” للفساد كن مكافحاً لا مدافعاً “

عبدالله الدومري العامري

أستغرب من البعض عندما يقولون بأن قائمة الـ 74 فاسداً التي قدمها الجهاز المركزي للرئيس المشاط قائمة هزيلة وأنها لم تضم كبار الفاسدين وإن قائمة الـ 74 احتوت على مدراء عموم وموظفين ومتحصلين وغيرهم مع انه لم يتم الإعلان عن أسماء الـ74 فاسداً حتى الآن ، ولكن لا أدري ما مشكلتهم مع ذلك , هل أنتم تريدون محاسبة الفساد والفاسدين أم ان محاربة الفساد لديكم هي انتقام من مسؤول ما ؟
الفاسد يبقى فاسدا سواء كان أكبر مسؤول في الدولة أم أصغر موظف في الدولة ويجب محاسبته على جرائم فساده .
لا أبرر لهم ولكن لم يعد مسؤولو الدولة الكبار من وزراء وغيرهم يقومون بارتكاب جرائم الفساد ونهب المال العام بأيديهم كما كان في السابق !، بل إنهم يدفعون من هم أصغر منهم ليفسدوا وينهبوا بالنيابة عنهم مقابل إعطائهم القليل مما نهبوه ، أما هم فيقومون بتمرير الفساد ولن يكون عقابهم كعقاب من أفسدوا ونهبوا ، هذا بحسب ما أعتقد ، ولنفترض مثلاً بأن القائمة لم تضم موظفين صغاراً ومتحصلين وغيرهم !، هل يعني ذلك أن نتغاضى عنهم ؟ فهؤلاء الذين تعتبرونهم صغاراً قاموا بارتكاب جرائم الفساد ونهب المال العام وقد بلغ حجم ما نهبوه ملايين الريالات والمليارات , هؤلاء هم كبدوا خزينة الدولة خسائر كبيرة بفعل فسادهم ونهبهم للمال العام هؤلاء هم سبب في زيادة معاناتكم وجوعكم .
ما يهمنا اليوم هو محاسبة الفاسدين أياً كانوا وزراء أم موظفين ، فالفساد يا سادتي الكرام ليس شخصاً أو مجموعة أو فئة أو حزباً !، الفساد هو سرطان متجذر ومنتشر, هو ثقافة ترسبت في عقولنا وقد أستطاع الشرفاء أن يواجهوا هذه الثقافة بخلق وعي مجتمعي ينبذ الفساد ويتحدث عنه ، واستطاع المواطن أن يتخلص من حاجز الخوف وأصبح يتحدث عن فساد جهة ما أو فساد مسؤول ما وهذا يشكل رادعاً للفاسدين ، وتبقى بعض القوانين والتشريعات هي من تعرقل محاسبة الفاسدين وضعف الأجهزة القضائية وتنصلها عن القيام بدورها مشجعاً لارتكاب جرائم الفساد.

قد يعجبك ايضا