استهداف مقر قيادة العدوان بعدن ..رسالة سلاح الجو الأخيرة

 

مروان حليصي

اعتراف تحالف العدوان بوصول الطائرات المسيرة التابعة للجيش واللجان الشعبية إلى سماء محافظة عدن التي اختارها الفار هادي عاصمة مؤقتة له وحكومته ، وسماء مقر قيادته في منطقة البريقة بالمحافظة بشكل خاص، متجاوزة كل منظوماته الدفاعية الصاروخية الموزعة في أكثر من منطقة في المحافظات الخاضعة لسيطرته، بادعائه “تدمير طائرة بدون طيار كانت تريد استهداف مقر قيادته في منطقة البريقة” ، يُعد اعترافاً صريحاً منه بالهزيمة وبكل إمكاناته العسكرية والحربية واللوجستية أمام قدرات الجيش واللجان الشعبية في أول معركة لسلاح الجو ينفذها في محافظة عدن ، وتأكيداً منه على عجز قدراته الدفاعية عن كشف تلك الطائرات التي ظلت تحلق في سماء المناطق الخاضعة لسيطرته لفترة طويلة قبل أن تتجه إلى مقر القيادة والسيطرة في منطقة البريقة وتستهدفه بخمس غارات جوية أدت إلى مصرع العديد من قواته وجرح آخرين .
كعادتها سارعت قيادة تحالف العدوان في وسائل إعلامها إلى الحديث عن إسقاط طائرة بدون طيار تابعة للحوثaيين حاولت التسلل إلى مقر قيادة التحالف ، رغم أن العديد من سكان عدن والمناطق القريبة من الهدف تحدثوا عن رؤيتهم لطائرتين في سماء المحافظة ودوي الانفجار الذي سمعه اغلب السكان قادماً من اتجاه مقر قيادة التحالف والناتج عن غارات سلاح الجو اليمني..كلها قرائن تنفي صفة التسلل عن الطائرتين وتؤكد أنهما كانتا تجوبان سماء الهدف والمنطقة المحيطة به بشكل اعتيادي ، متعمدتين توجيه مزيدٍ من الإهانة لمنظومات الدفاع الجوي”الباتريوت” التابع للتحالف ، وكعادتها سارعت قيادة التحالف إلى نشر خبر إسقاط الطائرة من دون أن تظهر مشهداً واحداً يؤكد صدق إدعائها، على الرغم من أنه لو افترضنا أنه تم إسقاط الطائرة التي لا يتجاوز ثمنها آلاف الدولارات ، بصاروخي باتريوت فقط ، يكلف الواحد منهما قرابة 7 ملايين دولار لاعتبر ذلك انجازاً نوعياً لحكومة صنعاء من حيث استنزافها الخزينة السعودية ، وان رسالتها القاسية التي أرادت إيصالها من هذه العملية قد وصلت لدول العدوان ، تحذرها من مغبة استمرار تصعيدها ضد محافظة الحديدة ، وان ثمنه سيكون باهظاً عليها ، وخاصة الإمارات لعلها تفهم الرسالة الأخيرة جيداً ، وتراجع حساباتها ، قبل أن تُحدد وجهة سلاح الجو القادمة ، التي لن تكون اقرب من ابوظبي أو ودبي.
لقد عبرت حالة الاستنفار التي عاشتها الأجهزة الأمنية في عدن والبريقة خصوصاً وقطع عشرات الأطقم العسكرية خط سير المركبات المار إلى البريقة من مدينة الشعب ، وتحويلها حركة السير إلى طريق آخر ، متسببة في ازدحام مروري استمر لساعات، والهادفة إلى منع وصول خبر الغارات إلى لمواطنين وعدم تسرب آثارها إلى العامة ، عبرت تلك الإجراءات عن نجاح سلاح الجو اليمني في إصابة هدفه، وان شدة لعنة آلاف الشهداء هذه المرة ، التي حلت عليهم في مركز قيادتهم للمرة الأولى عبر طائرة “قاصف1″ كانت موجعة لهم ولم تكن في حسبانهم ، وما حالة الهستيريا التي عاشوها في تلك اللحظات إلا غيض من فيض مما يعيشه شعبنا جراء غارات طيرانهم الحربي لأربعة أعوام ، وها هو اليوم شعبنا بفضل الله وتضحياته وحنكة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي توعدهم ” بمنظومات صاروخية تخترق كل وسائل حمايتهم وبطائرات مسيرة تصل إلى مدى بعيد ” ينقل الحرب والغارات إلى جحورهم،والقادم أعظم.

قد يعجبك ايضا