قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية.. هل سيرى النور قريباً؟

> البوابة الأكثر إنصافا للفقراء والمحتاجين تحت قبة البرلمان
> برلمانيون: المشروع الجديد هو إكمال النواقص في القانون السابق وفقا للشريعة الإسلامية
> نائب رئيس الوزراء: القانون يأخذ في الاعتبار استفادة الشرائح الاجتماعية المحتاجة من العائدات الزكوية
> وزير الشؤون القانونية: قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية ضرورة للحد من توسع دائرة الحاجة
> هناء العلوي: قانون الزكاة ضرورة لتنمية الموارد ودافع للاستثمار وتعزيز التكافل الاجتماعي

أعد الملف/ أمل عبده الجندي

لا يزال مشروع قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية تحت قبة البرلمان في انتظار الموافقة عليه وإقراره، رغم مطالبة اللجنة المشتركة من البرلمان والحكومة باستكمال الإجراءات الدستورية والقانونية بصفة الاستعجال، نظرا لما يمثله القانون من أهمية في تحقيق أهداف التكافل الاجتماعي والأهداف التنموية الأخرى، وتطوير آلية تحصيل الزكاة وصرفها في المصارف الشرعية المحددة ، واستفادة الشرائح الاجتماعية المحتاجة من العائدات الزكوية، وإنفاذ القانون بشكل مكتمل خالٍ من التناقضات مع القوانين والتشريعات النافذة.
“الثورة” التقت بعدد من أعضاء البرلمان والجهات الرسمية ذات العلاقة لتسليط الضوء حول مشروع قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية .. إلى التفاصيل:

مشروع قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية لا يزال قيد الدراسة والمناقشة حاليا في مجلس النواب وسط جدل مجتمعي بشأن ماهية مضمونه وجديده, ودواعي إعداده في ظل وجود قانون نافذ ينظم تحصيل الزكاة أو الواجبات الزكوية .
دواعي القانون
أحمد الخولاني عضو مجلس النواب – رئيس اللجنة الدستورية والقانونية يؤكد على أن أي قانون يأتي من الحكومة لا شك أن له أهمية كبيرة ومن حق الحكومة أن تقدم أي مشروع لأي قانون إلى المجلس ليطلع المجلس عليه ويناقشه من حيث المبدأ أولا تمهيداً لقبوله من عدمه ثم بعد ذلك يحيله إلى اللجان المختصة.
الخولاني أشار إلى أن أهمية مشروع قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية تتمثل في جوانب عديدة أهمها تعزيز التكافل الاجتماعي وتنمية موارد الدولة، فمشروع قانون الزكاة لا شك أن له أهمية لدينا نحن المسلمين وتتوقف هذه الأهمية من خلال النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة المشتركة من خلال الإطلاع على هذا المشروع ومناقشته مع الجانب الحكومي ومن ثم تقديمه الى قاعة مجلس النواب الذي بدوره له الكلمة الأولى والأخيرة لقبول هذا المشروع من عدمه.
إضافات هامة
عضو مجلس النواب- رئيس اللجنة الدستورية والقانونية في المجلس أحمد الخولاني أكد أنه لا فرق بين القانون الأول مقارنة بما هو مقدم في المشروع الجديد عدا بعض الإضافات تبحث الدولة من خلاله على تحقيق خطوات مهمة، وقال :وهذه الإضافات تتطلب الأخذ والرد وتتطلب فتوى من علماء ورجال قانون ومختصين ودراسة متأنية حتى تخرج بنتائج تفيد الجميع، مصارف الزكاة معروفة لمن وقد ذكرها الله في كتابه ومذكورة في السنة والمطلوب هو التحري في هذا الموضوع والوقوف أمام هذا المشروع بمسؤولية دون تحيز أو تعصب أو ميول الى هذا الرأي أو ذاك.
إكمال النواقص
منصور علي واصل عضو مجلس النواب – عضو لجنة العدل والأوقاف يرى أن هذا المشروع له أهمية كبرى، ويقول: إن الله سبحانه وتعالى صنف فيه 8 أصناف، 2 تخص الفقراء والمساكين الذين لا مال لهم ولا كفاية لهم وبقية الأصناف الستة فهي تخص الدولة العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل هذا من اختصاص الدولة، فشروط الزكاة الحول والنصاب والملك التام وكل شيء مبين وواضح في القرآن الكريم.
وقال واصل: إن قانون الزكاة موجود ولكن المشروع الجديد لهذا القانون هو إكمال النواقص للقانون الموجود مثل الركاز وهو ما يرتكز في الأرض، لذا فإن المشروع يحتاج إلى تمعن وتريث في مواد المشروع وما هو حق الله يجب أن يؤدى وما كان وفق شرع الله لا ينبغي لأي أحد أن يعارضه وما كان جزافا أو قياسا فهناك لجان ستمحص ما قيل والمجلس سيكمل ما تبقى.
وعما إذا كانت ظروف البلاد تسمح بإخراج قوانين كهذه , يقول النائب علي واصل :” إن العمل التشريعي لا يجب التهاون به ولكن العمل التطبيقي فنقول لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها فالدين مرونة وليس تحجراً.
تنمية للمال والاستثمار
هناء العلوي عضو المجلس السياسي تقول: كلنا نعرف ان الزكاة ركن من أركان الإسلام وفرضها هو الخضوع لأوامر الله سبحانه وتعالى لذلك لا بد من تفعيل قانون الزكاة لحسم الموضوع ولما له من أهمية ومردود على مستوى الفرد والمجتمع وتنمية للمال ودافع للاستثمار وتكافل اجتماعي”..
منوهة بحديثها “بأنه لا بد من استقلالية تحصيل الزكاة وتوزيعها على المستحقين وفقا للضوابط الشرعية، وتنظيم إرادتها ومصارفها بشكل شفاف حتى تتولد الثقة لدى المجتمع بحيث يتعاطى ويتجاوب بدفعها، ومحاربة الفساد المسبق في التعاطي مع مصارف الزكاة”.
وبالنسبة لما يخص دمج الزكاة مع الرعاية الاجتماعية , ترى العلوي ان “الموضوع سيواجه الكثير من الإشكاليات مستقبلا أهمها انه سيؤدي إلى عدم الثقة والجدية للتعاطي مع الزكاة، بالإضافة إلى ان الزكاة لا تغطي حالات الضمان الاجتماعي فهناك فساد كبير في حالات الضمان الاجتماعي وتوجد حالات وهمية كما ان هناك اسراً غير مستحقة تنتفع منها واسراً تصلها أكثر من حالة وهناك تلاعب كبير من قِبل المجالس المحلية في صرف حالاتها فبالتالي ستتعرض مصارف الزكاة لفساد كبير وإشكاليات”.
وظيفة الزكاة
وزير الشؤون القانونية الدكتور عبدالرحمن المختار من جانبه يرجع “تسمية قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية إلى عدد من المبررات” ، مشيرا إلى “ضرورة وجود قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية للحد من التراجع الخطير للوظيفة الاجتماعية للزكاة في المجتمع اليمني المسلم بسبب تعطيل صرفها في مصارفها الشرعية وتوسيع دائرة الحاجة والعوز بين أفراد المجتمع خصوصاً في ظل العدوان السعودي الإماراتي ومن ورائهما أمريكا والكيان الصهيوني على الشعب اليمني ومخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيما يتعلق بمورد الزكاة بوصفها ركنا من أركان الإسلام وفريضة من أهم الفرائض، ولا بد من قانون جديد للزكاة والرعاية الاجتماعية يعيد الأمر إلى نصابه”.
استفادة المحتاجين
من جانبه أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود عبدالقادر الجنيد ، “الأهمية التي يمثلها مشروع قانون الزكاة والرعاية الاجتماعية في تحقيق أهداف التكافل الاجتماعي والأهداف التنموية الأخرى.. لافتا إلى أهمية أن يتضمن القانون تطوير آلية تحصيل الزكاة وصرفها في المصارف الشرعية المحددة”.
وأشار إلى أن “مشروع القانون سيأخذ في الاعتبار استفادة الشرائح المجتمعية المحتاجة من العائدات الزكوية، وإنفاذ القانون بشكل مكتمل خالٍ من التناقضات مع القوانين والتشريعات النافذة”.
مقاصد شرعية
ويهدف المشروع من خلال دمج الرعاية الاجتماعية مع الزكاة إلى تحقيق مقاصد شرعية لفريضة الزكاة إيرادا ومصرفا وتأكيد سلطة الدولة في تلقي وتحصيل وإدارة الزكاة والصدقات وتوزيعها على مستحقيها بما يحقق مقاصد هذا الركن الإسلامي وبما يحد من ظاهرة الفقر ومخاطر الانحراف وغيرها من الأهداف التي تعين المجتمع على العيش بكرامة.
ويوضح المشروع في ( 86 ) مادة موزعة على سبعة أبواب تشمل التسمية والتعاريف والأهداف، زكاة المال وما يجب في الركاز، زكاة الفطر، حصر وتقرير وتحصيل زكاة المال، مصارف الزكاة، العقوبات، وأخيرا أحكام عامة وختامية.
مشاريع الزكاة
ويمثل المشروع ترجمة لمضامين الشريعة الإسلامية الواردة في نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الموجبة للزكاة والمحددة لأنواعها ومقاديرها ومصارفها والشروط المتعلقة بهذا الخصوص.
وتأتي أهمية هذا المشروع المقدم من الهيئة العامة للزكاة والرعاية الاجتماعية للتركيز والاهتمام بتدريب الشباب القادرين على العمل من الفقراء والمساكين على الحرف اليدوية أو المهن والصناعات الحرفية، بالإضافة إلى استثمار أموال وعائدات الزكاة والصدقات في مشاريع إنتاجية وخدمية.

قد يعجبك ايضا