الإمام علي.. فكر وسلوك

 

عمار محيي الدين

أنزل الله جل ثناؤه على عباده كتباً جعلها مصدر الهداية والنجاة بما تضمنته من تعاليم تبني أفكار العباد وتطوي قلوبهم بعقيدة سليمة ليحملوا مبادئ وقيماً ينطلقون من خلالها إلى ميدان الحياة العملي  ليحققوا خلافته في الأرض كما يريد سبحانه..
هذه الكتب عبارة عن مناهج نظرية عقدية تدفع بالإنسان إلى تنظيم حياته ومعاملاته وسلوكياته بقوانين تكسوها معاني المودة والرحمة وتدعو إلى التعاون على البر والتقوى والتعامل مع هذا الوجود تعاملاً يليق بالكرامة التي أكرمه الله بها بعيداً عن الفوضى والإجرام والإفساد وسفك الدماء..
وأرسل الله سبحانه أنبياءه ورسله إلى الناس ليمثلوا النموذج الأمثل والأكمل لما جاءت به الكتب ويكونوا شاهداً على إمكانية تطبيقها فيرى الناس تلك الكلمات النظرية واقعاً حياً أمام أعينهم لا مجرد أحبار تجمدت على وريقاتها.. وهذا ما أكده الإمام علي (ع) بقوله: (هَذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ لَا يَنْطِقُ بِلِسَانٍ وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ وَإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ)..
أثر العقيدة في السلوكيات
كلف الله عباده بالسير في هذه الحياة على نحو ما جاءت به الكتب والأنبياء، فكانوا أصنافاً في تعاملهم معها:
الصنف الأول: من عارض الكتب والأنبياء وكذّب بها ووقف أمامها فحاف عن منهج الهداية والنور فأعشى بصره وأظلم قلبه فانحرف سلوكه وعاث في الأرض فساداً وهؤلاء كفرعون وأمثاله {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص/4] وقال جل ثناؤه {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} [طه/71]
الصنف الثاني: من آمن بالكتب ولكنه جردها من محتواها وعطل فهمه وعقله ولم يغص في مكنونها ودقائق معانيها ففهمها فهماً سطحياً فأفسد عقيدته ففسدت أعماله وسلوكياته وهؤلاء كقوم موسى (ع)  {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}[الأعراف/138].
الصنف الثالث: من آمن بالكتب وعلم سرائرها لكنه انسلخ منها وأخلد روحه وعقله إلى الأرض عندما توقفت تلك المعاني في مسألة الفهم والدراية ولم ينقلها إلى سلوك وعمل بل اتّبع هواه فكان من الغاوين فهؤلاء كبلعام بن باعوراء وأمثاله {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ..} [الأعراف/176]
الصنف الرابع: من آمن بالكتب وعاش أسرارها وسبح في مكنونها فسَرت في دمائه وأعضائه حتى كانت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يُبصرُ به ، ويده التي يبطِشُ بها ، ورجله التي يمشي بها ، وهؤلاء كالأنبياء عليهم السلام والحواريين والأولياء والصالحين وأمثالهم..
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رأسهم حين قدم النموذج الأمثل في تطبيقه للكتاب الإلهي المهيمن على الكتب السابقة -القرآن- ونقله للمبادئ والتعاليم والقيم والأخلاقيات إلى واقع حي شاهده الناس بأمِّ أعينهم ، فأمرهم سبحانه بإتباعه والتأسي به وتيقن الناس أن التطبيق لما جاء في الكتب ممكن لا استحالة فيه..
الإمــــام علــي نمـــــوذج لهذه الأمــــة
على خطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تميز الإمام علي عليه السلام عن غيره عندما سما بنفسه بما جاء في القرآن فلامست روحه آفاق السماء وسبح عقله في ملكوت السموات والأرض فكان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواجذه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، كان في الناس كأحدهم يجيبهم إذا سألوه، وينبئهم إذا استنبأوه، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، حتى أخبر الله عنه بأنه نفس الرسول { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران/61]
وما كان ذاك إلا باتباع المعصوم صلى الله عليه وآله فهاهو الإمام علي يقول: (وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ)..
وبذلك يكون الإمام علي نموذجاً صاغته العناية الإلهية بأياد نبوية ليكون نوراً يُهتدى به في الظلمات ، ويُستضاء به من الشك والشبهات فهو مع الحق والحق معه ، وسلوكه البر وعمله الخير ، كيف لا ؟! وهو مع القرآن والقرآن معه ..
اليوم نعيش ذكرى يوم الولاية ونحن نعيش حرباً ضروساً ليس على اليمنيين فحسب بل على الإسلام بأكمله ، والأمة الإسلامية تعاني بأكملها من ويلات الحروب فهدمت بناها التحتية ونهبت ثرواتها وخيراتها وسيطر الكفار عليها وتسلط حكام الجور على أبنائها..
ولا نجد تفسيراً لما وصلت إليه الأمة سوى انحسار الإسلام عن المجتمع الإنساني وعدم تطبيقه على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ظل تخطيط وتحرك اليهود وأعداء الإسلام .. وقد انعكس هذا الانفصام بين أبناء الأمة وبين مبادئ الإسلام على الحياة الواقعية في صورة فشل  سياسي وتخلف اقتصادي و انحطاط اجتماعي مريع..
فالأمة تبحث اليوم عن الإمام علي (ع) في واقعها لمواجهة أكبر خطرين يواجهانها خطر اليهود وخطر الأعمال الداعشية القاعدية وأخواتهما.
اليهود والذين أشركوا أشد الناس عداوة للمؤمنين
يخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه بأن أشد الناس عداء للمؤمنين هم اليهود والذين أشركوا {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} ونبه على أن اليهود أشد في العداوة من المشركين من جهة أنه قدم ذكرهم على ذكر المشركين ، وهذا مصداق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ما خلا يهوديان بمسلم إلا همّا بقتله) ، ويدخل في قوله تعالى{ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} مشركو النصارى لأنه عام لمشركي العرب وللمشركين من أهل الكتاب وغيرهم..
وعلة هذا التفاوت
– أن عقيدة اليهود بما وعد الله المؤمنين وتوعد الكافرين فيها خلل حيث إنهم حرصوا على على الدنيا بدليل قوله تعالى :{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ الناس على حياة وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ } [ البقرة : 96 ] وركنوا على ما حكاه الله عنهم { لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً } [ البقرة : 80 ] ، والحرص معدن الأخلاق الذميمة لأن من كان حريصاً على الدنيا طرح دينه في طلب الدنيا وأقدم على كل محظور ومنكر بطلب الدنيا ، فلا جرم تشتد عداوته مع كل من نال مالاً أو جاهاً ،والأمر الآخر أن اليهود متكبرون وهم ينظرون إلى أنفسهم أنهم شعب الله المختار وهذا ما ذكرته  تعاليم التلمود التي روجت لها الحركة الصهيونية في أوساط اليهود على نطاق واسع بنحن شعب الله في الأرض، وقد فرقنا لمنفعتنا، ذلك لأن الله سخر لنا -الحيوان الإنساني- وأهل كل الأمم والأجناس، سخرهم لنا لأننا نحتاج نوعين من الحيوانات، نوع أخرس كالدواب والأنعام والطيور، ونوع ناطق كأمم الشرق والغرب سخرهم لنا لخدمتنا وفرقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونحركهم كما نشاء ونستغل علومهم وفنونهم لمنفعتنا.
يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض لتبقى السلطة لليهود وحدهم.
قتل غير اليهودي من الأفعال التي يكافئ عليها الله.. وإذا لم يتمكن اليهودي من قتلهم فواجب عليه أن يتسبب في هلاكهم في أي وقت وبأي طريقة ممكنة..
اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية لأن كل عقد زواج عند غير اليهود باطل، فالمرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة والعقد لا يقوم بين البهائم.
كما انطوت عقائد اليهود على عدم التنزيه والتقديس لله سبحانه و نسبوا إليه النقائص {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} فنسبوا إليه الفقر والبخل وشابهوه بالمخلوقين ونسبوا إليه الفساد والكفر عندما أرجعوا السبب في عدم هدايتهم إليه سبحانه فقالوا قلوبنا غلف..
وأما النصارى فإنهم في أكثر الأمر معرضون عن الدنيا مقبلون على العبادة وترك طلب الرياسة والتكبر والترفع ، وكل من كان كذلك فإنه لا يحسد الناس ولا يؤذيهم ولا يخاصمهم بل يكون لين العريكة في طلب الحق سهل الانقياد له ، فهذا هو الفرق بين هذين الفريقين في هذا الباب ، وهو المراد بقوله تعالى : { ذلك بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }.
كل هذه العقائد أنتجت سلوكيات إجرامية ونفسية خبيثة حتى وصفهم الله بشر الخليقة وقال {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}
وهاكم صوراً لبعض من عقائدهم الباطلة تليها بعض من السلوكيات الناتجة منها..
أمثلة من نظرياتهم وعقائدهم المنحرفة:
1- إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ
2- وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ
3- أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً
4- وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ
5- وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً
6- وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا
7- نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
8- جاء في التوراة المحرَّفة: (إن الله ندم على خلْق البشر، وشق عليه لما رأى من معاصيهم وظلمهم!)
9- وجاء في تَلْمُودِهم: يتندم الله على تركه اليهود في حالة التعاسة، حتى إنه يلطم ويبكي كل يوم؛ فتسقط من عينيه دمعتان في البحر، فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه، وتضطرب المياه، وترتجف الأرض في أغلب الأحيان؛ فتحصل الزلازل!)
10- وجاء في التلمود: (إنَّ الله ليس معصومًا من الطيش؛ لأنه حالما يغضب يستولي عليه الطيش، كما حصل ذلك منه يوم غضبه على بني إسرائيل في الصحراء، وحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، ولكنه ندم على ذلك بعد ذهاب الطيش منه، ولم يُنفِّذْ ذلك اليمين؛ لأنه عرف أنه فعل فعلًا ضد العدالة(!
11- وقد جاء في تَلْمُودِهم: (ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فهو مأوى الكفار، ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء، لما فيه من الظلام والعفونة والطين).
أمثلة لسلوكياتهم:
1- قتل الأنبياء: {وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}
2- الافتخار بدعوى قتل المسيح: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ}
3- تحريف كلام الله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ.}
4- السمع والعصيان: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}
5- عبادة العجل: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
6- الفساد الاقتصادي:{وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}
7- إخفاء الكثير من الآيات: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا}
8- مخالفة أمر الله بقول (حطة): {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}
9- الاصطياد يوم السبت:{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}
10- عدم الرضى بحكم الله: {يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ(
11- إيقاد الحروب: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )
12- السعي للإفساد في الأرض: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
فتلخص لنا كيف أن عقيدة اليهود ونظرتهم للآخرين أنتجت سلوكيات خبيثة وتعاملاً لئيماً مع الإنسان..
الإمام علي في مواجهة اليهود والذين أشركوا
كان للإمام علي الدور البارز والأهم في موقفيه أمام اليهود وأمام المشركين ونلمس فيها الكلمات النبوية الحكيمة التي تسطر لواقعنا اليوم الحلول الناجعة في الانتصار على هذا الخطر المحدق دائماً بالذين آمنوا..
الإمام علي في غزوة خيبر
– في غزوة خيبر تأخر نصر المسلمين أمام اليهود حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يديه)..
فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية لعلي وفتحت خيبر وقاتل علي رمز الإيمان مرحب رمز اليهود وانكسرت بعدها شوكة اليهود قروناً ولم تقم لهم قائمة بعدها إلا عند قيام الكيان الصهيوني في أرض فلسطين المقدسة..
الموقف الثاني : الإمام علي في غزوة الأحزاب
– في غزوة الأحزاب حاصر المشركون رسول الله شهراً وتجاوز بعض فوارسهم الخندق الذي أقامه المسلمون ، وكان عمر بن ود العامري في طليعتهم ، فنادى في أصحاب رسول اللَّه : من يبارز؟ ، فلم يقف في مواجهته إلا الإمام علي (ع) عندها قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :(برز الإيمان كله للشرك كله)..
ومن خلال هذين الموقفين يتبين أن القتال أمام اليهود والذين أشركوا بحاجة إلى كمال الإيمان وكمال الحب لله والرسول بمعنى كمال التطبيق للقرآن ولتعاليم النبي وهذا هو الذي تمثل في الإمام علي (ع) وهو الذي تبحث عنه الأمة اليوم..
فعندما نجد اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا ، نعلم أن المؤمنين هم بحاجة إلى أن يصلوا إلى ما وصل إليه الإمام علي (ع) من كمال الإيمان وكمال الحب لله والرسول وإلا فإن النصر سيتأخر كما تأخر في خيبر أو سنخاف المواجهة ولن نَقْدِم كما قدم الإمام علي في مواجهة عمر بن ود العامري ، فكمال الإيمان وكمال الحب لله والرسول متطلبان للانتصار على اليهود والذين أشركوا..

قد يعجبك ايضا