بالمختصر المفيد.. ثورة أكتوبر والمحتل الجديد وأذنابه
عبدالفتاح علي البنوس
صبيحة الاحتفال بالذكرى الـ55لثورة الـ14 من أكتوبر يتساءل الكثير من اليمنيين الرافضين لمشاريع الغزو والاحتلال ،: كيف سيحتفل اليمنيون بهذه الذكرى في ظل وقوع أجزاء كبيرة من البلاد تحت الغزو والاحتلال الإماراتي والسعودي في ذات المناطق التي تحررت من الاحتلال البريطاني وفي ظل الأوضاع المضطربة التي أشعلت انتفاضة وصحوة جنوبية يسعى الاحتلال وأذنابه في الجنوب لإخمادها .
ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه العميل عيدروس الزبيدي سبق له وأن دعا أنصاره في بيان صادر عنه إلى الاحتشاد الجماهيري صباح اليوم بساحة العروض بخور مكسر للاحتفال بالذكرى الـ 55 للثورة ، ولكنه سرعان ما أعلن سحب دعوته وأبلغ أنصاره بإلغاء الفعالية الاحتفالية نزولا عند رغبة الحاكم بأمره الإماراتي ، والذي طلب من الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سرعة مغادرة مدينة عدن والخروج منها صوب الإمارات وذلك من أجل تهيئة الأجواء أمام عودة الدنبوع وحكومته الفندقية إلى مدينة عدن وذلك حسب طلب الأخير والذي يرى في المجلس الانتقالي مصدر تهديد له ولحكومته ، والتي سبق له وأن قاد احتجاجات شعبية أفضت إلى مغادرة هادي وحكومته قصر المعاشيق بالتواهي صوب عاصمة العدوان الرياض وتمكن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا من السيطرة الأمنية على عدن مستقويا بقوات الحزام الأمني التابعة له والتي باتت تمثل الذراع العسكري للمحتل الإماراتي فيها .
أحرار الجنوب خرجوا في مسيرات احتفائية كرنفالية بالعيد الـ55لثورة الـ14من أكتوبر وأكدوا بأن ثورة أكتوبر ، ثورة كل اليمنيين ، ولا يمتلك أي مكون حق إلغاء أو مصادرة الاحتفال بها ، مؤكدين على أن الاحتفال بذكرى الثورة ضرورة وطنية ملحة وخصوصا في ظل تعرض المحافظات الجنوبية للاحتلال الإماراتي والسعودي ، وسعي المحتلون الجدد لإحكام السيطرة على كافة ثروات ومقدرات البلاد والسيطرة المطلقة على منافذها الإستراتيجية وتوظيفها لخدمة مصالحها وأهدافها ومشاريعها التوسعية والاستغلالية وخصوصا في محافظة المهرة ذات الثروة النفطية الهائلة المخزونة في باطن الأرض ، والمنافذ الحدودية البرية مع سلطنة عمان وغيرها من المقومات السياحية والاستثمارية ، وفي محافظة حضرموت الغنية بالنفط والتي تمتلك ميناء الضبة النفطي علاوة على الثروة السمكية الهائلة التي تتمتع بها المحافظة والتي تمتلك فيها العديد من المصائد السمكية ، وفي عدن المطار والميناء والموقع الإستراتيجي ، وفي شبوة مشروع بلحاف للغاز الطبيعي المسال ، كل هذه المقومات هي من دفعت ببعران الإمارات والسعودية للتسابق على احتلالها ، ويأتي اليوم من لا يريد أن يحتفل بذكرى ثورة الـ 14من أكتوبر ؟!
بالمختصر المفيد، ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الـ55 محطة هامة يجب أن تستغل وتستثمر لإشعال ثورة جديدة تقتلع المحتل الإماراتي والسعودي من الجذور ، وتجبرهم على الرحيل من أرضنا مع أذنابهم من الخونة العملاء ليتطهر الوطن من دنسهم ، لا بد من صحوة تتوج بثورة عارمة توقف المحتل الغازي عند حده وتعرفه بحجمه ومكانته ، ثورة تحررية تأديبية للغزاة والمحتلين الجدد الذي يستحي المرء عند ذكرهم ، فمن كان يتخيل أن تقدم دويلة بحجم الإمارات على احتلال محافظات يمنية ، ولكن ومهما حصل فإن نهاية هؤلاء الأقزام باتت قريبة جدا وسيدفعون ثمن حماقتهم غاليا ، وسنحتفل بالنصر على أشباه الرجال عما قريب بإذن الله وتوفيقه .
الرحمة والخلود للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الخلاص والحرية للأسرى والمفقودين ، والنصر والتمكين لأبطال جيشنا ولجاننا ، والخزي والعار والذل والمهانة والهزيمة للغزاة والمحتلين ومرتزقتهم وأذنابهم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .