14 أكتوبر ذكرى نستمد منها الصمود
نبيهة محضور
من يقرأ تاريخ اليمن يعرف مدى عنفوان هذا الشعب وعزيمته ، فمهما بدا ضعيفا متهالكا فإن مارد الحرية ينتفض من بين جوانحه .
وما 26 سبتمبر و14 أكتوبر إلا نموذجاً لإرادة هذا الشعب وهذه الأرض التي لا تقبل المغتصبين ولا الخونة, ففي مثل هذا اليوم وفي الوقت الذي كان العالم يشهد فيه تفكك وسقوط أكبر نظام سياسي عالمي و كانت الدول العربية تشهد أكبر انتكاسة في مواجهتها لإسرائيل كان اليمانيون يصنعون ملحمة انتصار على المستعمر البريطاني الذي جثم على أرضهم عقوداً طائلة لتنطلق شرارة الثورة المجيدة من جبال ردفان حمما من الغضب بعد عام واحد من ثورة أشعلتها صنعاء معلنة انتهاء عصر الخنوع والمذلة ، فجاء الرابع عشر من أكتوبر ليتوج هذه المسيرة النضالية بإحداث أكبر قوة استعمارية ، لتخرج مدحورة تجر أذيال الخيبة على أيدي ثوار تملكهم الوطن وسكنتهم الإرادة فحملوا مشاعل الحرية وصنعوا بإرادتهم مستقبلا جديداً لليمن استعاد تاريخها وحضارتها .
اليوم ونحن نستعيد هذه الذكرى المجيدة نشعر بالفخر والاعتزاز بتلك الهامات الوطنية التي حملت مشروع وطن وقدمت دماءها لأجله، هذه الذكرى المجيدة نستمد منها الصمود لمواجهة أكبر عملية تآمر عربي إقليمي دولي شهدها هذا القرن استهدفت اليمن أرضا وإنسانا وأعادته حقبا للوراء في مشروع إقليمي دولي يخدم أمريكا وإسرائيل ينفذ بأيادي قيادات عربية انسلخت من عروبتها وسعت للتطبيع مع إسرائيل.
مشروع يستهدف السيطرة على الملاحة البحرية للسيطرة على باب المندب وموانئ وثروات اليمن وأهمها البترول .
ولم يكن ليتحقق ذلك لولا خيانة الوطن والارتهان للخارج ، فاستبيحت أرضه ودمرت بنيته التحتية والاقتصادية في محاولة لإخضاع شعب لا يخضع إلا للواحد القهار .
فهل أدرك أصحاب المشاريع الاستعمارية بعد أربع سنوات من الحرب والحصار والتجويع أنهم فشلوا في أهدافهم وظهرت حقيقتهم وان هذه الأرض لا تقبل المغتصب أيا كان ؟