
استطلاع / محمد راجح –
٭ .. بدأ أسامة الحمادي منهكاٍ وهو يأخذ استراحة لبرهة من الزمن على إحدى عتبات المدخل الرئيسي للمركز التجاري الذي يعمل به في شارع القصر بعد نهار رمضاني شاق كما يقول حيث يستعد لفترة مسائية مجهدة ومتعبة مع ارتفاع حركة الأسواق مع الاقتراب التدريجي من العيد .
يجد أسامة الذي تخرج منذ أكثر من أربعة أعوام من كلية العلوم بجامعة صنعاء في هذه الفترة من الموسم الرمضاني فرصة سانحة للتخلص مؤقتاٍ من البطالة التي يعاني منها منذ تخرجه نظراٍ لحاجة القطاعات التجارية في الأسواق لعمالة موسمية طارئة خلال أيام رمضان والأعياد .
لكن يشكو هذا الشاب من استغلال هذه القطاعات التجارية والمحلات والمراكز للشباب والأيادي العاملة بتشغيلهم بمبالغ زهيدة مقابل عمل مضني وشاق يتجاوز الـ 15 ساعة يومياٍ .
٭ تشهد الأسواق منذ الأسبوع الماضي حركة تجارية واسعة بعدما قررت كما يبدو الكثير من الأسر التوجه إليها لتوفير متطلبات العيد من كسوة وغيرها بشكل مبكر وانتظار البعض لنهاية الأسبوع الجاري الذي سيصادف استلام راتب شهر يوليو .
استعدادات المحلات التجارية للموسم التجاري الرمضاني والعيد تركز على استيعاب أعداد كبيرة من الأيادي العاملة تم اضافتهم للطواقم التي تعمل لديهم طوال العام حيث يقوم كل محل تجاري في المناطق والأسواق الرئيسية مابين 4-5 عمال بينما يتضاعف العدد في المراكز التجارية الكبيرة بمتوسط ادنى يصل إلى مايقرب من 20 عاملا .
ويرى خبراء أهمية مثل هذه المواسم التجارية التي ترتفع فيها وتيرة الاعمال واستيعاب المزيد من الأيادي العاملة وبالتالي إجراء عملية تخدير مؤقت للبطالة المتفاقمة والتي تزيد على 45%.
شكاوى
٭ في جولة ميدانية ترصد “تنمية بشرية” الكثير من الشكاوى للأيادي العاملة بسبب استغلال المحلات والقطاعات التجارية لهم بمبالغ زهيدة لاتلبي ما يبذلونه من جهد يومي شاق .
وبحسب سمير الفتاحي عامل في أحد المحلات التجارية فإنه قد انضم للعمل في هذا المحل قبل أسبوع من بدء شهر رمضان لمساعدة أسرته محدودة الدخل .
ويقول : نقف لساعات طويلة تبدأ من الثانية عشرة ظهراٍ في رمضان وحتى صباح اليوم التالي بدون أي توقف سوى للحظات بسيطة او لتناول الوجبات الرئيسية .
ويضيف : كل هذا المجهود يساوي 30 الف ريال صافي يتم استلامها آخر يوم في رمضان إلى جانب مصروف يومي زهيد بمبلغ رمزي .
ويشير سمير إلى أن المحلات والمراكز التجاري تكسب بشكل هائل في الموسم التجاري الرمضاني بتصريف كميات كبيرة من البضائع الاستهلاكية والملابس الجاهزة لكنها لاتعطي العامل حقه مقابل الجهد الشاق الذي يبذله وحاجته الماسة للعمل الذي لايجده الا في مثل هذه الفترات من العام .
نظام
٭ يؤكد عدد من التجار والمسئولين المشرفين على بعض المراكز التجارية المكتظة بالمتسوقين طوال اليوم انهم يقومون باستيعاب أعداد كثيفة من العمالة بعضهم يستمر معهم إلى ما بعد الموسم وليس بشكل مؤقت .
ويقول مصطفى الشويع -مسئول إداري في أحد المراكز التجارية أن لديهم نظام شفاف بالنسبة للأجور بحيث يأخذ كل عامل نظير جهده وعمله استناداٍ لتجربته وخبرته.
وبحسب الشويع فإن هناك حركة عمالية واسعة لديهم تسمح بتوفير فرص متعددة للتشغيل وهناك الكثير من الشباب يأتون ويعملون ويتم مراعاتهم في الأجور خصوصاٍ إذا كان لديهم تجربة سابقة في العمل ومزاولة مهام التسويق والبيع والشراء .
ويوضح انه رفع الأجر للعامل الذي يريد العمل لفترة مؤقتة خلال شهر رمضان المبارك إلى حوالي 40 الف ريال مع الايفاء بمتطلبات العامل الغذائية اليومية وتسليمه مبلغ مالي لايقل عن 700 ريال .
أعباء
٭ تواجه سوق العمل المحلية ضغطاٍ هائلاٍ هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية يتمثل في عودة الكثير من الأيادي العاملة من المملكة العربية السعودية التي قامت بتنفيذ إجراءات جديدة مشددة على العمالة لديها ادت إلى تسريح أعداد كبيرة من الأيادي العاملة إلى اليمن .
هذه الأعداد الغفيرة وغيرها من العمالة المحلية التي كانت تجد في السعودية ملاذاٍ آمناٍ للرزق والعمل خصوصاٍ في مواسم العمل مثل رمضان وغيره وجدت نفسها مجبرة على البحث عن عمل في السوق المحلية مما أدى إلى مضاعفة الأعباء بشكل لا تستطيع معه الجهات المعنية الرسمية والخاصة تحمل تبعاته وآثاره واستيعاب كل هذه الأعداد المكتظة في الأسواق .
ويرى خبراء أن عودة هذه الأيادي العاملة بأعداد كثيفة إلى سوق عمل محلية تعاني من ارتفاع كبير في البطالة وأعداد مرتفعة للعاطلين عن العمل سيشكل مشكلة كبيرة للاقتصاد الوطني وأيضاٍ لسوق العمل التي تعاني من اختلالات عديدة ومعضلة مزمنة في عدم القدرة على الاستيعاب.