أكد أن مشاركة الطيران الإسرائيلي ستحرف مسار الحرب لصالح قوات هادي وتعزز التحالف مع ملكيات الخليج
الثورة :
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” مقالا للكاتب صمويل رماني، انتقد فيه ما وصفه بـ ” لا مبالاة ” نتنياهو تجاه اليمن التي تمثل ـ بحسب الكاتب ـ تهديدا حيويا لأمن إسرائيل . ونقل الكاتب عن نتنياهو قوله : إن استراتيجية الضغط القصوى على إيران يجب أن تركز على طردها من جنوب سوريا، وتقوية التعاون بين إسرائيل ودول الخليج.
ويعلق رماني قائلا إنه “في الوقت الذي تعد فيه هذه وصفات متناسقة مع أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنها انحرفت عن خطاب مايك بومبيو في (هيرتج فاونديشن) في 21 أيار/ مايو، بإغفال الحديث عن دور إيران في اليمن، الذي يسهم في زعزعة الاستقرار”.
ويقول الكاتب إن الموقف اللامبالي من نتنياهو تجاه اليمن يهمش تهديدا حيويا لأمن إسرائيل، ويحرمها من فرصة تحول تحالف تكتيكي ضد إيران مع السعودية إلى تحالف حقيقي، مقترحا تدخلا عسكريا قليل الكلفة في اليمن.
ويرى رماني أن “اليمن، وإن ابتعد عن إسرائيل ألفي كيلومتر، إلا أن سيطرة الحوثيين على غرب اليمن تعد بمثابة تهديد للأمن الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن الأيديولوجية الحوثية معادية، وبشكل واضح، للسامية، حيث يظهر على علمهم شعار (الموت لإسرائيل، الموت لليهود)، واتهم الحوثيون بمحاولة إجبار اليهود اليمنيين على اعتناق الإسلام، والتحريض ضد المجتمع اليهودي في اليمن”.
ويشير الكاتب إلى أن “الدعاية الحوثية المعادية للسامية جذبت انتباه حزب الله، وتعهد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب ألقاه في نهاية آذار/ مارس، بالقتال إلى جانب حزب الله في حال اندلعت حرب بينه وإسرائيل، وأرسل الحوثيون وفدا في الفترة الماضية للقاء الأمين العام للحزب حسن نصرالله، …
ويجد رماني أن “ما يزيد من تهديد الحوثيين على إسرائيل هو تفوقهم في استخدام الصواريخ الباليستية التي استخدموها من نهاية عام 2017، فأطلقوا صواريخ (بركان – 2 أتش) على أهداف سعودية، مثل مطار الملك خالد في الرياض، وكشفت إيران في أيلول/ سبتمبر عن صاروخ باليستي مداه ألفا كيلومتر، وهي في مجال تحسين ترسانتها من السلاح الباليستي، ولو قدمت هذه التكنولوجيا للحوثيين لتحول غرب اليمن لنقطة إطلاق ضد إسرائيل”.
ويعتقد الكاتب أن “هذا التهديد يوفر المبرر الأوسع للجيش الإسرائيلي ليستهدف الحوثيين في اليمن، وظل نتنياهو غامضا حتى وقت قريب من ناحية التدخل الإسرائيلي في اليمن، وانتهى هذا الغموض في الأول من آب/ أغسطس، عندما قال إن إسرائيل ستنضم للتحالف الذي تقوده السعودية لو قامت إيران بإغلاق مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن”.
ويبين رماني أنه “حتى في ظل غياب هذه الخطوة الاستفزازية فإنه ينبغي على إسرائيل الانضمام للتحالف الذي تقوده السعودية، وتوفير الدعم اللوجيستي والجوي، خاصة أن هذا الدعم سيضعف الحوثيين، وسيقوي العلاقة مع ملكيات الخليج”.
ويستدرك الكاتب بأنه “رغم أن السعودية أنفقت 100 مليار دولار على الحرب في اليمن منذ عام 2015، إلا أن التحالف لم يحقق أي تقدم يذكر منذ سيطرته على ميناء عدن في تموز/ يوليو، وجذبت الحملة نقدا دوليا بسبب عدم دقة الطيارين السعوديين والإماراتيين، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 16 ألف مدني في السنوات الثلاث من الحرب”.
ويقول رماني إنه “نظرا لتحول الحرب إلى حرب استنزاف، فإن دخول الطيران الإسرائيلي قد يحرف مسار الحرب من الحوثيين لصالح قوات عبد ربه منصور هادي، فقدرة الطيران الإسرائيلي على تغيير مسار النزاع المستعصي برزت في أيار/ مايو، من خلال الغارات التي شنها ضد منشآت إيرانية في جنوب سوريا، التي أدت إلى تدمير معظم البنى الإيرانية قرب الحدود دون أي خسارة إسرائيلية”.
ويذهب رماني إلى القول إنه “رغم تعزيز الحوثيين من سيطرتهم في مناطق واسعة من اليمن بسبب حرب العصابات الفاعلة، إلا أن هجوما إسرائيليا قد يشل قدراتهم على شن هجمات صاروخية على الأراضي السعودية، وسيجبرهم على التنازل عن الميناء الحيوي على البحر الأحمر، الحديدة، ويمكن لإسرائيل استخدام تدخلها العسكري في اليمن محفزا لتحسين العلاقات مع السعودية وشريكها الرئيسي في الحرب، وهي الإمارات العربية المتحدة، وكذلك البحرين”.
ويرى الكاتب أن “التدخل الإسرائيلي لو نجح في اليمن فإن إسرائيل قد تقوم ببناء علاقات أمنية مع الرياض بشرط إقامة علاقات دبلوماسية، وإقناع السلطة الوطنية لمحمود عباس بالعودة لطاولة المفاوضات، وقد تكون تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وموافقته على شرعية إسرائيل، وإحباطه من المواقف الفلسطينية، قد تكون هدفا واقعيا لصناع السياسة الإسرائيلية”
ويختم رماني مقاله بالقول: “مع أن اليمن يظل أولوية غير مهمة لإسرائيل، إلا أن صناع السياسة فيها يجب عليهم التعامل مع التهديد الذي يمثله الحوثيون بجدية، وتوفير الدعم العسكري للتحالف السعودي، ولو كان التدخل الإسرائيلي ناجحا فإن التأثير الإيراني سيتلاشى من الجزيرة العربية، وسيصبح التعاون الإسرائيلي السعودي معلما دائما في المشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط ولسنوات قادمة”.