أبناء الجنوب اليمني.. استحمار أم استعباد ؟!
جميل أنعم العبسي
اليوم أبناء جلدتنا من المحافظات الجنوبية قتلى بالمجان في عسير وجيزان ونجران وصرواح ونهم وتعز وكل الساحل الغربي، قتلى وصرعى وجرحى ومفقودين، وهم كانوا كذلك في حروب صعدة الستة في المقدمة ضحايا رخيصة للسلطة الظالمة وهنا الاستثناء مقبول، أبناء الجنوب اليوم في الساحل الغربي دم رخيص السعر والعزة والكرامة، يقاتلون بدون هدف معلن، هدف وطني يمني أو قومي عربي أو إسلامي سعودي أو إسلامي إخواني أو تكفيري أو حتى ارتزاق مالي مغرٍ ومجزٍ، إنهم يقاتلون بعرض وهمي إماراتي سعودي أمريكي بريطاني لنيل استقلال الجنوب البريطاني القديم الجديد.
هدف استعماري قديم جديد، لا يُقرَه الدين والوطنية والقومية والإنسانية، ويُقرَه الأعداء قديماً وحديثاً، وعلى الورق فقط، كطعم جاذب لأبناء الجنوب المعانين من ظلم سلطة صنعاء 7يوليو94م، ظلم خطط له الخارج مبكراً لاستثماره مؤخراً، ومن يتحالف مع العدو وينفذ له الرغبة الأولى ينصاع تالياً وتلقائياً لتنفيذ كل رغبات الأعداء ضد أبناء الوطن الواحد والعقيدة وحتى الأسرة الواحدة.
التكفيريون بكل مسمياتهم وألوانهم الوهابية والإخوانية يقاتلون وينتحرون وتتطاير أشلاؤم في كل الاتجاهات ظانين الذهاب للجنة والحور العين…إلخ.
والجنوبيون يُقتلون ويَنتحرون في الشمال والوسط وحتى عسير ونجران وجيزان خارج الحدود الشطرية السابقة ولا يعتقدون بأنهم ذاهبون لجَنّة الإسلام التكفيري ولا حتى لملاقاة حور العين ولا للدفاع عن وطن ملكي أو جمهوري لم يعلن حتى يعترف به.
كان الجنوبي يقتل الشمالي في عدن ويعتبره مُحتلاً وبلغة مناطقية وعنصرية والتكفير كان له نصيب، فتم ذبح أفراد من الأمن المركزي وقتل أفراد من معسكرات الحرس الجمهوري من البر والجو والبحر بالسعودي والإماراتي والأمريكي، وانتهت معسكرات الأمن المركزي والحرس الجمهوري من الجنوب بالقتل والذبح والتنكيل وحتى التمثيل، وما تبقى منهم احتضنتهم ثورة21سبتمبر ومنهم الصالحون في الجبهات ضد العدوان، ومنهم الطالحون حرس عفاش وأمن طارق المتحالفون مع من طردهم ونكَّل ومَثَّل بهم وأطلق عليهم كل صفات النعرات غير الأخلاقية.
نعم تحالفت عنصرية الجنوب مع حرس وأمن شمال العائلة من أجل تمزيق الوطن والشعب بعروض كيانات انفصالية لن ترى النور بهم سلباً أو إيجابياً، إنها دماء رخيصة منقادة بالخارج لحقد وحسد داخلي أوجده الخارج وبهم، إنه ضعف الإيمان وضعف المناعة الوطنية أوصل القوم إلى الضياع، ضياع بالدنيا والآخرة
رتب عسكرية عالية من لواء وعقيد حتى ملازم وجندي، رتب ونياشين وأوسمة شمالية وجنوبية تقاتل ليس من أجل اليمن ولا الشعب اليمني ولا العقيدة الإسلامية الحقة.
تُقتل في سبيل تقسيم البلاد والعباد وبقيادة أمريكية بريطانية معلنة، لا يقاتلون من أجل اليمن وشعبه، ولا يقاتلون لأجل تحرير فلسطين، ولا يقاتلون أدوات أمريكا والسعودية، وإنما يقاتلون بشعارات عنصرية ومناطقية وانفصالية وتفكيك عرى الشعب والوطن والأمة العربية والإسلامية، شعارات وأهداف اليهود بني صهيون، “طنجرة وجدت غطاها” طارق عفاش وهيثم طاهر أعداء الأمس إخوان اليوم والطباخ سعودي إماراتي، واللحم جنوبي جنوبي والقليل شمالي عفاشي طارقي، والبهارات بنظر الإعلام الخليجي وتجار الكلمة والتاريخ، والمستهلك الضباع والكلاب الضالة، والمستفيد ليس مجهولاً، جنوبيون لتحرير الحديدة والدفاع عن نجران، والجنوب مُحتل، ليست لغزاً ولا أحجية، بل استعباد للعاهرات واستحمار للقُوَّاد قواد العاهرات، والقيادة لليهود والأمريكان في كل زمان ومكان، والعاقبة للمتقين.