الثورة :/
جدد أمين عام حزب الله ، السيد حسن نصر الله ، وقوفه إلى جانب الشعب اليمني في مواجهته للعدوان الخارجي الظالم الذي يتعرض له منذ قرابة أربعة أعوام . ووصف نصرالله ما يتعرض له الشعب اليمني بأنه كربلاء العصر بكل ما تجسده واقعة كربلاء من معان . داعيا العرب والمسلمين وأحرار العالم إلى الخروج عن صمتهم ، لان صمتهم وسكوتهم يشجع العدوان الإجرامي على مواصلة مجازره وتوحشه بحق الأطفال والنساء والمدنيين اليمنيين .
وقال نصر الله في كلمته بذكرى عاشوراء ” : نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم المعذب المقاوم والمجاهد، والذي يعيش في كل يوم منذ ما يقارب الأربع سنوات يعيش في كل يوم وعلى مدى الساعات كربلاء متواصلة، كربلاء العصر هي التي تجري الآن في اليمن بكل ما للكلمة من معنى، لأنك في معركة اليمن عند هذا الشعب المظلوم ستجد مظلومية كربلاء وغربة كربلاء وحصار كربلاء وعطش كربلاء وحصار العالم لكربلاء وتخلي الأمة عن كربلاء، وهذا هو الذي يجري اليوم في اليمن.” .
وأضاف نصرالله ” : المشهد الآخر من كربلاء الصلابة، والشهامة، والشجاعة، والبطولة، والصبر، والثبات، أيضاً تجده في اليمن، نحن في يوم الحسين عليه السلام نرى أنه من أوجب الواجبات على الشعوب العربية والإسلامية وعلى كل عربي ومسلم وعلى كل إنسان شريف وحر في هذا العالم أن يخرج عن صمته إزاء هذه المجزرة البشعة اليومية التي تنفذها قوى العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني، هذا الصمت يجب أن يُكسر وهذا السكوت يجب أن ينتهي، ويجب أن يتحرك كل العالم، وهذه المسؤولية مسؤولية إنسانية وأخلاقية ودينية واللهِ سيسأل الجميع عنها يوم القيامة، لأن هذا السكوت ولأن هذا الصمت يشجع هؤلاء المجرمين القتلة على مواصلة مجازرهم وعلى مواصلة توحشهم بحق الأطفال والنساء والمدنيين والبشر والحجر في هذا اليمن المظلوم وهذا اليمن العزيز والغريب.
كما جدد نصر الله التزامه بمناصرة قضية فلسطين وقضية القدس ، ووقوفه إلى جانب شعب البحرين المسلم وما يتعرض له من ظلم من قبل السلطة ودول الجوار محذرا مما تتعرض له هوية البحرين من تجريف بفعل التجنيس لمن لا ينتمي إلى حاضرها ولا إلى تأريخها ، وقال : ” التزامنا الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين وقضية القدس ووقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم والمضطهدون والمحاصر، والتزامنا بدعمه ومساندته والوقوف إلى جانبه من أجل الحصول على حقوقه المشروعة، وخصوصاً في مواجهة صفقة القرن الظالمة، ونحيي مسيرات العودة في غزة والأعمال البطولية في الضفة، وهذا الالتزام القاطع السياسي والشعبي لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع للإرادة الأمريكية ولصفقة القرن الظالمة.” .
كما أكد السيد حسن نصر الله على ضرورة الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في إيران والتي بعد أسابيع قليلة ستدخل إلى استحقاق كبير وخطير وهو بدء تنفيذ العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية في إيران. مذكرا بفضل إيران في الصراع العربي الإسرائيلي، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، وهي أول من لبى نداء الشعب العراقي عندما جاءت داعش لتجتاح كل المحافظات والمدن المقدسة في العراق . وأضاف : الجمهورية الإيرانية الإسلامية وقفت إلى جانب سورية عندما شنت الحرب الكونية عليها … وببركة دعمها المتواصل استطاعت المقاومة في لبنان أن تحرر الأرض في لبنان وأن تستعيد الأسرى في لبنان وأن توجد توازن الردع مع العدو الإسرائيلي في لبنان.” .
و في الموضوع الإسرائيلي، أكد نصر الله على ضرورة البقاء دائماً في دائرة الحذر وخصوصا بعد سقوط مشروعهم في المنطقة ، وقال ” : الإسرائيليون غاضبون، الإسرائيليون قلقون وغاضبون لأن مشروعهم في المنطقة سقط، الإسرائيليون علقوا آمالا كبيرة على ما كان يجري في سورية وعلى ما كان يجري في العراق، علقوا آمالا كبيرة في السابق على ما كان يجري في لبنان، ولكن كل هذه الأوهام ذهبت أدراج الرياح.” . وجدد تأكيده على أن إسرائيل ستتلقى ما لم تتوقعه في حالة قيامها بأي عدوان على لبنان .
وقال ” : الإسرائيليون يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى من أي زمن مضى، الإسرائيليون يعرفون أن هناك دولا جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وأن شعوباً كانت خارج دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي أصبحت اليوم داخل دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي وبقوة وبفعالية وبانسجام.” .
وأضاف نصر الله ” : الإسرائيلي غاضب والإسرائيلي قلق، ولذلك يجب أن نكون جميعاً على حذر، أنا لا أتحدث عن احتمالات هنا أو هناك، ولكن أعرف أن هذا العدو لا يجوز أن يطمئن له أحد ولا حتى أن نطمئن للتحليلات وإن كان هو – كما كنت أؤكد لكم دائماً – هو يتهيّب أي معركة في المنطقة وأي معركة خصوصاً مع لبنان وهو يعلم أن أي معركة أو حرب قد يشنها قد تكون لها تداعيات كبيرة جداً في المنطقة، هو يدرك جيداً أنه بات يملك أو باتت نقاط ضعفه مكشوفة ويعرف جيداً أيضاً نقاط القوة التي نمتلكها.” .
نعم أيها الإخوة والأخوات، نحن اليوم وصلنا إلى هذه النقطة الفعلية، النقطة المهمة والحساسة جداً وإننا بحق في موقع القوة وفي موقع الانتصار وفي موقع الردع وهذا كله أخذنا معنوياته وعزمه وإرادته وعنفوانه وحماسه من أحداث هذا اليوم قبل 1380 عاماً.