-والعدو في ذروة الغطرسة والجبروت والطغيان والجرائم المروعة التي يقترفها بقطاع غزة وبينما يواصل عربدته ويقتل ويهاجم من يشاء فوق أجواء لبنان وفي الأراضي اللبنانية، يظهر من بين العرب بل ومن الفلسطينيين واللبنانيين أنفسهم من يتحمس أكثر من العدو نفسه لفكرة نزع سلاح المقاومة.
-يغلفون هذه الخيانة الصارخة بعناوين وشعارات براقة جوفاء لا تنطلي على أحد غير عقولهم المريضة ونواياهم الأكثر سقما واعوجاجا.
-اليوم يطالبون غزة التي تُذبح من الوريد إلى الوريد ويُقتل شعبها بالنار والجوع والعطش أن يلقي مجاهدوها السلاح ويمضون صاغرين إلى أقدام نتنياهو وبن غفير ليتم ذبحهم مثل النعاج.. وليت العدو ينظر إلى هذه الخدمات المجانية التي يقدمها بعض أبناء جلدتنا بعين الاحترام، بل يزدريها ويستخف بأصحابها ولولا بأس حاملي السلاح وخشيته من بسالة وتصدي أبطال المقاومة لباشر في سلخهم سلخ الدواجن وساق جيشه لاحتلال أراضيهم والعبث في بلدانهم كما يحلو له.
-في لبنان حيث حزب الله وصدى صولات وجولات أبطال المقاومة وذكريات الراحل الكبير حسن نصر الله أقرت حكومة بيروت ما ورد في ورقة المبعوث الأمريكي الصهيوني توم براك القاضية بنزع سلاح حزب الله في الوقت الذي كان فيه سلاح الجو الإسرائيلي يشن غارات وحشية على مناطق واسعة في البلاد ويقتل المزيد من أبناء لبنان الشقيق دون تمييز بين مقاتل أو مدني أو امرأة أو طفل وهو الذي لم يلتزم يوما واحدا بما تم الاتفاق عليه وواصل اعتداءاته بلا هوادة ولم يتوقف حتى صوريا أو مجاملة لمن يتبنون هذا التوجه ولو من باب دعم واسناد مواقفهم الغريبة.
-في فلسطين لا يختلف الأمر كثيرا فهذا، المشروع الخبيث يُغلف بأكذوبة” الدولتين” ويتصدر العرب المخطط بقوة من خلال حشد العالم خلفه والهدف ليس إقامة الدولة كما يوحي عنوانه العريض، بل نزع سلاح حماس والجهاد وكل من يفكر في التصدي لغطرسة الاحتلال من فصائل المقاومة، ومع ذلك لا يبدي العدو أي مرونة مع هذه المساعي الصورية ويقابلها بكثير من التشدد والتوسع في احتلال الأرض الفلسطينية وخصوصا في الضفة حيث لا سلاح ولا مقاومة تردعه عن مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات وبسط سيطرته على مناطق ما تسمى السلطة الفلسطينية التي لم ترق للعدو حتى وإن تحولت إلى جهاز أمني وضيع يعمل لخدمته في ملاحقة رجال المقاومة وقتل واعتقال كل من يحاول مواجهة المحتل.
-غزة وحدها تظل بشعبها ومجاهديها شوكة لا تلين في حلق العدو ومصدرا لرعبه وهوانه ولن يجرؤ على احتلالها أو زج جنوده إلى مستنقعها وإن أقر نتنياهو وحكومته الإرهابية غير ذلك ولو تظاهراً بالمقدرة على تنفيذ قرار إعادة الاحتلال.
-يعلم العدو أن نزع سلاح المقاومة ليس خطوة تقنية وإنما إجراء استراتيجي لاقتلاع الجذر الذي يُغذي فكرة التحرر ويعيد صياغة خريطة القوة لصالحه ويمنحه بالسلم ما عجز عن تحقيقه بالحرب لذلك يجند له كل أدواته وأذنابه من أجل تحقيقه.
-تبقى غزة وأبطالها الميامين رغم التضحيات الجليلة التي يقدمها أبناؤها المؤمنون حارسا أمينا للمشروع التحرري الذي يجعلها خارج سياق الإذعان الإقليمي، وهذا ما يخيف الاحتلال ويدفعه بجنون لتأليب القريب والبعيد على سلاح المقاومة ولن يحصدوا جميعا في مساعيهم تلك غير الخيبات والخسران المبين.