عاشوراء ثورة التغيير عبر الزمان
زيد البعوة
ثورة الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم في كربلاء أطراف العراق هي الثورة الوحيدة المستمرة التي لم تتوقف لأنها امتداد لثورة الأنبياء والرسل عبر التاريخ, ثورتهم ضد الظلم والظلام والفساد والجهل هذه الثورة هي الثورة التي بقيت أهدافها متجذرة في نفوس أهل الحق عبر التاريخ وعلى مر الزمان لكنها بقيت لأنها عبارة عن مبادئ وقيم وأخلاق ثورة تحرير من العبودية للإنسان الى العبودية لرب الإنسان.
ثورة الإمام الحسين ليست ثورة طائفية ولا حزبية ولا سياسية ولا من اجل السلطة كما يصورها البعض ثورة الإمام الحسين هي ثورة تصحيح وثورة تحرير وثورة تغيير حتى لا يحكمنا الطاغوت باسم الإسلام لأن الجميع يعلم ان بني أمية استغلوا سيطرتهم على السلطة في بلاد الشام واتجهوا الى التحريف والتزييف ولبس الحق بالباطل وتدجين الأمة من اجل البقاء في السلطة والتحكم في شؤون الناس واستغلالهم بما يتوافق مع أهداف ومصالح بني أمية الا ان الإمام الحسين خرج شاهراً كلام الله ومبادئ الإسلام قبل ان يشهر سيفه في مواجهة الظلم والجهل والطاغوت فرسم بدمه ثورة للتغيير ستبقى الى يوم الدين.
ولأن ثورة الإمام الحسين ليست مؤطرة لا بزمان ولا بمكان فهي امتدت عبر التاريخ إلى يومنا هذا وانبثق عنها الكثير من الثورات في مواجهة الطواغيت والمستكبرين على سبيل المثال الثورة اليمنية اليوم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الذي يسعى إلى استعباد الشعب اليمني ومسخ هويته وفرض الوصاية عليه ونهب ثرواته ويمارس بحقه أبشع الجرائم بدون وجه حق الا ان هذا الشعب لم يرضخ بل انطلق وفق الأهداف والمبادئ التي ثار من اجلها الحسين في وجه يزيد.
واليوم بعد مئات السنين في ذكرى كربلاء الحسين وفي ذكرى ثورة الشعب اليمني ثورة الـ 21 من سبتمبر التقت الأهداف وامتزجت الدماء ولنا هنا ان نتساءل هل هي الصدفة؟ ام أنها مشيئة الله؟ عندما تحل ذكرى ثورتين الثانية هي امتداد للثورة الأولى ومبادئها وأهدافها هي نفس مبادئ وأهداف ثورة الحسين لهذا نستطيع ان نقول أن علينا ان نأخذ العبر والدروس كشعب يمني في مواصلة مشوار ثورتنا على طريق الإمام الحسين.
وفي ذكرى كربلاء وذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر يجدد الشعب اليمني العهد والوعد والولاء للإمام الحسين على المضي قدماً وعلى مواصلة الثورة التحررية في مواجهة العدوان مهما كانت التحديات ومهما كانت الظروف ومهما كان حجم التضحيات مؤكدين العزم الصلب الذي لا يلين على ضرورة صناعة التغيير الذي سعى له الحسين والذي يسعى لتحقيقه الشعب اليمني الصامد في مواجهة طغيان العدوان.