتمام بالتسويق والتدريب وتسويقاً للوظائف والخدمات وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والتأكيد على الالتزام بالشروط الواجبة لكيفية تقديم الخدمة لهذه الفئة أنها عملية تعلم وكسب خبرة واطلاع على تجارب متنوعة ومهارات وأفكار ترحل وتنقل إلى جميع أنحاء العالم.