استطلاع / أسماء البزاز
التفرقة والتشرذم والتنازع والصراعات المناطقية والطائفية كل تلك الأوضاع يزرعها العدوان لتفكيك النسيج المجتمعي وبالتالي يسهل عليه تنفيذ مخططاته.. فهل يكون العيد فرصة لترميم العلاقات ووصل ما انقطع، على الأقل في إطار العائلات والعشائر التي تعاني من هذه الحالات
هذا الاستطلاع محاولة للحصول على الإجابة ومعرفة مدى استغلالنا للعيد في هذا الجانب .. فإلى التفاصيل:
الكاتبة أسماء الشهاري تحدثت عن العيد وميزاته وخصائصه وبكونه موحدا لليمنيين بعيدا عن التفرقات والشرذمات التي خلفها العدوان .
وتقول: رغم كل شيء العيد هدية الله وهبة الرحمن فكيف لا نفرح بهذه الهدية ونتقبل هذه العطية بكل الفرح والسرور والبهجة والحبور، ورغم كل شيء فإن هذه الأعياد أفضل من سابقاتها بكثير وقد يستغرب البعض من ذلك ويقول: كيف يكون ذلك ونحن تحت قتل ودمار وتجويع وحصار! فأين هو الفضل في ذلك؟ سأجيب ببساطة مثلاً نحن النساء في العيد نشعر أننا كالملكات ونظل ننتظر زيارة أرحامنا وكم نشعر بالسعادة من هذا التكريم الإلهي لنا وهذا من أجمل ما كرم الإسلام به المرأة أقول ذلك لمن يطلقون مسميات وشعارات براقة وخادعة مثل مساواة المرأة بالرجل وغيرها، فالإسلام قد رفع من شأن المرأة ما لم تفعله أي من القوانين والتنظيمات البشرية، وبالعودة إلى موضوعنا الأساس، تخيلوا معي أن المرأة اليمنية والتي تفرحها زيارة أرحامها لها تظل مكرمة ومعززة وشامخة في بيتها وهناك الآلاف من الأسود والأبطال في كل الجبهات وعلى امتداد الوطن يحمون عيدها كما يحمون أيامها كلها هي والشعب بأكمله، تخيل أنه لها الآلاف ممن هم لها عزة وسند وظهر، ولذلك تجد أن أسر المجاهدين والشهداء تشعر بأنه ليس لها زوج أو أخ أو ابن واحد فقط في جبهات العزة والكرامة بل لها الآلاف من الأبناء والرجال فكلهم أبناؤها وأحبتها ويقومون بنفس الواجب ويحملون نفس القضية.
عودة بالذاكرة
ومضت بالقول : ولو عدنا بذاكرتنا إلى ما قبل العدوان فإن العيد كان محصورا لكل شخص مع أفراد عائلته وأقاربه وأصدقائه، أما اليوم فنحن نحتفي ونحتفل بالعيد على مستوى أكبر بكثير على مستوى شعب وعلى مستوى وطن، والفرحة هنا أعم وأكبر وأشمل.
فبعد أن كان العيد يأتيك وأنت في بيتك ها هو اليوم يدخل عليك وأنت في بيت أوسع وأكبر وأجمل هو الوطن وبعد أن كان يهل عليك بين أقاربك وأصدقائك فقط فها هو اليوم يدق بابك وأنت في أسرة أكبر ومجتمع أوسع هو كل مكونات هذا الشعب العظيم الصامد فقد أصبح الجميع بيتاً واحداً وأسرة واحدة وكم ستكون فرحتك وسعادتك أكبر وهي بهذا الحجم وبهذه الروعة والجمال، نعم فإن العدوان قد وحدنا وجعلنا جميعاً بقلبٍ واحد وشعورٍ واحد وأصبح الوطن هو البيت الكبير الذي يجمعنا جميعاً على الحب والإخاء والثبات والتكاتف والصمود والعزة والكرامة.
وأكبر دليل على ذلك هو أن الكثير والكثير جداً من رجال الرجال من مختلف القرى والمدن والحارات والعزل ومختلف المناطق على امتداد الوطن بطوله وعرضه .. شماله وجنوبه .. شرقه وغربه قد هبّوا هبة رجلٍ واحد لكي يحرسون عيدنا كما هم يحرسون أيامنا كلها باذلين لأجل ذلك الغالي والنفيس، فنحن كلنا في داخل هذا البيت الكبير الواحد ننعم بالفرحة والاستقرار والبهجة والسرور بفضل نخوتهم وشهامتهم ورجولتهم وسواعدهم الندية.
سعداء
وتابعت متسائلة : هل هم سعداء في يوم العيد وقد تركوا أهلهم وأحبتهم في أهم وأحب الأيام إلى قلوبهم؟ الإجابة أنهم في قمة السعادة فسعادتهم التي يبذلون من أجلها أرواحهم هي أن يروا السعادة والبسمة ترتسم على وجه صغير أو كبير رجل أو امرأة فهم قد تركوا كل شيء لكي يروا هذه البسمة على وجوه أبناء شعبهم حتى يفرح شعبهم وأفراد مجتمعهم بهذا العيد وبكل يوم يعيشون فيه أعزاء كرماء لا يستطيع عدو ولا مرتهنٌ أن يذلهم أو يمس كرامتهم بأي سوء.
ومضت الشهاري بالقول : وفي الطرف الآخر ونحن لا نزال نتحدث عن البيت الواحد والفرحة الغامرة فإن الكل في هذا البيت يعمل كجسد واحد وخلية واحدة كلها تصنع الصمود والبهجة والفرحة، فكما هناك رجال الرجال فهناك حرائر اليمن من النساء اللواتي يبذلن أقصى ما يستطعن في صناعة هذا الصمود وصناعة هذه البهجة فهن من قدمن رجال الرجال في مختلف الميادين وجبهات القتال، والمرأة اليمنية بذلك تعتبر أنها تقاتل في مقدمة الصفوف وهن من جُدن بحليهن وكل ما يملكن من أجل هذا الوطن الغالي وهن فاعلات ومتواجدات في مختلف الميادين وعلى مختلف الأصعدة.
سمات وتجليات
عضو اتحاد الإعلاميين اليمنيين رند الأديمي تقول من جهتها : رب ضارة نافعة فبالرغم من الفقر والعوز لازال اليمني يتحلى بصموده وعنفوانه وعطائه وبرغم الحصار والجوع لازال اليمني يرى بصيص أمل ولم يهن أو يصبه اليأس, الحارات تعج بأصوات الزغاريد وبالناحية المجاورة تجد مواكب الشهداء ولكن من الألم تنفجر الحياة والرهان على الفوز بمعركة الساحل يكبر كل يوم في نفوس الشعب ورغم كل شيء نجد فرحة العيد توحد كل أطياف الشعب تاركين الخلافات ليعيشوا هذه الفرحة الربانية
أجمل مزايا
جميل أنعم كاتب وناشط سياسي تحدث عن جمل من مزايا توحيد العيد لليمنيين قائلا : قمر السماء وحَّدَ المسلمين عرباً وعجماً في عيد الفطر المبارك ولأول مرة من زمن لا نتذكره، وشياطين الأرض من أمريكا وبريطانيا واليهود وحلفائهم من قرن الشيطان التكفيري ومشتقاته السعودية والإمارات وغيرهم من موالاة حلف الناتو الصهيوني يسفكون الدم العربي والإسلامي على امتداد الخارطة العربية والإسلامية. وأسوأ نموذج لذلك الهجوم الفاشي البربري على الساحل الغربي اليمني عامة والحديدة خاصة في أقدس أيام وأشهر السنة، طاعةً لولي الأمر البريطاني والأمريكي بفتوى من تلميذ بن عبدالوهاب وبن تيمية الشيخ أفيخاي أدرعي ناطق جيش الكيان ومفتي جيوش ومقاتلي التكفير الوهابي.
وأضاف أنعم : آل سعود وعيال زايد وعمالقة الجنوب المحتل والجمهورية العائلية ومعهم مرتزقة من كل جنسيات وألوان العالم يمطرون أطفال الحديدة من السماء والبحر والبر بهدايا عيد الفطر المبارك، هدايا الموت والتشريد والخوف والرعب لأطفال الحديدة في عيد الله، وصمة عار في جبين الإنسانية ولعنة خالدة ستلاحق القتلة في الدنيا والآخرة، في مقدمتهم أدعياء إسلام آل سعود وخلافة إخوان الأطلسي.
أطفال العالم
ومضى قائلا : أطفال العالم الإسلامي يحتفلون ويرتدون الملابس الجديدة ويذهبون للحدائق والمتنزهات، وأطفال الساحل والحديدة يتوعدهم السعودي والإماراتي بالموت والدمار، ويقولون حقوق الطفل وحقوق الإنسان وشرعية الفنادق وجمهورية العائلة، إنهم وحوش متوحشة ومصاصو دماء، مجرمين وقتلة، سينالون عقابهم في الدنيا قبل الآخرة بعون ومشيئة القوي العزيز.
تعانق وإخاء
مبينا أن توحد المسلمين سيكون رغم سفك الدماء بالفتوحات الصهيو-وهابية حصراً في بلاد الإسلام والمسلمين دوناً عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، هي إحدى بشائر الخير للأمة العربية والإسلامية، نعم بشائر خير، وأشد ساعات الليل ظلمة، هي التي تسبق الفجر، كل عام وأطفال اليمن والحديدة في خير وأمن وأمان وعزة وكرامة إن شاء الله تعالى، وللمجاهدين كل الثبات والنصر والتمكين بإذن الجبار القهار.
تصعيد واستعداد
الكاتب والناشط الحقوقي حميد القطواني يرى أن العيد يأتي و اليمنيون يواجهون ظروفاً قاسية وعنت حياة انتجها حصار وعدوان تحالف الغزو الأمريكي وتصعيد لحملات الغرو لليمن وخاصة باتجاه الحديدة والسواحل الغربية .. وفي نفس الوقت يعيش اليمنيون في المحافظات المحتلة جحيم الفوضى والموت الجماعي العبثي والفقر وانعدام الخدمات وتقديم ابنائهم قرابين للغزاة.
وأضاف : إن ذلك يمثل مشهدا قاتماً ظاهره هكذا لكن اليمني بجوهره الحضاري ينتصر لاستحقاق العيد وفرحته خاصة بصفة موحدة في المناطق الحرة التي تتمتع بالاستقرار والأمان، ويرى الناظر إلى الحركة العامة والانطباع العام للناس وكأن اليمن يعيش ازهى عصور الرفاهية -معنويا- ترى الأجواء التكافلية والتعاونية بين الناس رغم أن ظروف الجميع صعبة , ولكنهم يتقاسمون رغيف الأمل , يسقون بالمحبة والاهتمام معاني الحياة في الوجدان والنفوس وتعريف قيمة الإنسان بمعايير الاحترام والتقدير , وان اليمنيين بذلك ينتصرون في معركة الأمل وإرادة الحياة على كل الصعاب والتحديات والمشقات والمخاطر وفوق كل ألم ومعاناة.
وأضاف : هناك جو عام يعيش ومزاج واسع ، يحيي العيد في الجبهات لمواجهة التصعيد في الحديدة وهذا استحقاق الانتصار لمعركة المصير.
ابتسامات العيد
من ناحيتها تقول فائزة علي الحمزي: تشرق ابتسامات العيد في وجه اليمنيين رغم ما تخفيه من وجع وألم وقهر خلقه العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي الجنجويدي القاعدي الداعشي ومرتزقتهم والحصار، وإصرار اليمنيين على التغلب على الجراح بعث رسائلهم للعدوان ومرتزقته بأن الاحتفال بعيد الفطر ومحاولة استراق الفرحة لأطفال اليمن من بين أجواء الحزن الذي يحلق عليهم جراء افتقادهم لذويهم من سقوط شهداء على أيدي العدوان واستعدادهم لإحياء شعائر الله، رغم الظروف الإنسانية الصعبة جراء الجوع والفقر وتفشي الأمراض جعلت من استقبال أجواء العيد تتلاشى إلا أن صمود اليمنيين وتحديهم لها وللعدوان وأن يحيوا هذه المظاهر وتكون الفرحة حاضرة ولم تندمل.
وأضافت الحمزي: ويعد العيد بالنسبة لنا كيمنيين فرصة لطي وتناسي الخلافات والمشاكل وتوحيد الكلمة ويعم التراحم فيما بينهم ومساعدة بعضهم البعض وتمنيهم أن تنتهي الحرب وتعود الحياة كما كانت عليه وأن يثبت الله أقدام المجاهدين وينصرهم وينصر اليمن على القوم الظالمين.
وهكذا ستظل ميزة العيد تجمع كل اليمنيين تحت سقف واحد.