النجومية

عبدالجبار المعلمي

النجومية في كرة القدم تعد وسيلة من وسائل الإبداع والنجومية لها مقدمات وحسابات تتبلور جميعها في خانة الموهبة الكروية التي تشكل مرحلة النبوغ الكروي منذ الصغر وليس كما يعتقد البعض، فالموهبة هي منحة إلهية يمنحها المولى عز وجل لمن يشاء.
نعم بلادنا مليئة بالمواهب الكروية التي تزخر بها معظم محافظات بلادنا لكنها وللأسف لم تلاق أي اهتمام أو رعاية إلا من بعض الأندية التي كان لها سبق الريادة في استقطاب عدد كبير من هذه المواهب عبر أكثر من توجه جاد وهادف صبت ايجابيته في خانة نماء وتطور هذه الأندية ونخص بالذكر النجم الموهوب حسين الحبيشي نجم وحدة صنعاء الذي تمكن من إسعاد جماهير ناديه عبر العديد من السمفونيات على بساط الجدارة والاستحقاق ووفق معزوفات غنائية لها من الجماليات والألحان التهديفية الشيء الكثير، نجم عزفت أقدامه على مربعات المستطيل الأخضر ألحان الألق والتألق وفق منهجية علمية وشاملة أبعادها إمتاع وأهدافها إبهار تكاملت أحرفها كل صفات النجومية التي أمتاز بها على جميع زملائه اللاعبين ليتبوأ بموجبها مكانة رفيعة في تشكيلة الوحدة والمنتخبات الوطنية كلاعب أساسي ومؤثر خلال مشواره الكروي.
بفكره ونضجه لعب دوراً محورياً في عملية التوافق الذهني والبدني، لو استمر هذا النجم في الملاعب لكان له شأن على المستوى المحلي والعربي والدولي لكنه فضل التفرغ للدراسات العليا في المجال الهندسي فكان له ما أراد فنال البكالوريوس وأتبعه بالماجستير وواصل ألقه ونال الدكتوراه مع مرتبة الشرف، مذكرا جماهير ناديه بقدراته على خلق إبداعات أخرى في عالم الهندسة.
نجم أبدع في الملاعب وأبدع في عالم الهندسة وعصرها المتطور ورغم ابتعاده وتركه الملاعب في سن مبكر إلا أنه لازال عاشقا لساحرة الملايين جمعتني الصدفة بهذا المبدع في قاهرة المعز قبل انطلاق مباريات مونديال روسيا بأربعة أيام ظللنا سويا نتابع كأس العالم منذ مباراة الافتتاح حتى النهائي حيث قال لي عقب مباراة الافتتاح ببن روسيا والسعودية والتي انتهت بفوز روسيا بخماسية “المنتخبات العربية ما هي إلا تكملة عدد وستغادر الدور الأول بسهولة وقد ذكرتني مشاركتهم بأغنية الاخفش الأ جينا نحيكم ونسمر معاكم وأسعد الله مساكم يا جماعة.
سعدت كثيرا لتواجدي بجانبه وجهت إليه سؤالاً مضمونه: هل تتوقع خروج المنتخبات الكبيرة من دور الـ32 ودور الـ16 فرد سريعا نعم مونديال روسيا هو مونديال المفاجآت ستغادر أعرق المنتخبات وعلى أيدي منتخبات خبرتها وتاريخها الكروي قليل جداً، فكرة القدم لا تفرق بين منتخب قوي وضعيف، واسترسل حديثه بالقول نهائي كأس العالم لن يكون طرفه البرازيل أو ألمانيا أو الأرجنتين وسجل كلامي هذا وتذكره بعد نهائي الكأس فأربعة منتخبات أوروبية هي من سيكون لها شرف الوصول إلى دور الأربعة وهذه كانت توقعات الكابتن الدكتور المهندس حسين الحبيشي: ألم أقل لكم أنه موسوعة كروية تمتلك مخزونا علميا كبيراً.

قد يعجبك ايضا