ترامب أمريكا ينسحب من الاتفاق النووي.. ما بين سطور ردود الأفعال الأولية
جميل أنعم العبسي
ترامب أمريكا ينقض عهد الاتفاق النووي الإيراني المُصدَّق بقرار مجلس الأمن ويُعيد فرض العقوبات، وإيران تتحسس مدى التزام الـ5-1 فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا بالاتفاق، ومدى انسجام ذلك مع مصالحها، والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد تنفيذ إيران لالتزاماتها، والأمم المتحدة قلقة، وروسيا تعتبره تهديداً للأمن الدولي، والصين تعارض وتدعو للالتزام الكامل بالاتفاق، وألمانيا مُلتزمة، وكذلك الإتحاد الأوروبي، وبريطانيا ملتزمة لكن ترى نقطة ضعف الاتفاق برنامج إيران الصاروخي، وفرنسا تدعو لتعديل الاتفاق ليشمل البرنامج الصاروخي وتحجيم الأنشطة الإيرانية المزعومة في العراق وسوريا واليمن وغزة ولبنان، وزعيم الحزب الديمقراطي بالكونجرس الأمريكي يصفه بالخطير على الأمن القومي الأمريكي وشركاء أمريكا في أوروبا، وأوباما يصفه بالخطأ الفادح.
ونتنياهو يصفهُ بالقرار الشجاع، والسعودية والإمارات والبحرين يُرحِّبون، ومصر والأردن تُلمِّحان لضرورة اتفاق جديد يحفظ الأمن القومي العربي من “التدخل الإيراني”، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في سبات للآن، والعراق تأسف، والكويت تُفضَّل الاتفاق، وسلطنة عُمان تُقدِّر تمسَّك الـ5-1 بالميثاق، وتركيا لا تدعم القرار “الفردي” وتدعم إخلاء المنطقة من السلاح النووي.
وما لم تذكره وكالات الأنباء هو موقف الممثلة الإباحية “سترومي” التي تهدد ترامب بالاستقالة أو نشر محتوى العلاقة الإباحية بينهما.
والخزانة الأمريكية تدعو الشركات الأوروبية للانسحاب من إيران خلال 180 يوماً، والصهيوني “بولتون” مستشار الأمن القومي الأمريكي يختزلها لثلاثة أشهر، والنفط يقفز لأعلى مستوياته منذ أواخر2014م، وكوريا الجنوبية تطلب إستثناء أمريكي لواردات الخام الإيراني، وتجارة تركيا مع إيران “لن تخضع للمحاسبة”.
وإيران تستفيد من ترامب الذي نَسَفَ أعوام طوال من زيف إدعاءات خطرها على الأمن الدولي آخرها وليست الأخيرة “مسرحية نتنياهو”، وسوريا تدين وتؤكد: ردود الفعل الدولية المنددة بالقرار الأمريكي أظهرت “عُزلة الولايات المتحدة” وخطأ سياساتها التي من شأنها زيادة التوترات في العالم.
وعلى عكس شعب قناة الجزيرة وشعب بني سعود الافتراضي أظهرت استطلاعات الرأي معارضة 63% من الشعب الأمريكي لقرار ترامب، والمشهد العام يقول بأن أمريكا منقسمة سياسياً وشعبياً.
والعالم كله يظهر بكفة الالتزام، والعدو الصهيوني يريد جر المنطقة والعالم للحرب وبتأييد أمريكي.سعودي.إماراتي والنص.نص فرنسي، ونتنياهو يعلن تصميمه صد العدوان الإيراني بمهده، ولو كلف حرباً، وعاجلاً أفضل من آجلاً.
وقُبيل إعلان ترامب، أعلن العدو الصهيوني حالة التأهب وفتحَ ملاجئ الجولان السوري المُحتل ونشرَ الدفاعات شمال فلسطين والطيران يُحلق في القنيطرة وجنوب لبنان، ويشن عدواناً على ريف دمشق والدفاعات السورية تسقطها.. ونائب الشؤون الخارجية بالنواب الروسي “نوفيكوف” يعتبر الانسحاب استفزازاً يمنح طهران حرية العمل بإنتاج الأسلحة النووية، و”شامانوف” رئيس مجلس الدفاع بالدوما الروسي يقول “لا معنى بعد الآن للامتناع عن توريد إس-400 لإيران”، وروسيا تعتزم تزويد سوريا بمنظومة إس-300، ونتنياهو يطير إلى بوتين لبحث “التنسيق الأمني” وإقناعه بعدم تزويد سوريا بالمنظومة، بعد أسبوع على توعُّد “ليبرمان” بتدميرها بحال استهدفت طائراتهم.
وعموماً كانت من إيران وتيار “المحافظين” تحديداً أفضل الردود على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي كالتالي:-
1 – الإمام الخامنئي بقوله إذا لم نحصل على ضمانات من الدول الأوربية فالانسحاب من الاتفاق أفضل، وإذا وافقت إيران على تعديل النووى بالبرنامج الصاروخي وغيره فإن أمريكا سيكون لها مطالب أخرى.
2- مجلس الشورى الإيراني أحرق العلم الأمريكي والاتفاق النووي.
3 – قائد الحرس الثوري وقائد الجيش الإيراني يشكران الله على خروج أمريكا من الاتفاق.
وهذا هو الموقف الصحيح والصواب، والمواجهة مع الأصيل أفضل من الوكيل.
ذلك أهم ما رصدناه، والمنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات، ومن المُبكر الخوض بالاحتمالات والنتائج والتداعيات التي نُجزم بأنها ليست بمصلحة حلف إسرائيل وأمريكا وأذنابهم، والأيام والأسابيع بيننا ولن تطول أكثر من أشهر.. وللحديث بقية.