* نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية لـ”الثورة”:
لقاء / أسماء البزاز
أوضح أحمد أحمد الكبسي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة “بنيان” التنموية، أن مشروع الشهيد الرئيس الصماد “يد تحمي ويد تبني” هو الخيار الوطني الذي لا تنازل لليمنيين عنه وأن الشروع نحو البناء والتنمية هو المخرج الرئيس لليمن من محنتها الاقتصادية التي أنتجها العدوان.. ودعا لتأسيس شراكة فاعلة للانطلاق نحو تأسيس وتدشين المشروع الرئاسي “يد تحمي ويد تبني”، وتحدث عن بالمبادرات الشبابية التي تعي حجم المخاطر والتحديات ولم تستسلم لها بل جعلتها محطة للإنتاج والبناء والإعمار وغير ذلك في هذا اللقاء:
بداية.. كيف تم تأسيس مؤسسة بنيان وما أبرز الأنشطة والمهام التي تقدمها؟
– في البداية ومن بين عشرات المبادرات التي قام بها أشخاص رائعون وملهمون في عدد من محافظات هذا الوطن الغالي نشأت مؤسسة بنيان التنموية لتصبح حاضنة لتلك المبادرات ولتعمل على نشرها في أماكن أخرى هي في أمس الحاجة إليها، نتيجة لما أفرزه العدوان الغاشم من مآسٍ طالت المرأة والطفل والعجوز ونتج عنها عدد كبير من الفقراء والأرامل والايتام وذوي الإعاقات. ونعتبر مؤسسة بنيان التنموية أحد المتارس القوية في الجبهة التنموية التي يعمل معها العديد من المتطوعين رجالا ونساءً، من أجل تعزيز أوجه الصمود أمام تعنت وتجبر العدوان الغاشم الذي يفقد يوما بعد يوم جبروته وتكبره ويتحول أمام جبهاتنا الوطنية إلى مجرد أضحوكة يتندر بها كبارنا وصغارنا اليوم وسنحكيها لأحفادنا مستقبلاً.
وكيف تقيم أهمية تأسيس هذه المؤسسات التنموية في المرحلة الراهنة؟
– إننا في زمن التحولات، ونتيجة لتلك الظروف الصعبة التي انتجها العدوان كانت الضرورة الملحة للشروع نحو البناء والتنمية بالإضافة إلى الاستجابة الانسانية التي تقدمها المؤسسة للعديد من الحالات الانسانية من دعم وإسناد في مختلف المجالات، ومن تتبعنا للمبادرات السابقة نجد تحولا عجيبا في وعي اليمنيين فهم اليوم أكثر عطاء ومساهمة في جميع الجبهات، بوقتهم وأموالهم بل وأبعد من ذلك، إنهم يجودون بفلذات أكبادهم من أجل أن يعيش هذا الوطن حراً وعزيزاً، إن شعبنا بهذا العطاء لا يمكن إلا أن يكون مقبرة للغزاة وهذا ما عهدناه سابقاً ونعهده اليوم .
الشروع نحو التنمية .. كيف يغدو ممكنا في هذه المرحلة؟
– إننا نسعى لتنمية مجتمعاتنا وتمكينها خاصة بعد دعوة الشهيد الرئيس الصماد وذلك من خلال التدريب والتوعية والمساندة لجعلها أكثر قدرة على الاستفادة من مواردها المحلية، كما نعمل على رعاية الموهوبين والمخترعين ونساند الجهود الوطنية في تشغيل الشباب والنساء من خلال المشاريع المناسبة، كما أننا نساهم في الجهود الإغاثية أينما احتاجها الناس، وكل ذلك يتم من خلال بحوث ودراسات وبشكل دقيق. وسنستمر في عملنا التنموي وبخطى واثقة ولن يثنينا شيء عن حبنا لوطننا وسنقدم كل غالٍ ونفيس من أجل اليمن.
ما الخطوات الأولى للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي على خطى “يد تحمي ويد تبني”؟
– تتحقق بالمبادئ الأولى للتنمية المستدامة للوصول بالمجتمع لامتلاك الكفاءة والفاعلية التي تؤهله للمشاركة في البناء والتنمية من خلال توعية ودعم وتمكين وتطوير قدرات الفئات الأكثر احتياجاً وخلق فرص الاكتفاء الذاتي لها وإعادة إعمار ما دمرته الحرب والتركيز على القطاع الزراعي باعتباره المصدر الرئيس لهذه التنمية.
وهل لديكم شراكة مع المنظمات والجهات المعنية في الجانب التنموي للبلاد؟
– نعم، فأي نجاح لا يتم إلا بالتنسيق والشراكة للمساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع في كافة المجالات بما يحقق الاستقلال والاستقرار والعدالة، وإعداد مقترحات ومشورات ودراسات متخصصة للجهات ذات العلاقة بما يكفل تحقيق هذا الهدف، والمساهمة في تمكين كافة فئات المجتمع المختلفة وبالذات الأكثر احتياجاً منها للقيام بدورهم في البناء والتنمية وصولاً إلى اقتصاد مجتمعي قوي وفعال، عبر تنفيذ وتمويل مشاريع ذات بعد إنتاجي وخدمي.
وكيف يمكننا تحويل المجتمع من مستهلك إلى مجتمع منتج؟
– من خلال العمل بشتى الوسائل المتاحة في صناعة مجتمع واع بأهمية الإنتاج والتنمية ، من خلال التوعية والإرشاد ونشر ثقافة المبادرة والعمل الجاد للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتحرر من التبعية الاقتصادية. والمساهمة في تنمية وتطوير ورعاية الموهوبين والمخترعين والمبدعين في كافة المجالات التنموية عبر تبني وإنشاء مراكز متخصصة تستوعبهم وتوجههم بما يخدم المجتمع. والمساهمة في دعم جميع فئات المجتمع بخدمات التدريب والتأهيل والتمكين لتصبح قادرة على تحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي وحفظ كرامتها الإنسانية. والتخفيف من معاناة المجتمع عبر نشر ثقافة الإحسان والتكافل والتعاون المجتمعي والمساعدة في تنفيذ مشاريع إنسانية إغاثية.
وأمام هذه الغاية الكبيرة هل لديكم إدارة للبحوث والدراسات الموجهة للبناء والتنمية وفق استراتيجيات محددة؟
– نمتلك في بلادنا كل مقومات النهضة، وتزخر اليمن بشتى أنواع المعادن، تتنوع مناخاتها وعلى الخريطة تمتد سواحلها ولكي نضع أقدامنا على طريق النهضة، عملنا وفق دراسات دقيقة ورؤية واضحة لذلك، حيث قمنا بإنشاء قسم خاص بالدراسات يعمل حالياً على إعداد دراسات في مجالات متنوعة أهمها: بحوث زراعية تهدف إلى التغلب على المشاكل التي تعيق العمل الزراعي وكذا طرق وأساليب تطوير المحاصيل في محافظة صعدة كمرحلة تجريبية، ننطلق بعدها لبقية محافظات الجمهورية.. دراسة نفسية للمعاقين والمجتمع المحيط تهدف إلى تحرير التدخلات والأعمال التي يمكن القيام بها لدمجهم في المجتمع كشركاء في التنمية والبناء.
وكيف بالإمكان مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في ظل هذا الوضع الحرج؟
– من خلال الوعي الذي يجعلنا مستبصرين في كل شؤون الحياة، أن نعرف المقاييس الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نقيّم الأشخاص والمواقف والاتجاهات، أن نعي كيف نعمل؟ ومتى؟ ولماذا؟ حيث أننا نهدف إلى أن يكون الإنسان اليمني قادراً على مواكبة التطورات العلمية والوظيفية في كافة مناحي الحياة، قادراً على الاستفادة المثلى من الطرق والأساليب الحديثة في العمل مدركا لأسباب النهوض. بالإضافة إلى إننا نهتم اهتماماً كبيراً بتنمية وعي الأطفال من خلال التركيز على بناء المنظومة المعرفية والفكرية لهم بطريقة تشجعهم على البحث والتفكير العلمي والمنهجي السليم.
ماذا عن مجالات التدريب والتأهيل الذي تقدمه المؤسسة للطاقات الشبابية؟ ..
– الطاقات الشبابية معطاءة وتزخر بها اليمن في كل المحافظات، وهم يشيدون صرحاً هنا ويزرعون أملاً هناك، نضع أيدينا مع أيديهم وأحلامنا مع أحلامهم، فنبني قدراتهم ونساعدهم على تنظيم أعمالهم، من خلال التدريب والمساعدة بالخبرات الفنية والإدارية ليكونوا أقدر ونتاج أعمالهم أجدر مع مدربين متميزين من ذوي الخبرات على بناء قدرات المبادرات والجمعيات والمنظمات ذات النشاط المجتمعي المتميز والملحوظ في إطار تعاون فني مشترك يسهم في جعل الأعمال التي تقوم بها أكثر جدوى وملامسة لاحتياجات الناس.
ومن أهم التدخلات التدريبية: تدريب وتمكين غرفة وادي مور للطوارئ والتنمية، حيث تعمل هذه المبادرة على استصلاح وادي مور من خلال تعديل مجرى السيول فيه وصيانة المنشآت المائية لحماية المنازل والأراضي الزراعية من الانجراف، فتلاحمت سواعد الرجال مع حماستهم وكان السخاء في أرقى صوره، سخاء بالمال والجهد والوقت وأصبح هذا العمل نموذجاً يحكي الجميع كيف يتحول الحلم إلى حقيقة، وكيف تصبح المشكلات جزءاً من الماضي.
كذلك تدريب وتمكين غرفة الصيادين للطوارئ والتنمية والتي تعمل مع الصيادين في الحفاظ على الأحواض المائية من العبث وتساهم في إعادة تأهيل الجمعيات المتخصصة بهذا الجانب من خلال التدريب وبناء القدرات ووضع أقدامهم على طريق الفاعلية والعمل البناء.
أيضاً من التدخلات التدريبية تدريب وتمكين لجان ومبادرات محافظة حجة، حيث حملت مجموعات من الشباب في المحافظة رغبة بالعمل المفيد للمجتمع، فأنشأوا جمعيات ومؤسسات تؤطر أعمالهم والتي يعملون من خلالها على تقديم الحلول ويرسمون صوراً للتغيير البناء والإيجابي.
ولأننا مشتركون معهم في نفس الهدف كان من اهتماماتنا في المؤسسة تدريبهم وتقديم الدعم الفني لهم لتكون أعمالهم أكبر أثراً ومساحتها أوسع وأشمل.
وهل تدعم المؤسسة الابتكارات والاختراعات والموهوبين؟
– نعم فبهذه العقول الفذة إرادة تصنع المعجزات، بها ومعها ننتقل بسرعة إلى تحقيق المستحيل، ونحجز مكاناً متميزاً بين الأمم. فنحن نهتم بهم ومن ضمن أهدافنا رعاية الموهوبين من مراحل مبكرة، رعاية خاصة، تصقل قدراتهم، وتهيئهم للدور الريادي الذي ينتظرهم، كما تهتم بدعم وتشجيع المخترعين في تجاربهم، واكتشافاتهم وصولاً إلى توفير الدعم اللازم لتكون تلك الاختراعات واقعاً ملموساً.
ماذا عن الدور الحكومي حيال نشاط المؤسسة؟
– يداً بيد مع الجانب الرسمي والجهد المجتمعي نحقق شراكات في البناء والتطوير، ولبنة بلبنة نشيد البنيان ونشارك في عملية النهضة من خلال مشاريع استراتيجية تستثمر القدرات البشرية والمادية وتستوعب طاقات الشباب الخلاقة. وتحرص المؤسسة على تبني مشاريع حيوية وملامسة للاحتياجات الحقيقية للناس في مناطقهم وبحيث تستوعب الطاقات الشبابية وتستفيد من الفرص الاستثمارية لكل منطقة. كما تعمل على إيجاد طرق للتعاون الاقتصادي بين المناطق المختلفة وبما يجعل من المشاريع المنفذة مشاريع وطنية بامتياز. بالإضافة إلى كوننا نهتم باستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المشاريع المنفذة في الأعمال التي تتناسب مع قدراتهم، فنحن في مؤسسة بنيان نؤمن بأن الإعاقة هي إعاقة الإرادة، فالكل قادر على العمل والكل شريك في التنمية.
الدور الإغاثي الذي تقدمه المؤسسة.. هل يمكن إطلاعنا عليه؟
– مع ظروف الحرب ظهرت العديد من التحديات والتي تحتاج إلى حلول سريعة، وبروح المسؤولية تشارك مؤسسة بنيان في مواجهة تلك التحديات، يداً بيد وخطوة بخطوة مع الجهات الرسمية والشعبية، ومن أهم المشاريع الإغاثية التي تعمل عليها المؤسسة في الوقت الراهن: مشروع “أغنياء من التعفف”، وهو مشروع عملاق يهدف إلى توزيع مواد غذائية لعدد (500.000) أسرة في جميع محافظات الجمهورية ويتميز المشروع بإيصال المواد الغذائية الى منازل المستهدفين ليجنبهم مشقة البحث وحرج الانتظار.
كذلك مشروع “مواجهة وباء الكوليرا” من خلال إنشاء وتشغيل أفران خيرية توفر الخبز لعدد (14.500) أسرة ، ويعتبر هذا المشروع من أبرز مشاريع المؤسسة في فترة تأسيسها، وهو يتكون من (14) مخبزاً، يبلغ إنتاجها (154.000) من الخبز والكدم يومياً، كما تسعى المؤسسة إلى توسيع هذا المشروع للوصول إلى عدد أكبر من المحتاجين خلال الفترة المقبلة.
Prev Post
قد يعجبك ايضا