احتلال مفضوح !!
عبدالله الأحمدي
أي جندي أجنبي تطأ قدمه أرض اليمن، هو جندي احتلال، وأي تبرير لوجود الأجنبي على ارض اليمن تحت أي يافطة هو خيانة عظمى للوطن، وعمالة حقيرة، لا يمكن القبول بها تحت أية مزاعم.
أكثر من ثلاثة أعوام وأحرار اليمن يواجهون العدوان، ويقدمون التضحيات، يصرخون في وجه العدوان. والكثير من الناس على طول التراب اليمني يعانون من ممارسات الاحتلال، لكن الحثالة الفاسدة التي لفظها الشعب بثورات عارمة، تلك الحثالة التي تدعي الشرعية، وتمارس الخيانة والارتزاق والعمالة، والتآمر على اليمنيين تسمي العدوان والاحتلال تحريراً !!
ما حدث في سقطرى من إنزال عسكري حماراتي مفضوح أمام أعين المرتزقة، من يسمون أنفسهم حكومة المعراصة فضح كل مقولات الزيف، فجنود الاحتلال الإماراتي داسوا على رؤوس المرتزقة، وأذلوهم في عقر دارهم، بل أذلوا، حتى أولئك الجنود الذين كانوا يرابطون في مطار وميناء الجزيرة.
لقد صدق من قال أن الذي يمد يده يبقى ذليلا، فلم يسمع صوت لمسؤول مرتزق، أو جندي يصرخ في وجه المحتل. لا ندري ما هي مهمة الحامية اليمنية في الجزيرة، إذا لم تكن الدفاع عن شرف الوطن؟!
العدوان السعو/ إماراتي ومرتزقته، ومن يقف خلفهم تذرعوا بمحاربة من يسمونهم الحوثيين، لكن معظم المحافظات والجزر المحتلة في الجنوب لم يكن فيها حوثيون.
مثلا : حضرموت، المهرة، سقطرى لم يكن فيها أي وجود للحوثيين، إنما هي رغبة العدوان لاحتلال هذه المحافظات والجزر.
دول الاحتلال لها أطماع في الأراضي اليمنية، وقد بدت أطماعها واضحة في نهب الثروات النفطية المكتشفة في حضرموت وشبوة من قبل الاحتلال الإماراتي. أما الاحتلال السعودي فأطماعه في حضرموت، ومارب والجوف لا تحصى، فقد بدأ في إزاحة العلامات الحدودية، والتوغل في أراضي حضرموت، والبدء بتوصيل انبوب النفط السعودي إلى البحر العربي، حلم بني سعود.
سفلة المراقص شكوا ضعفهم وهوانهم الذي لقوه على يد المحتل الإماراتي في سقطرى إلى المحتل السعودي، بما يعني تنقلهم من ذل إلى ذل، وهم يعلمون ان الاحتلال واحد، والعدو واحد، لكنهم “يتعامسون”، كما يقال في الأوساط الشعبية.
واضح أن الاحتلال الإماراتي يبدي وقاحة أكثر بما توكل اليه من مهام الاحتلال، فهؤلاء الأوغاد يقومون بالاختطاف، والاغتصاب والتعذيب، والإخفاء القسري للمعتقلين، وبحسب تقارير المنظمات الدولية فإن الإماراتيين يمارسون الخطف والتعذيب، والاغتصاب، والإخفاء القسري في أكثر من 18 سجنا سريا في المحافظات الجنوبية، وقد سجل ناشطون حدوث أكثر من 443 حالة اغتصاب في عدن وحدها من خلال البلاغات التي تقدمت بها المغتصبات. ولم يقتصر التعذيب، والاختطاف، والاغتصاب والإخفاء القسري على اليمنيين فحسب، بل تعداه الى الجاليات الأخرى، كالصومال والأثيوبيين، وما كشفته المنظمات الدولية ( هيومن رايتس واتش ) في معتقل البريقة من اغتصاب وتعذيب للاجئين الأفارقة، أكبر شاهد على همجية الاحتلال الإماراتي البدوي، ومن يستعين بهم من المرتزقة.
بعض حثالاث المرتزقة الذين صفقوا للعدوان من جماعة ( شكرا سلمان ) والذين كانوا يحلمون بالوصول إلى السلطة على ظهر دبابة الاحتلال، وخاصة جماعة توكل كرمان، مأجوري قطر بدأوا يتظاهرون بمعاداة دول الاحتلال، وخاصة الإماراتي، وهو موقف مدفوع الأجر، وليس عن غيرة وطنية.
تتعدد جماعات الارتزاق بتعدد دول الدفع، فهناك مرتزقة بني سعود، ومرتزقة الإمارات، ثم مرتزقة قطر، وكلهم يلهثون وراء الريال والدرهم. كل هؤلاء وغيرهم لم يكتفوا بما احتلته دول العدوان من أراضي وجزر اليمن، فمازال بعضهم يقودون الاحتلال إلى مناطق أخرى، فقد سمعنا عن مرتزقة في أرياف تعز يفرشون بيوتهم لاستقبال جنود الاحتلال، وبعض هؤلاء كانوا يدعون وصلا بالوطنية، والقومية واليسار، واليوم أصبحوا أحذية الأحذية للاحتلال وأدواته.
أخر المرتزقة الهارب بالشرشف اللص السافل، ذارق عفاش الذي باع عمه بدولارات الإمارات والسعودية، وأوهمه بالانتصار، ثم ولى هاربا. اليوم ينبطح في بئر احمد في محافظة لحج لينافس المرتزقة الجنوبيين في العمالة لصهاينة الإماراتي، وليغرر بأولاد الفقراء، ويرمي بهم إلى محارق الموت، من أجل استعادة أوهام زائلة لا يمكن أن تعود، حتى ولو طلعت الشمس من عدن.
اليوم معظم أراضي الوطن واقعة تحت الاحتلال، والعدوان مازال يصعد من هجماته على البلاد، وما على أي وطني حر وشريف إلا الوقوف في وجه العدوان والاحتلال.
كل المكونات أمام اختبار وطنيتهم، وإخلاصهم لهذا الشعب، فالنصر صبر ساعة.