لقد كان صندوق النقد الدولي أول خطوات الهيمنة الأمريكية على العالم بعد الحرب العالمية الثانية ومن المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت نحو إنشاء صندوق النقد الدولي لأن الصندوق سيضبط العلاقات الدولية النقدية بطريقة تؤدي إلى تسيد الدولار لا سيما وأن غاية أمريكا كانت أن يكون الدولار هو مقياس العملات وأساس التبادل التجاري ومقياس السلع والبضائع والمعادن والثروات والخدمات من خلال معاهدة “بريتون وودز” وبذلك تجسد نظام النقد الدولي في نظام صندوق النقد الدولي واختصاصاته ومسؤولياته حسب ما جاء في اتفاقيات “بريتون وودز” لا سيما وأن الدول الموقعة على نظام الصندوق اتفقت على تجديد أسعار عملاتها بمقادير بجودة من الذهب سميت أسعار الصرف وحددت أمريكاً قيمة الذهب بالدولار عندما حددت سعر صرف الدولار بواقع 35 دولار للأونصة 31.1 غرام من الذهب وحددت الدول الأخرى أسعار صرف عملاتها بالنسبة لقيمة الدولار من الذهب وبهذا العمل ضمنت أمريكا أن تكون قيمة العملات والمعادن والخامات والسلع والبضائع والخدمات مقدرة ومقيمة بالدولار ويحمل كتاب “صندوق النقد الدولي قوة عظمى في الساحة العالمية ” للكاتب الألماني وولف الكثير من الادانة لسياسة صندوق النقد الدولي ليشير إلى أن شبح الصندوق كان حاضرا في كل أزمة وأن الصندوق يحارب الفقراء وليس الفقر ويحاربهم بفعل خلفيته الأيديولوجية القائمة على مبادئ الليبرالية الحديثة ولأن من السهل بمكان تحميل الفقراء سلبيات سياسات التقشف المالي.
ويجوب وولف أزمات العالم التي يقف وراءها الصندوق من التجربة التشيلية إلى أزمة الديون في أمريكا اللاتينية ومن تمهيد الصندوق للحرب في يوغسلافيا إلى الأزمة الآسيوية ومن الأزمة المالية العالمية عام 2007م -2008م إلى إفلاس اليونان ليشير إلى أن شبح الصندوق كان حاضراً في كل أزمة.
من كتاب الباحث / احمد يحيى الديلمي