تقرير /ابراهيم الوادعي
أن تستمر المواجهة على منفذ الطوال على الحدود اليمنية السعودية فذلك إنجاز عسكري يحسب للجيش واللجان الشعبية بعد ثلاث سنوات من عدوان تشنه السعودية والإمارات بقيادة ودعم أمريكي وبريطاني يصل إلى تحديد الأهداف وأدق التفاصيل الحربية على الأرض.
وأن يكون مجاهدو الجيش واللجان قادرين ليس فقط على الصمود والبقاء في مواقعهم، بل وشن هجمات على طول الحدود، وتكبيد الجيش السعودي الخسائر الكبيرة رغم كل تقنيات الاستطلاع والمراقبة، فذلك أيضا دليل على أن الأحلاف الكبيرة تسقط أمام العزائم الكبيرة والقلة الصادقة.
في المشاهد التي بثها الإعلام الحربي يظهر الجيش السعودي ومرتزقته صرعى في خنادقهم، تركهم زملاؤهم وفروا لا يلوون على شيء، والآليات الأمريكية كأنها في معرض عسكري لا ميدان قتال تنتظر الواصلين ليحرقوها بالولاعات، ومن كان عليها اكتشف أن الثقة بقدميه أنجع وأسلم من أمريكا وسلاحها.
لا تجدي الـ”إف 16″ هنا أو حتى الـ”إف 35″ نفسها التي تباهت إسرائيل بمشاركتها في حرب اليمن في نزع الأقدام الثابتة على الأرض، أو ثني الهجوم اليمني على مواقع الجيش السعودي ومرتزقته المستجلبين من أصقاع الأرض وأدغال أفريقيا، 15 غارة لم تحمِ الجنود السعوديين من القتل ،وكذلك التعزيزات القادمة من داخل الأراضي السعودية لم تثن مجاهدي الجيش واللجان الشعبية عن اقتحام المواقع السعودية والتجوال بكل حرية بين خنادقهم ومتارسهم.
قد لا يلام الجنود على الأرض أو يتحملون كامل اللوم، فجزء من الهزيمة والإخفاق العسكري منوط بالقيادة ، في مشهد متكرر بالنسبة إلى الجيش السعودي منذ بدء الحرب وإطلاق عاصفة الحزم.
ووسط مشهد منفذ الطوال أمس الأول، لا معنى إذًا لحديث تحالف السعودية عما تقول إنها تسيطر على ما نسبته 70 أو 80% من الأراضي الخالية، ما دام خصمها لا يزال هناك على حدودها يريق كرامتها، وتقول أمريكا نفسها غير المكذبة عند آل سعود إن الجيش واللجان الشعبية يسيطرون على ما يقرب من مائة ميل داخل المملكة، ولديهم من ابتكار الخطط ما يعجز عنه جنرالات بريطانيا وأمريكا، وعدد ما شئت من الجنسيات متواجدون في غرف العمليات بالرياض وجيزان وعصب الاريترية، يديرون كل تفصيلة في الحرب ويرقبون كل ميدان ولديهم من الرجال آلاف في الميدان وعلى دكة الاحتياط ومن العتاد أطنان.
قد تكون خسارة مجموعة من الجنود السعوديين مؤلمة للنظام السعودي الذي يجهد لإبقاء جنوده على الحدود بأطنان من الفتاوى والإغراءات بحور العين القابعات في الانتظار، ما يؤلم أكثر أولئك المتخمين في قصور الرياض هو انفضاح أمرهم وعجز حزمهم بعد ما يقرب أربعة أعوام سخر لنجاحها كل شيء حتى الضمير الدولي اسكت، وها هو اليوم يصحو خجلا وسأما من طول عاصفة لم تجلب سوى النار إلى عيون أصحابها، والعار يلاحق الدول الساكتة عن سفك دماء اليمنيين أبد الدهر.
ثمة كلمة أخيرة.. من يستطيع البقاء والقتال امام منزل عدوه لما يزيد عن 3 سنوات من القتال الضاري والحصار القاسي ، لا يحتاج معه المنصف إلى التيقن أنه بلغ مطارات الإمارات ويمكنه الوصول إلى ابعد من ذلك .
قد يكون من الحكمة إن بقيت لدى آل سعود وآل نهيان حكمة وهم يشاهدون مجريات المعركة في منفذ الطوال الحدودي اتخاذ قرار بالخروج سريعا من اليمن، لا يمكن ان يستمر الصمت العالمي إلى الأبد، أو تبقى لهم أمريكا المنقسمة على نفسها والمقسومة عليهم خليجيا ، وعوضا عن هذا وذاك لا مكان لنصر ثابت في اليمن.