الثائرات بوجه الطغيان والعدوان
نوال أحمد
عندما تملأ الأرض ظلما وجورا ، وعندما يطغى الطاغون على المؤمنين ، وعندما يتعدى المجرمون كل الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء ، ولم يتوانوا عن ارتكاب أي جريمة بحق النساء والأطفال والشيوخ الكبار ..
عندما تنتهك الأعراض ، ويدنس الشرف ، فباطن الأرض أهون من ظاهرها ، ولأجلهما ترخص الأرواح ، وصونا لهما تقدم الدماء رخيصة.
في مسيرة حاشدة هزت أركان السماء ، وتزلزلت من هيبتها عروش المستكبرين ، خرجت نساء وحرائر اليمن ، الماجدات الأبيات، غضبا واستنكارا وتنديدا لما يحدث في المناطق المحتلة ، وما تمارسه قوى الاحتلال من جرائم اختطافات واغتصابات لأخواتهن اليمنيات في المناطق المحتلة ..
عجت ساحة التظاهرات بالسواد ، لأخوات الرجال ، مؤكدات للعالم أنهن واقفات إلى جانب الرجال ، في ساحات الوغى ، وأنه بالدماء الغالية تصان الأعراض ، وتطهر الأرض من دنس الغزاة والمحتلين
خرجت زينبيات العصر ، في وقفة مسلحة تنديدا لما يحدث بحق النساء اليمنيات من انتهاكات صارخة وفاضحة ، للمشروع الاستعماري البغيض ، الذي يسعى العدوان السعو إماراتي لفرضه على أرض الطهارة والنقاء اليمنية ..
وقد أوصلت حرائر اليمن الثائرات رسالة لهذا العالم المنافق ، وللأمم المتحدة الخاضعة للأوامر الأمريكية ، التي لطالما صمتت على ما يحدث في اليمن من قتل واعتداء فاحش بحق الأطفال والنساء ، ومفاد الرسالة أن المرأة اليمنية بكرامتها ، لم تعد تعول على أمم متحدة ولا على مجلس أمن ولا على تلك المسميات التي لطالما تشدقت بحقوق المرأة والمرأة تقتل وتختطف وتغتصب في اليمن وهم لا يزالون في صمت القبور.
أكدت الحاضرات أن المعول والمتكل هو على الله وحده ، وعليه وعلى رجال اليمن الأحرار الاعتماد ، وأنه بعطاء الدماء وتقديم النفوس ، تصان الأعراض ، وتطهر الأوطان .
وأكدت الحاضرات من خلال هذه المسيرة الحاشدة ، أن المرأة اليمنية المؤمنة الصابرة المحتسبة المجاهدة ، والتي كانت ومازالت الداعم والرافد الأساسي لجبهات المواجهة مع العدو الباغي والمعتدي على أرضها ، ومن هنا أكدت حرائر اليمن أنهن سيبقين ويظلين بجانب اخوانهن الرجال ، ولن يبخلن بالمال دعما للجبهات ، ولن يتوانين عن الدفع بكل عزيز وغالٍ عليهن لينطلقن نحو ساحات الدفاع عن الأرض ، وليذدن عن العرض وعن الكرامة .
هذه هي المرأة اليمنية ، التي حذاؤها أطهر وأشرف من كل خائن ، رضي بالإذلال ، وقاد الغازي والمحتل لبلاده ليسوم بأهله سوء العذاب ، وينتهك الأعراض .
هذه المرأة اليمنية المجاهدة ، التي قدمت الشهداء ، ولا زالت تقدمهم في سبيل الله قرابين لله ، مدافعين عن الدين والحرمات ..
فلله دركن يا نساء اليمن المجاهدات ، وسلام الله على جهادكن وصبركن وتضحياتكن ،
سلام الله على كل امرأة حرة كريمة ، ثارت ضد الظلم والطغيان ، وأبت إلا أن تعيش بعزة وكرامة على تراب وثرى وطنها ، سلام الله على نساء اليمن ورجال اليمن وأطفال وشيوخ اليمن ، الثائرين الثابتين المجاهدين ، والصامدين بوجه العدوان والحصار الظالم .
ونقول للعالم المنافق ، وقوى العدوان الظالم ، إن شعباً هكذا نساؤه فكيف لكم برجاله ، فهم الذين حملوا الإيمان سلاحا ، والقرآن ثقافة ومنهاجا ، فواجهوكم رغم قواتكم وكثرة عددكم وعتادكم ، ورغم بشاعة ظلمكم وجبروتكم وحصاركم ، فمرغت أنوفكم بالتراب على أيدي رجال اليمن ، ونكست رؤوسكم خجلا من شموخ وعظمة نسائه ..
اليمن برجاله المجاهدين الأحرار ، ونسائه المجاهدات الحرائر ، سينتصر ، وقد أقسموا بالدماء قسما لا تراجع عنه ، وعهدا خط بالدماء ، أنه إما أن ننتصر ونعيش بعزة وكرامة ، أو نلقى الله كرماء شهداء عظماء وما النصر إلا من عند الله ، ويبقى شعار أحرار وحرائر نساء اليمن يدوي في الأرجاء أن “هيهات منا الذلة”