*مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض والأوبئة الدكتور محمد عدلان لـ”الثورة” :
* النظرة المجتمعية القاصرة لمرضى الإيدز عائق أمام مكافحته
* لابد من تضافر الإعلام والأمن والعدل والصحة في التوعية بمخاطر الإيدز
الثورة/ أسماء البزاز
البروفيسور محمد عز الدين عدلان. ـ مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز مسؤول عن 23 برنامجا وبائيا وأمراض بما فيها الملاريا ،البلهارسيا، الكوليرا الدفتيريا ،الإيدز والسل ومشرف على المختبرات المركزية وصحة المختبرات الصحية في كل المحافظات اليمنية حاصل على الزمالة الأمريكية والبريطانية والكندية والقطرية في علم الأمراض .. تحدث لـ”الثورة” عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض الإيدز والحد من انتشاره خاصة في ظل هذه الظروف الراهنة والدور المجتمعي المطلوب لإنجاح الاستراتيجية سياسيا وصحيا وأمنيا وعدليا .. نتابع:
دكتور هل لك أن توضح لنا ما هي الاستراتيجية الوطنية الجديدة في مكافحة مرض الإيدز في اليمن؟
– أولا الاستراتيجية السابقة في الجمهورية اليمنية لمكافحة مرض الإيدز لم تكن متكاملة وبشكلها الصحيح بالرغم من أن مكافحة مرض الإيدز تعنى بها مختلف الجهات الأمنية والسياسية والدينية والصحية والمجتمعية متعددة الأطراف والعلاقات وهنا كان لا بد من وضع استراتيجية تشارك فيها كل الأطراف الحكومية حسب القانون 30 لسنة 2009م تكفل للمريض حقوقه وكذلك تكفل للمجتمع القيم والأخلاق التي تحافظ على الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد الفضيلة في المجتمع.
هل لديكم إحصائية بعدد المرضى المصابين بفيروس الإيدز في اليمن؟
– يوجد حتى نهاية 2017م حوالي 5400 مريض لكن هناك في الحقيقة ما يقرب من 35 ألف مصاب بالإيدز لم يعلن ويتأكد منها.
وهل تقومون بإجراء فحوصات كاملة لأسرة المريض في حال تم الكشف عن إصابة أحد أفرادها؟
– نعم سواء أكان المصاب الأب أو الأم نقوم بفحص الأسرة جميعها لضمان سلامتها والتأكد من صحتها وخلوها من هذا الفيروس.
بالمقابل دكتور ما أهم الاستراتيجيات التي تؤمنون بنجاحها في مكافحة مرض الإيدز في اليمن؟
– هناك عدة استراتيجيات منها الأمنية والإعلامية والمجتمعية والطبية. كلها تسهم في عملية الفحص والتوعية والوقاية والعمل على التثقيف الشامل للمجتمع بمخاطر هذا المرض وكيفية انتقاله والوقاية منه وكذلك عملية إيصال الخدمة لهذا المريض.
الجانب الأمني دكتور أين يكمن دوره في مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض؟
– يكمن في المتابعة والرقابة على البؤر المشبوهة والمستهدفة والصانعة لهذا المرض مع تضافر الجهود الأخرى في الحد من انتشار المرض وعلى رأسها وزارتا الإعلام والصحة.
خطباء المساجد هل ترون أنهم يقومون بواجبهم في الوعظ والتحذير بغية الحد ومكافحة هذا الفيروس من الانتشار في المجتمع؟
– لاشك إن خطباء المساجد يلعبون دورا محوريا في مكافحة هذا المرض وقد قدموا ويقدمون جهودا جبارة في التعاون معنا في عملية التوعية الدينية وعلى رأسهم نائب رئيس رابطة علماء اليمن السيد عبدالمجيد الحوثي والمشاركة في وضع استراتيجية وطنية لمكافحته.
وفي ظل الظروف التي يعيشها الوطن اليوم من عدوان وحصار والنظرة المجتمعية القاصرة حول مريض الإيدز هل يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية والتعاون المجتمعي في تنفيذها؟
– بلا شك هناك تعاون كبير من الدولة أولا ومن قبل 30 جهة حكومية والمجتمع صار اليوم أكثر وعيا ونضوجا عما قبل وما ينقصنا هو مأمونية بنك الدم ولهذا نحن نطالب الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها الهيئة الوطنية ووزارة الداخلية بتحقيق مأمونية بنك الدم وتوفر المختبرات والفحوصات.
ما أبرز التوصيات الحكومية في مكافحة مرض الإيدز ؟
– أبرز التوصيات هي تشكيل غرفة عمليات مشتركة من عدة جهات هي الأمن القومي الأمن السياسي القضاء ومجلس النواب ووزارتا الصحة والمغتربين تقوم بتعديل القانون 30 ـ2009 للحفاظ على حقوق المجتمع وحقوق المريض.
ولهذا ننصح الناس بالالتزام بتعاليم الدين الإسلامي والابتعاد عن العلاقات المحرمة ولا بد من جهود كبيرة من الجهات المانحة خاصة من قبل وزارة الصحة في مأمونية بنك الدم ووسائل نقل الدم.
كلمة أخيرة لكم دكتور؟
– إن الهدف العام من تطوير اللائحة الوطنية لاستراتيجية مكافحة الايدز المعدلة في عام 2009م من شهر أغسطس بمجلس النواب هو نتيجة الانتشار السريع لهذا المرض خاصة في ظل ما تشهده البلاد من عدوان وحاجة المتضررين والجرحى لنقل الدم بصورة يومية .وهنا نكرر ضرورة وأهمية سلامة بنوك الدم من هذه الفيروسات القاتلة وضرورة وجود استراتيجية وطنية لحماية المرضى خاصة وحماية المجتمع بشكل عام من هذا المرض الخطير و بشقيه الجسدي والأخلاقي وتحمل المسؤولية الكاملة في الحد من انتشار هذا المرض من قبل المعنيين. وندعو لتعاون مختلف الجهات الصحية والأمنية والحقوقية والعدلية في التوعية المجتمعية ومكافحة طرق ووسائل انتشاره بالإضافة إلى أهمية تفعيل دور الوحدات الصحية في مختلف المحافظات لفحص اللاجئين والمهاجرين وضرورة توفير محاليل خاصة لنزلاء لسجون للتأكد من سلامة السجناء و خلوهم من هذا الفيروس القاتل ومن مختلف الأمراض المعدية.
تصوير/ فؤاد الحراري