محرقة الغزاة
احمد المثنى
الحديدة
أذوب عشقا تتأرجح في خاطري تباريح الشوق المتجسد في كياني يشدني إليك يا صنعاء كلما هبت من الشط النسيمات العليلة، يعطر الجو عبيرها وهي تحلق نحو الشرق تعانق الجبال الشم فيجتاحني الإعصار بموجه المتلاطم وهيجانه الجبار، يفجر في مهجتي بركان العشق الأبدي فأعزم إليك يا صنعاء الرحيل.
وما إن أبدأ خطوات المسير فإذا بشوق البقاء يدعدع أحشائي لمهد ميلادي ومرتع الطفولة والصبا ولن أتجاهل خرير الموج وهو يعزف ألحان البطولة والفداء في سواحل المجد الثائرة وأوصل المسير حتى ارتمى في أحضان الجبال الشم الشامخة شموخ صنعاء الصامدة صمود مدينتي معشوقة البحر “الحديدة” وهكذا أعيش في شوق دائم إلى البحر تارة وتارة أخرى إلى الجبل وكلاهما سطرا للكون أمجاد السعيدة.
أتدرون لماذا أتتيم أنا عشقاً بهاتين المدينتين، أتدرون لماذا؟ لأنهما أشمخ وأقوى وأمنع مدينتين على وجه البسيطة أذلت الجبابرة والطغاة ومرغت أنوفهم وجعلتهم أضحوكة العالم.
فاشمخي إذاً يا معشوقة البحر كما شمخت صنعاء وهي تمج أرباب العمالة والارتزاق كما يمج البحر الجيف المتعفنة.
فساحلك الغربي محرقة الغزاة والمستعمرين ومقبرة للمرتزقة والخونة والعملاء.
فجحافلهم ومدرعاتهم وطائراتهم وكل الخبرات والمخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية وألوية العمالة والارتزاق سقطت أمام شموخك وشموخ واستبسال رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء اليمن الأوفياء في هذا الصمود الأسطوري الذي لم يشهد له مثيل في معارك التاريخ الحديث هذا الصمود الذي جعل أنظار أحرار العالم ترنو إليك عبر شاشات القنوات الفضائية في مختلف بلدان العالم وهي تتأمل هذه المعجرة الإلهية التي كبرت لها المآذن ودقت أجراس الكنائس إجلالاً واحتراما للبطولات وملاحم الصمود اليمانية في الساحل الغربي وجميع جبهات القتال وحتى المحللين السياسيين والعسكريين والإعلاميين الأمريكيين شهدوا أن هذا هو حقا شموخ الرجال والأوطان.
هذا الصمود الذي أرعبهم وأكد لأقوى دولة في العالم صواب قرارها بعدم إرسال ولو جندي أمريكي واحد إلى الأراضي اليمنية ولهذا جندت الوكلاء والوكلاء جندوا المرتزقة والخونة والمتاجرين بالعرض والأرض .
وأصبحت أيتها المدينة هي المدينة الوحيدة الشامخة في العالم تتهاوى أمامك عواصم البغى وناطحات السحاب وقصور الرجس التائهة.
فهذه أمريكا التي تفرض “الفيتو” ضد إرادة وقرارات العالم أجمع تقف عاجزة لا حول لها ولا قوة أمام “الفيتو الساحلي” ضد قرارها باجتياحك أيتها المدينة الشامخة التي كسرت إرادة أمريكا أمام مرأى ومسمع كل العالم.
أمريكا تنكسر أمامك أيتها الحديدة الباسلة بجيشك ولجانك الشعبية وأبناؤك الأوفياء ستبقين دوماً شامخة ترسلين أقوى رسالة سطرت بالدم من الساحل الغربي إلى هذا العالم المنافق البغيض وإلى كل الدول المتآمرة والخانعة
والمطبعة وإلى جميع الخونة والمرتزقة والعملاء، تصدحين بأعلى صوتك هنا اليمن- هنا محرقة الغزاة- هنا أكاديميات ومدارس النضال، فهل أنتم معتبرون فهل أنتم منتهون وإن العاقبة للمتقين.
تخاطبين هذه الأسرة الفاسدة تقولين (لآل سعود)، نعم لنا الشموخ لأننا أهله ولكم الذل والانكسار أنتم وحلفاؤكم وأعوانكم مرغنا أنوفكم في التراب في الساحلي الغربي وفي جميع جبهات القتال وفي البحر خرت أسود وأبطال البحرية تدك بوارجكم ومواقعكم المتهاوية وفي الجو أذقناكم الويل والثبور، فقد سخر الله الشهب اليمانية وجعلها رجوما لكم أيها الشياطين، أين ستذهبون منا إذا فقد رميتهم أنفسكم إلى الهلاك، فو الله إنها لعبرة يفر معسكر كامل من معسكراتكم أمام اثنين من أبطال اليمن هناك في الحدود الشمالية.
وليس لكم سوى الانتصارات الوهمية التي يفبركها إعلامكم الفاسد المضلل وتلك المجازر العديدة قصف طائراتكم للأحياء السكنية وقتل الأبرياء من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال الآمنين في منازلهم، وتدمير الجوامع والمدارس والمستشفيات وقاعات العزاء فوق رؤوس الأبرياء والمرضى والمصلين والطلاب ومرتادي الطرقات والمتنزهات، هذه هي جل انتصاراتكم وهذه هي بشائر نهايتكم ونهاية مملكتكم الفاسدة.
وهذا هو دائما مصير من يتولى اليهود وطواغيت الشر والاستكبار أمريكا وكيانها الصهيوني البغيض ومن لف لفهم من قوى الاستكبار والاستعمار في هذا العالم.
أما نحن فولينا الله العزيز الجبار المنتقم ناصر المتقين ورسوله سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم وقدوتنا كل القادة الفاتحين والأبطال المجاهدين والأئمة الصالحين وعلى رأسهم سيد الشهداء وإمام المتقين أبي عبدالله الحسين رضي الله عنهم أجمعين، وعظماء ومجاهدي هذا الزمان وفي مقدمتهم صوت الأمة الثائر وسيفها المقاوم سيد المقاومة وقائدها سماحة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني أيد الله بنصره.. آمين.
وقائد مسيرتنا القرآنية المباركة وزعيم قيادتنا السياسية الحكيمة المجاهد الكبير السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي صدق الله فصدقه ونصرنا به ونقول له أمضي بنا يا سيدي فأقلامنا وبنادقنا وأرواحنا وأولادنا وأموالنا فداء لكل شبر وحجر في هذا الوطن الحبيب ونعاهدك يا سيدي بأننا سنضل سيوف الله وأنصاره ما بقينا وبقي الزمان.
الله أكبر.. فلله العزة ومنه العزة وسيعلم الذين ظلموا أي مقلب ينقلبون.