*معركة الساحل رهان أمريكا الخاسر
استطلاع/ سارة الصعفاني
دخل الجيش الأمريكي خط المعارك في جبهة الساحل الغربي لليمن بعد مشاركته في العدوان فعلياً منذ أكثر من ثلاثة أعوام بصفقات الأسلحة المحرمة دولياً واستخدام قنابل عنقودية وصواريخ باتجاه المدنيين من البوارج الحربية في البحر ، والمشاركة الميدانية تحت غطاء شركات الموت بلاك ووتر وداين كروب قبل أن تعترف وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بمشاركة أمريكا في العمليات اللوجستية والاستخباراتية، والتي منيت بخسائر فادحة.
سحقت شركات الموت وغادرت جثثاً هامدة ، ببأس وقوة أبطال الجيش واللجان الشعبية ودمرت التقنيات والأسلحة الفتاكة الأمريكية الصنع، فدخول أمريكا خط معركة الساحل لن يغير شيئا، فاستنفار أبناء اليمن للدفاع عن الأرض والعرض رسالة واضحة للعالم أن الغزاة سيدفنون ؛ فاليمن عبر التاريخ مقبرة الغزاة والطغاة:
المحلل السياسي د. يوسف الحاضري مشاركاً القراء توقعاته قال : أدرك اليمنيون منذ أول صاروخ غادر بأن العدوان على اليمن أمريكي بامتياز تخطيطاً وتنفيذاً وأهدافاً ونتائج ، وبطبيعة الحال تستخدم أمريكا أدوات وتضخ المال حتى لا تتورط بنفسها في حروب عبثية وحتى إعلان الحرب كان من داخل واشنطن، لذلك فالشعب اليمني هيأ نفسه على أنه يقاتل أمريكا جيشاً وأسلحة وإعلاماً وتوجهاً وأهدافاً فألحق بها وبأدواتها هزائم عديدة حتى لجأت أمريكا في منتصف 2016م وعبر سفيرها بتهديد الوفد اليمني في سلطنة عمان بإجراءات اقتصادية رغم الحصار وبالفعل نقل البنك المركزي إلى عدن وتوقفت رواتب الموظفين.
متابعاً: اليوم والفشل الذريع يعصف بأمريكا في الساحل يسعى النظام عبر تحركات دبلوماسية وإعلامية لتخطي هزيمته فتارة يوعز لأدواته في الإمارات ليطلقوا نداء استغاثة لمساندتهم في حربهم في الساحل وكأن أمريكا لم تكن مشاركة في العدوان وتارة تهديدات عن تحركات جيوش مارينز إلى الساحل وتارة عبر ما اسموهم القبعات الخضراء في الحدود الشمالية اليمنية مع السعودية لتحميهم من الصواريخ البالستية ،وغير ذلك من أطروحات لم تعد تؤثر على اليمنيين نفسياً.
وأضاف: أمريكا انهزمت في اليمن ، وأصبحت بعد أكثر من 3 سنوات اعتداء بين خيارين أما أن تنسحب لتحفظ بقايا كبريائها الزائف وفشل عبيدها من الأعراب الخليجيين ومرتزقة الداخل أو السعي للظهور مباشرة وهنا سيعودون صاغرين يحملون الفشل والهزائم والجثث المحترقة بإذن الله.
عدوان تحت حماية أمريكا
من جهته قال د. عادل غنيمة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة عمران : الجيش الأمريكي موجود في معركة العدوان على اليمن منذ قرار العدوان ولكن تختلف استراتيجية تدخل حكومة أوباما عن حكومة ترامب فاستراتيجية أوباما العسكرية كانت تفرض عدم التدخل العسكزي المباشر في النزاعات والصراعات السياسية ومناطق تهديد الأمن والسلم الدوليين، فاقتصرت مشاركة الجيش الإمريكي على تقديم الدعم اللوجستي لطرف ما ضد الطرف المناهض للسياسة الأمريكية والإسناد الحربي بحراً وجواً ، وعدم مشاركة القوات البرية في الحروب ، وهو ماكان في معركة عدن وتدريب قوات تحالف العدوان وتعزيز غرفة العمليات بالخبراء لقيادة المعركة تكنولوجيا ، وهو ماصرح به وزير الدفاع الأمريكي للكونغرس الأمريكي مع السرية التامة حول مشاركة القوات الأمريكية مع قوات تحالف العدوان، وكذلك بيع السلاح والذخائر لدول التحالف المعتدية على بلادنا، بينما ترامب جاء باستراتيجية عسكرية مختلفة عن سلفه أوباما، حيث أعلن دعمه الكامل لحماية السعودية من أي مخاطر أمنية واستعداد بلاده للمشاركة العلنية في العدوان على اليمن بل بدأها بعمليات عسكرية في البيضاء بحجة ملاحقة تنظيم القاعدة، وبات يقبض المال من السعودية والإمارات مقابل الحماية والدفاع عن مصالح الدولتين.
مضيفاً: لم يعد خافياً على أحد المشاركة العلنية للقوات الأمريكية في مختلف الجبهات وفي كافة غرف العمليات بل وكان أول قرار اتخذه ترامب هو الإفراج عن الذخائر العنقودية التي أوقفت بيعها حكومة أوباما..
أمريكا وإسرائيل مشاركتان عملياً ولوجستياً في العدوان على اليمن ، وتتحمل أمريكا وزر جرائم الحرب السعودية على المدنيين اليمنيين.
معركة الشجعان
نوفل العبسي، رئيس قسم التوجيه التربوي بمنطقة شعوب التعليمية بنبرة ثقة قال : مواجهة العدو هذه معركة الشرف والكرامة التي ينتظرها رجال الرجال وهي المنازلة الحقيقية والمباشرة لجيشنا ولجاننا الشعبية ومعهم أبناء الوطن الشرفاء.. ولاشك أنها معركة دفاع عن الوطن وسيادته ومياهه الإقليمية ، وسيلقن فيها العدو الأمريكي وزبانيته من السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم درساً يمنياً لن ينسوه ؛ فنحن أصحاب حق ومعتدى علينا منذ أكثر من ثلاثة أعوام ومحاصرون براً وبحراً وجواً ، ولدينا إرادة يمنية قوية بالدفاع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا وكرامتنا لذا حتما سيكون النصر حليفنا بإذن الله وسيُفشِل أبطالنا البواسل كل الرهانات الخاسرة للعدو .. لا نخشى تهويلهم الإعلامي الكاذب حول قدراتهم العسكرية والتي يدخل ضمنها استخدام الأسلحة المحرمة دوليا فهم يريدون من خلاله بث الرعب والخوف في نفوسنا، متناسين بأننا ما خلقنا إلا للنزال والنزال فقط.. ولن أبالغ إن قلت بأننا نرى النصر يلوح في الأفق اليمني .. دعواتنا لجيشنا ولجاننا الشعبية بالنصر المؤزر ، وسيكون عيدنا عيدين.
حروب بالوكالة
فيما قال المحامي حاتم المسوري عن قدوم الجيش الأمريكي للقتال في اليمن وتحول موقفه من المشاركة الخفية في العدوان على اليمن إلى المشاركة بنفسه : مشاركة أمريكا في الميدان عبارة عن تورطها وخسارة رهاناتها، أمريكا ضخت المال وقتلت جنودها في العراق وأفغانستان ولم تجنِ سوى الفشل الذريع ولعناتٍ ما تزال تطاردها من الشعب الأمريكي نفسه ، لذلك تلجأ اليوم في حروبها للزج بالأنظمة العربية وإشعال فتيل الحروب العبثية التي يقودها المجرمون واللصوص، وضخ أسلحة الموت والدمار وتنفيذ مخططاتها بعيداً عنها لذلك نجدها تعتمد على الإمارات في معركة الساحل الغربي وتزج بالمقاتل السوداني.
وتابع بالقول : أمريكا تدرك جيداً تاريخ اليمن أكثر من دول الخليج التي لا تقرأ سوى أرقام الشيكات ولوائح طعام الفنادق، وتعي أن اليمنيين أولو قوة وأولو بأس شديد ، لقد أدارت الحرب وحركت أدواتها كالدمى بنفسها وتعرف كيف أن الهزيمة والاستسلام ليستا في قاموسنا وكيف خسرت رهاناتها وفشلت كل مخططاتها الخبيثة ولم يتبق لها سوى الانتحار على السواحل أو الموت بفوهات البنادق.
طرد المحتل
أما خليل الحمزي – خريج علوم سياسية -فيقول: هؤلاء المغفلون من الأمريكان لم يفهموا بعد بأننا لم نقبل بأن تحتل إسرائيل فلسطين رغم أن العالم لا يحرك ساكناً وحتى الفلسطينيين أنفسهم رضوا بهذا الاحتلال وبالأمر الواقع وخضعوا له وباتوا يسعون فقط لإقامة دولة فلسطينية تحت سيادة الكيان الإسرائيلي لكننا نحن اليمنيون سنطرد المحتل الصهيوني ونحرر فلسطين من إسرائيل لم نقبل بواقع احتلال اليهود فلسطين رغم المسافات واختلاف الثقافات والمواقف فكيف لنا أن نتفرج على احتلال أمريكا وصهاينة العرب وطننا ؟! ونؤكد لكم أن أرض اليمن ستكون محرقة للغزاة لا تبقي ولا تذر.
استراتيجية إنهاء الحرب
وبدوره قال المحلل السياسي عبد الغني الزبيدي: خطوة الجنون قد تغير المعادلة وتحرز النصر .. بمعنى المعاملة بالمثل فحين يستهدف العدوان مدننا أحياءنا السكنية نرد عليه بالمثل، لنثأر لمنشآتنا واقتصادنا ولنعرف شعوب العالم ماذا يحدث في شبه جزيرة العرب بصاروخ نحو المنشآت النفطية في الخليج .
ما الذي تبقى من حسابات ؟ ما الذي نخاف خسارته؟ مادام في ذلك حياة شعب منكوب يتجرع الموت والحرمان والقهر وإنقاذ وطن يتمزق ويُنهب.
افعلوها لمرة لنتعرف على صداها عالمياً، سئمنا التعقل، أكثر خيار استراتيجي عاقل هو الفعل المجنون، أليست صواريخنا قادرة على الرد ؟
بعد كل ما حدث ما الذي نخشاه ؟ احسموا المصير المجهول بقرار جريء فإما أن نحيا أو نموت.