د. محمد النظاري
كل حكام العالم لا يدخلون هذا المجال الصعب إلا وهمهم الأول والأخير الوصول إلى أعلى درجات التحكيم والمتمثلة بالشارة الدولية التي تمكنهم من التواجد في المحافل الدولية وفي مقدمتها كأس العالم .
للأسف في بلادنا الوضع يختلف تماما ، فالحكم اليمني يجد نفسه في آخر اهتمامات المنظومة الكروية، مع أنها أحد أهم اعمدتها، وبدونه يستحيل إقامة أي مباراة .
كثير من الحكام المبدعين تركوا الساحة حتى دون أن يحصلوا على الشارة الدولية، نتيجة عوامل عديدة حتمت عليهم الابتعاد، ولعل عدم الإنصاف كان أبرز تلك العوامل.
هذا المجال كبقية المجالات فيه حيز للمحاباة وإن كان بنسبة ليست كبيرة، كون الميدان هو الحكم الرئيس الذي يبقي هذا ويرفض ذاك.
التحكيم اليمني يمر بمرحلة تشبيب كبيرة، وهو أمر ممتاز يصب في خدمة كرة القدم، وإن كام من سوء حظ هؤلاء الشباب انه فور إعطائهم الفرصة توقفت كل المسابقات الداخلية وضاقت نظيراتها الخارجية .
يبقى ما حققه الدولي المعتزل -ورئيس اللجنة العليا حاليا- الكابتن أحمد قائد، وسجل حضوراً طيباً خارجيا أبرز إنجازات التحكيم اليمني، ولعل أبرزها استباقيته لتطبيق تقنية الفيديو قبل الفيفا .
كما نجح أحمد سيف في إيجاد جيل جديد للتحكيم ، وساهم في التحاق عدد منهم بدورات ومباريات خارجية، إلا أن اليد الواحدة لا تصفق بمفردها.
على صعيد المحاضرين الآسيويين، استطاع الكابتن مختار صالح -الدولي المعتزل- أن ينقل التحكيم اليمني في هذا الجانب نقلة مهمة، وبفضل ذلك تواجد في العديد من الدورات وراقب العديد من المباريات، وكان لإتقانه اللغة الانجليزية دور كبير في ذلك، وحضوره الداخلي رائع، وآخره في دورة الحكام بإب الاسبوع الماضي.
الدكتور علي جوف -الدولي المعتزل وأحد المتخصصين في اللغة الإنجليزية بجامعة الحديدة – يسير بخطوات جيدة نحو تعزيز دور المحاضر اليمني خارجيا، وهذا يصب في خدمة الحكام، لكون تواجد أكثر من محاضر يرسم صورة مشرفة دوليا.
رغم توقف الدوري أقام جوف محاضرات توعوية في نادي الوحدة بأمانة العاصمة وعدد من الأندية، بهدف تعريف الحكام واللاعبين بآخر التعديلات التي طبقت بكأس العالم الأخيرة بروسيا 2018م، على أن تقام مثيلاتها في محافظات أخرى .. والبادرة ممتازة.
نجاح توسع قاعدة التحكيم اليمني وتشبيب تلك القاعدة، مرهون بانصاف الحكام، وليس أقلها من أخذ مجموعة من الحكام مع كل بعثة مسافرة للاحتكاك الخارجي في المعسكرات التدريبية، ولماذا لا يقام معسكر تدريبي للحكام في إحدى دور الجوار.
مظلومية الحكام تنتظر الإنصاف، وانصافهم كفيل بنقلة نوعية في مستوياتهم، كون التحفيز المادي والمعنوي مهما جدا في التطوير..وبدون ذلك سيبقى الحكام كمالة عدد ورقما هامشيا في منظومة كرة القدم اليمنية.