*أكدوا بأن العدوان أجبرهم على النزوح وترك منازلهم
تحقيق مصور/ غمدان أبوعلي
تتفاقم معاناة نازحي محافظة الحديدة يوماً بعد يوم وتزداد رقعة المأساة وتتفاقم حدة المعاناة بعد أن أجبرهم العدوان السعودي الأمريكي والقصف المتواصل الذي دمر منازلهم وشردهم من منازلهم وقراهم وأجبرهم على ترك كل شيء والنزوح إلى العاصمة صنعاء وعدد من أريافها بحثاً عن مكان آمن يأويهم من ويلات العدوان وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية التي لم تقم بدورها تجاه معاناة النازحين مما دفع بالعوائل للمطالبة بإرجاعهم إلى بيوتهم ..
ويعاني الكثير من نازحي محافظة الحديدة في مدرسة أبوبكر الصديق بالعاصمة صنعاء من عدم التفات المنظمات الإنسانية والخيرية لهم واستغلال أصحاب الفنادق والشقق المفروشة لمعاناتهم وارتفعت إيجارات الشقق والمنازل في العاصمة صنعاء إلی مستويات غير مسبوقة تزامناً مع نزوح آلاف الأسر من سكان الحديدة رغم المعاناة التي يمرون بها..
العشرات من أبناء محافظة الحديدة ، اضطروا للنزوح جراء الغارات المتواصلة على مناطقهم من قبل طيران العدوان والتي باتت تشكل لهم ولأطفالهم مصدر خوف وقلق خصوصاً بعد استهداف أماكن ومنازل المدنيين من قبل العدوان والتي كان آخرها استهداف طيران العدوان باص هايس كان محملاً بالنازحين وقتل كل من فيه..
صحيفة “ الثورة “ اقتربت منهم ورصدت جزءاً من معاناة ممن نزحوا من محافظة الحديدة جراء العدوان السعودي الأمريكي وتصعيد عدد من المرتزقة بجبهة الساحل الغربي في سياق هذه اللقاءات :
خرجنا بملابسنا
يقول النازح : عبدالله حسن مهدي قطيعي من محافظة الحديدة : لم يتركونا نحتفل بعيد الفطر المبارك خاصة بعد تدخل طيران آل سعود منذ أول أيام العيد واستهداف الأحياء والمنازل الخاصة بالمدنيين واضطررت للهرب أنا وزوجتي وأبنائي من الفجر تركنا منازلنا وأغراضنا وأدواتنا المنزلية وتركنا كل شيء وخرجنا بملابسنا التي فوقنا فقط هرباً من جحيم العدوان..
ويضيف قطيعي : نزحنا إلى مدرسة أبوبكر الصديق بصنعاء وننام أنا وزوجتي وأطفالي بأحد الفصول الدراسية ولكن لم تأت أي منظمة اغاثية الينا لتلمس معاناتنا وتقديم المساعدة للأسر النازحة بعد أن ضاق بنا الحال من مرارة النزوح والمعاناة..
ويردف قائلا: ما نريد من المنظمات أي شيء لا سكر ولا دقيق فقط نشتي أن يتوقف العدوان والقصف ونرجع بيوتنا.. الله لا الحقهم خير بهذلوبنا وشردونا من منازلنا.
الهروب من الموت
فيما يحاول بسام علوي الجفري أن يلملم حزنه وجراحه بعد أن قصف طيران العدوان السعودي الأمريكي منزله في هيئة تطوير تهامة بمحافظة الحديدة بعد أن باع ذهب زوجته وأشترى له منزلاً يؤمن له مسكناً له ولأسرته لكن العدوان قضى على كل أحلامه بتدمير منزله..
وأضاف: كتب الله علينا النزوح هرباً من الموت وبحثنا عن بعض الأمان لأطفالنا ولم يكن أمامنا غير صنعاء ولكنا انصدمنا بالاستغلال والخذلان الذي يمارسه أصحاب العقارات والفنادق والشقق والدلالون بصنعاء على النازحين من الحديدة“.
ويتابع قائلا “اندهشناً من الارتفاع المهول في أسعار الإيجارات لأكثر من ضعف الإيجار الحقيقي في أوقات سابقة ”.. مؤكداً انه علی مدی ثلاثة أيام متواصلة من البحث ولم يجد وأسرته شقة يسكنون فيها لا مفروشة ولا فاضية مما أضطره إلى النوم في منزل أحد أصدقائه بعد أن عجز من استئجار شقة له ولأسرته بسبب غلاء أسعارها بحسب قوله.
أوضاع بائسة تلك التي يعيشها النازحون من محافظة الحديدة بعد أن أجبرهم العدوان السعودي الأمريكي على ترك منازلهم وأعمالهم وحياتهم وساقهم إلى جحيم النزوح والبؤس والمعاناة فيما المنظمات الاغاثية الدولية والإنسانية لا وجود لها بل وأصبحت تتعامل بمعايير غير عادلة.
مرارة النزوح
الحاجة أم الخير نازحة من مديرية الحوك بالحديدة وجدناها في المدرسة تنتظر تسجيل اسمها ضمن كشوفات النازحين التقينا بها فقالت لنا : “ يا ابني ارحمونا الله يرحمكم واتوسطوا لي يسجلوني معكم في كشوفات النازحين “..
وتضيف : منذ أن نزحنا من أول يوم من عيد الفطر المبارك بعد أن سمعنا القوارح والطيران ومفارقتنا لمنازلنا وممتلكاتنا لم نستلم أي مساعدة من أي منظمة وتعبنا من المتابعة والتنقل من مكان إلى مكان آخر ولم تأت الينا أي منظمة حتى الآن وفي كل مرة يقولون لنا خلاص سجلناكم وعند التوزيع ستصلكم رسائل عبر التلفون والى الآن ولا وصلت أي رسالة عبر التلفون..
أم الخير تمنت أن تعود إلى منزلها في محافظة الحديدة بعد أن لاقت مرارة النزوح وقالت بأعلى صوتها صواريخ الحديدة ولا بهذلة النزوح.. ارجعوني إلى الحديدة أريد حق المواصلات لكي أعود للحديدة.
العدوان ومخطط التهجير
موجة النزوح الكبيرة للأسر التي بدأت قبل أن تبدأ معركة الحديدة خصوصاً بعد التصعيد الأخير في الساحل الغربي من قبل عدد من المرتزقة والعملاء ، كانت مدفوعة بالكثير من المخاوف بعد أن اســقــط طـــيران الــعــدوان الأمريكي السعودي منشورات على مديريات محافظة الحديدة يطالبهم بالنزوح وترك منازلهم لكي يتمكن من تهجيرهم وتدمير منازلهم بعد أن تلقوا ضربات موجعة من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية..يواصل العدوان السعودي الأمريكي وعدد من أبواق إعلامه سياسة الرعب والتخويف ضد سكان الحديدة البسطاء الذين يعيشون وضعاً إنسانياً صعباً ، ويتعمد في أكثر من مرة استهداف المدنيين والنازحين والتي كان آخرها استهداف حافلــة تقــل نازحين في الخــط العــام بالقرب من مدينة زبيد ودراجة نارية، أســفرت عن استشــهاد 11 مدنيا وجرح 11 آخرين ، اغلبهم أطفال ونساء من منطقة الجراحي كما أن العدوان يحاول مراراً وتكراراً استهداف عدد من أحياء المدينة بصواريخ شديدة الانفجار بغرض تهجير المواطنين عن مساكنهم وتشريدهم ، وما عزز مخاوف الكثير من سكان الحديدة، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على النزوح من مدينتهم، بحثاً عن الأمان.