عام دراسي جديد في ظل عدوان وحصار
محمد صالح حاتم
للعام الرابع على التوالي وفي ظل استمرار الحرب والعدوان والحصار على اليمن من قبل تحالف الشر والارهاب العالمي. يتوجه ملايين الطلاب اليمنيين الى مدارسهم، ليرسموا ملامح المستقبل ويصنعون الغد المشرق، رغم الاوضاع المأساوية التي يعيشها ابناء الشعب اليمني العظيم، بسبب الحرب والعدوان الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ومنهم الآلاف من الطلاب وكانت آخر جرائمهم هي جريمة استهداف طلاب ضحيان، وكذا استهداف العدوان للبنية التحتية للبلد ومنها المدارس والتي دمر المئات بضربات طيران تحالف قرن الشيطان، في تحد واضح وانتهاك صارخ للقوانين والاعراف الدولية التي تحرم وتجرم استهداف المنشآت التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات ،والهدف من استهداف المنشآت التعليمية هو تجهيل الشعب اليمني، وتعطيل العملية التعليمية، وهذا دليل حقدهم على الشعب اليمني، الذي يسطر اروع الملاحم البطولية كل يوم ويصنع الانتصارات رغم الفارق بين ما يملكه العدو من عدة وعتاد وما حشد له من جيوش ومرتزقة، وبين ما يملكه جيشنا اليمني ولجانه الشعبية، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود وتضحيات ابناء الشعب اليمني وجيشه المغوار ولجانه الشعبية فقد مرغ انوف تحالف العدوان ومرتزقته في التراب.
واليوم ومع انطلاق مسيرة صنع المستقبل وتدشين العام الدراسي الجديد2019/2018م ،وفي ظل الاوضاع الكارثية والمأساوية التي تعيشها بلادنا اليمن الحبيب، وفي تحد كبير ومعركة لا تقل اهمية عن معركة الدفاع عن الارض والعرض والشرف، فنحن مطالبون جميعاً حكومة ومجتمعا بالتكاتف والتعاون لإنجاح العام الدراسي الجديد، والذي تواجهه عدة مشاكل ومعوقات ومنها المرتبات في ظل عجز الدولة عن توفيرها بسبب الحرب والحصار وانعدام الموارد ،وتوفير الكتاب المدرسي ،وتوفير اماكن بديلة عن المدارس التي دمرها العدوان، وغيرها من المعوقات والصعاب.
فالسؤال هنا عام دراسي جديد ماذا اعددنا له ؟
فالمشاكل ليست جديدة والمعوقات والصعاب ليست وليدة اللحظة حتى نتعذر أو نبرر ،فالعملية التعليمية ونجاحها مسؤولية الجميع وفي المقدمة الحكومة، وذلك تنفيذاً لوصية ومشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني )والكل يعرف ان بناء دولة المؤسسات، دولة النظام والقانون، ترتكز على بناء الإنسان والذي تكون بدايته من المدرسة بالتعليم ،فأي مجتمع لا ينهض ويتطور ويرتقي الى مصافي الدول المتقدمة إلا بالعلم، ولا تنهض الشعوب إلا بنهوض وتطور التعليم ،والذي يعد المعلم هو اساس العملية التعليمية وركيزتها، فمتى ما اصبح المعلم يحظى بالاهتمام والاحترام من قبل الدولة والمجتمع، واصبح المعلم ووضعه المعيشي من اولويات الحكومة، هنا نكون قد وضعنا اللبنة الأولى لمرحلة بناء ونهوض المجتمع ورقيه وتقدمه.
ولكن ونحن نعيش ظروف الحرب والعدوان والحصار وتردي الاوضاع الاقتصادية وارتفاع اسعار الدولار وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار المواد الغذائية، فعلى الحكومة ان تجد حلولا لمرتبات المعلمين وكذا كيفية توفير الكتاب المدرسي باعتبارهما اساس العملية التعليمية، وهنا نتساءل اين ذهب مشروع قانون انشاء صندوق التعليم الذي كانت قد وعدت به حكومة الانقاذ كحل لمعالجة مرتبات المعلمين، فهذا الصندوق له الأولوية عن بقية الصناديق كالنشء والشباب وصيانة الطرق وغيرها من الصناديق المستقلة ،باستثناء المعاقين والنظافة.
ونظرا للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن فلا داعٍ لإلزام الطلاب بارتداء الزي الجديد او تعيير الطلاب الذين يرتدون الزي القديم، أو مطالبتهم بشراء دفاتر معينة لكل ماده ولا نوعية الدفاتر، أو ان تكون دفاتر جميع الطلاب متحدة ومتساوية فكل طالب له ظروفه وله وضعه المعيشي.
وكما قلنا ان العملية التعليمية عملية تكاملية خاصة في ظروف كهذه فإن على المجتمع ان يكون مساعداً وداعماً لجهود الحكومة من خلال تقديم مبادرات مجتمعية تعاونية، وكذا رجال المال والاعمال تقع عليهم مسؤولية من خلال توفير مقاعد دراسية والتكفل بتقديم سلال غذائية للمعلمين، والتكفل بطباعة جزء من الكتاب المدرسي.
فأبناؤنا الطلاب أمانة ومستقبلهم مسؤوليتنا جميعا، وبالتالي علينا ان نعمل على انجاح العملية التعليمية وان تكون حملة العودة الى المدرسة هي مسؤوليتنا وان نبادر إلى تسجيل ابنائنا وانتظامهم في مدارسهم، وان نعمل على افشال مخططات العدو الذي يسعى الى تعطيل العملية الدراسية .
وعلى التعليم الاهلي والخاص تقع مسؤولية كبيرة، في انجاح العملية التعليمية وان لا يكون الكسب والربح هو هدفهم، فيجب عليهم مراعاة الأوضاع التي تعيشها البلاد وان يكون مساهماً، من خلال تخصيص مقاعد لأبناء الشهداء وتحسين اوضاع المدرسين الذين يدرسون في المدارس الخاصة ،وكذا عدم قبول المعلمين الذين يدرسون في المدارس الحكومية، وان يكون اعضاء هيئة التدريس من العاطلين عن العمل ،وكذا تخفيض الرسوم الدراسية، وان تكون هنالك رقابة على التعليم الاهلي والخاص .
وفي الأخير نقدم كل آيات الشكر ومعانى الود والاحترام للمعلم الصابر والصامد طيلة الثلاثة الاعوام الماضية الذي ثبت في مدرسته رغم قصف طيران العدو ،وانعدام المرتبات إلا انه اثبت شجاعته وصموده وتحديه للعدو ومخططاته، وهذا هو أملنا فيه اليوم وانه سيكون عاملاً مهماً من عوامل نجاح العملية التعليمية ،وأن يذهب الى مدرسته لأداء واجبه المقدس الذي تشرف بحمل هذه الرسالة، لأنه يعرف حجم المؤامرة التي يتعرض لها شعبه ووطنه، ويعلم ان هنالك الآلاف من الابطال في الجبهات يواجهون العدو ويقدمون ارواحهم ودماءهم دفاعا عن الوطن والارض والعرض والشرف، من اجل ان يعيش اليمن في عزة وكرامة وأمن واستقرار .
وعاش اليمن حراً ابياً والخزي والعار للخونة والعملاء.