عمر كويران
اختلف مؤرخو نشأة كرة القدم فمنهم من يقول إن الرومان هم أول ممارسيها وآخرون منحوا الصين هذه النشأة.. إلا أن الانجليز أول من أعطى مصنف معتمد لعبة كرة القدم عند قيامهم بإنشاء أول اتحاد قدم في العالم (1863) وتثبيت أول مباراة رسمية بين انجلترا واسكتلندا عام (1872) واسفرت عن التعادل دون أهداف، وهنا يكون فضل الإشهار للإنجليز بتقديم اللعبة في مربع النظام المسير لها.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حمل التسمية مطلع القرن العشرين مايو (1904م) للإشراف على تنظيم كرة العالم بإسهام سبع دول (فرنسا – بلجيكا – هولندا – الدنمارك- السويد – سويسرا) وغابت إنجلترا تحت مبرر عدم الحاجة إلى اتحاد دولي لكن لم تقتنع الدول بذلك وكانت فكرة إقامة المونديال حين ترأس الفرنسي (جول ريميه) الاتحاد (1918) خارج إطار الدورات الأولمبية التي اعتمدت كرة القدم من ضمن ألعابها عام (1920) وانعقد أول اجتماع للفيفا بالعاصمة الهولندية أسفر عن إقامة أول بطولة عالمية لكرة القدم ودعا جميع الاتحادات للمشاركة في هذا الحدث واختيار (الأوروجواي) لاستضافتها (1930) لسببين الأول إحراز ذهبيتين في الأولمبياد (1924- 1928) والثاني توافق البطولة مع الذكرى المئوية لاستقلال الأوروجواي فكانت الدورة الأولى لكأس العالم واقتصرت على دول (فرنسا وبلجيكا ورومانيا ويوغسلافيا بإلاضافة إلى الدول الأوروبية الأربع انضمت تسع دول من الأمريكيتين (المكسيك والولايات المتحدة والأرجنتين) ووزعت المنتخبات إلى أربع مجموعات وكانت الإنطلاقة الأولى التي تمثل مسيرة المونديال..وأول هدف للفرنسي لوسيان لوران على مرمى المكسيك وأول من حمل كأس العالم بطل الدورة الأوروجواي ليواصل الكأس مساره كل أربع سنوات حتى اليوم مما أعطى العالم العالمي مصنف عشق وحب المستديرة.
ها هي شعوب العالم بأسرها ترى في ملتقى هذا الكأس موسيقى المتعة لمشهد حراك النجوم بساحة الميدان أينما حلت بها الاستضافة لمجرى المنافسة وكسب الكم غير المرقم من المال بشتى الاتجاهات المتصلة بالكأس ليدخل في دائرة لا قياس لها لمتسع الاستثمار في محيط المكسب من هذا التجمع العالمي.
ولعلنا في ملتقى 2018م بروسيا نودع فصلاً من فصول الإعجاب والمتعة والتلهف إلى السنوات القادمة لمنتظر أول حدث تستضيفه دولة عربية (قطر 2022).. مبروك للفائز بكأس العالم وهنيئا للروس على محاسن الاستضافة ونجاحها، وشكرا للفيفا على إتاحة فرصة الاستمتاع لشعوب العالم بمستقر المونديال ونتمنى للمنتخبات العربية حسن الطالع لمواكبة تقديم أعلى المستوى على مستوى البطولات لقوائم السجل العالمي المعزز لنمو الاقتصاد فالرياضة جزء من هذا المجال.